قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء إن السعودية وافقت على استثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة في حين تعهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيادة الاستثمار إلى تريليون دولار.
وقال ترامب، في إشارة إلى ولي العهد: "أود أن أشكرك لأنك وافقت على استثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة. ولأنه صديقي، فقد يرفع ذلك إلى تريليون دولار... سأعمل على ذلك".
ورد ولي العهد قائلا إن المملكة ستزيد استثماراتها في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار.
كما أعلن ترامب عن التوصل إلى اتفاق دفاعي بين البلدين، وأن بلاده ستبيع المملكة مقاتلات إف 35، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن السعودية وإسرائيل كحليفين وثيقين "أعتقد أنهما في مستوى يسمح لهما بالحصول على أفضل طائرات إف-35".
ووصل بن سلمان إلى البيت الأبيض اليوم الثلاثاء، حيث كان ترامب في استقباله.
وأقيمت عروض بمقاتلات أميركية في أجواء البيت الأبيض مع وصول الأمير محمد بن سلمان الذي يقوم بزيارة ستشهد توقيع اتفاقات في مجالي الدفاع والطاقة.
ورافق ترامب ضيفه بن سلمان في جولة داخل البيت الأبيض، وصولاً إلى "ممشى الرؤساء" الذي يضم صوراً لكل الرؤساء الأميركيين على طول الرواق الغربي، وشوهد يتحدث إليه أمام الإطار الفارغ الذي أزيلت منه صورة الرئيس السابق جو بايدن واستبدلت بجهاز توقيع آلي "auto pen".

"النهار" تواكب هذه الزيارة بتغطية مباشرة لحظة بلحظة
في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تحوّلاً عميقاً في بنيتها الاقتصادية والاستراتيجية. بعد عقود من قيامها على معادلة "النفط في مقابل الأمن"، بدأت الشراكة بين الرياض وواشنطن تأخذ طابعاً جديداً عنوانه "رأس المال في مقابل التكنولوجيا". ويصبح الذكاء الاصطناعي محرّكاً رئيسياً في هذا التحول، وتصبح الاستثمارات المتبادلة في هذا القطاع رمزاً لهذا المسار الجديد.
تُعَدّ شركة "داتافولت" السعودية من أبرز معالم هذا التحول، بعدما أعلنت أنها تخطّط لاستثمار 20 مليار دولار في إنشاء مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة داخل الولايات المتحدة. يأتي هذا المشروع الضخم من ضمن حزمة أوسع تُقدَّر بأنها تُشكّل "شراكة استثمارية تكنولوجية" بقيمة تصل إلى قرابة 600 مليار دولار، تشمل استثمارات ومشتريات وصفقات بين البلدين. للمزيد اضغط هنا

تحظى زيارة وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لواشنطن باهتمام بالغ، حيث يعقد مباحثات مباشرة مع الرئيس الإميركي دونالد ترمب، للبحث في ملفات ثنائية ودولية عدة. ومرجح أن تكون هذه الزيارة محطة مهمة في مسار التهدئة الإقليمية، إذ تأتي في لحظة تتقاطع فيها أزمات غزة وسوريا ولبنان، من دون أن نغفل التوتر بين إسرائيل وإيران، والوضع غير المستقر سياسياً وأمنياً في اليمن. ففي هذه الملفات كلها تتداخل الحسابات الأميركية مع أدوار قوى إقليمية كإسرائيل وإيران وتركيا، ويهم الرياض ضبط هذه التوازنات بما يمنع حدوث مواجهات كالتي وقعت منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ما يسهم أيضاً في استثنائية هذه الزيارة أنها تحمل رؤية سعودية واضحة، تُصر على أن الاستقرار لا يمكن أن يولد من فراغ، وأن أي ترتيبات أمنية أو اقتصادية في المنطقة يجب أن تندرج ضمن مسار سياسي موثوق، لا مجرد آليات لإدارة الصراع. لذا، تصرّ الرياض على أهمّية أن تتحوّل الهدنة في قطاع غزة إلى هدوء مستدام، يمهّد لبناء مسار موثوق للسلام، يُفضي أخيراً إلى قيام الدولة الفلسطينية. للمزيد اضغط هنا

يرى دبلوماسيون غربيون أن العلاقة الأميركية - السعودية تعرضت لخيبات في مراحل عدة، آخرها مع تداعيات استهداف إسرائيل للعاصمة القطرية الدوحة. وهذا رأي يتفق عليه آخرون من السعودية، يشدّدون على واجب الولايات المتحدة "تأمين الحاجات الأمنية".
لكنهم أجمعوا في حديثهم مع "النهار" على أن العلاقات الثنائية الآن في "وضع أفضل" مما كانت عليه في السنوات الماضية.
والحديث عن العلاقات السعودية – الأميركية، التي تُعدّ من أقدم وأهم العلاقات الثنائية في الشرق الأوسط، لا يمكن اختزالها في سطور قليلة. فهذه العلاقة تمتدّ لأكثر من 80 عاماً، وتشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية. للمزيد اضغط هنا
