جلس مسؤولون أميركيون وأوكرانيون في ولاية فلوريدا الأميركية اليوم الأحد لمناقشة الخطوط العريضة لاتفاق سلام مع روسيا، وهي محادثات قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه يتوقع أن تثمر عن إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وقال روبيو في هالانديل بيتش بفلوريدا حيث انعقد الاجتماع: "يتعلق الأمر بفتح مسار للمضي قدما لتكون أوكرانيا ذات سيادة ومستقلة ومزدهرة، لذا نتوقع إحراز مزيد من التقدم اليوم".

وتأتي مناقشات اليوم بعد أسبوعين تقريبا من المفاوضات التي بدأت بمخطط أميركي للسلام قال المنتقدون إنه كان في البداية يصب في مصلحة روسيا التي بدأت الصراع الأوكراني بغزو عام 2022.

وعبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إحباطه لعدم قدرته على إنهاء الحرب. وتعهد عند ترشحه للرئاسة بتحقيق ذلك في يوم واحد، وقال إنه مندهش من صعوبة الأمر بالنظر إلى ما وصفها بالعلاقة القوية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يرفض إلى حد كبير تقديم تنازلات لوقف القتال.

ويضغط فريق ترامب على أوكرانيا لتقديم تنازلات كبيرة، بما في ذلك التخلي عن أراض لروسيا.

 

 

الوفد الأوكراني. (أ ف ب)

 

وتحولت المحادثات اليوم مع تغيير في قيادة الوفد الأوكراني الذي يرأسه كبير المفاوضين الجديد رستم أوميروف، أمين المجلس الوطني للأمن والدفاع، بعد استقالة رئيس الفريق السابق أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة وسط فضيحة فساد في الداخل.

وفي مستهل الاجتماع، شكر أوميروف واشنطن ومسؤوليها قائلا بالإنكليزية: "الولايات المتحدة تنصت إلينا، الولايات المتحدة تدعمنا، الولايات المتحدة تسير بجانبنا".

كما شارك في الاجتماع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر ترامب لتمثيل الجانب الأميركي. ومن المتوقع أن يجتمع ويتكوف مع مسؤولين روس هذا الأسبوع.

وجرت المحادثات قرب ميامي في ناد خاص، وهو نادي (شيل باي)، الذي طورته شركة ويتكوف العقارية.

وقال زيلينسكي إنه يتوقع "التوصل لحل" اليوم الأحد بشأن نتائج الاجتماعات السابقة في جنيف حيث قدمت أوكرانيا عرضا مقابلا للمقترحات التي طرحها وزير الجيش الأميركي دان دريسكول على القادة في كييف قبل نحو أسبوعين.

وتسعى القيادة الأوكرانية، التي تواجه أزمة سياسية داخلية يؤججها التحقيق في اتهامات واسعة بالكسب غير المشروع في قطاع الطاقة، إلى رفض الشروط التي تصب في مصلحة موسكو في وقت تتقدم فيه القوات الروسية على طول خطوط المواجهة في الحرب.

وفي الأسبوع الماضي، حذر زيلينسكي الأوكرانيين، الذين يعانون من انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع بسبب الغارات الجوية الروسية على نظام الطاقة، من أن البلاد تمر بأصعب لحظاتها حتى الآن لكنه تعهد بعدم إبرام اتفاق سيئ.

وكتب سيرغي كيسليتسيا، النائب الأول لوزير الخارجية الأوكراني والعضو في الوفد على منصة إكس من ميامي اليوم قائلا: "كما يقول خبراء الطقس، هناك صعوبة متأصلة في التنبؤ لأن الأجواء نظام فوضوي يمكن أن تؤدي فيه التغييرات الصغيرة إلى نتائج كبيرة".

 

هجمات بمسيّرات 
من جانبها، واصلت روسيا هجماتها الليلية على جارتها.

وأفاد حاكم منطقة كييف ميكولا كالاشنيك عن "هجوم آخر بمسيّرة تابعة للعدو" في الساعات الأولى من صباح الأحد.

وقال عبر "تلغرام": "للأسف، نتيجة هجوم العدو على فيشغورود، قتل شخص وأصيب 11 آخرون، من بينهم طفل".

وجاء هذا الهجوم في أعقاب هجوم روسي آخر مساء الجمعة بالطائرات المسيرة والصواريخ أسفر عن مقتل 3 أشخاص وانقطاع الكهرباء عن مئات الآلاف في جميع أنحاء أوكرانيا.

وأعلنت روسيا التي تنفي استهداف المدنيين بأنّها ضربت بنى تحتية للطاقة تشغّل مجمّع الصناعات العسكرية الأوكرانية.

لكن أوكرانيا تشير إلى أن الهجمات الروسية تهدف إلى إنهاك مدنييها.

وبعد انفجارات ليل السبت العنيفة، قالت الأوكرانية العاملة في جال الإعلام غالينا بوندارنكو لـ"فرانس برس" في كييف إن شظايا سقطت في منزلها.

وقالت "سقطت إحدى الشظايا قرب السرير. ضربت السرير ومن ثم علقت".