يتصاعد الجدل بين اليهود في نيويورك وأماكن أخرى قبل انتخابات عمدة المدينة المقررة يوم الثلاثاء.

لطالما دعم الناخبون اليهود المرشحين ديموقراطيين بثبات، وفاز زهران مامداني، الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 34 عاماً، بالانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي، لكن المخاوف من تصاعد معاداة السامية وانتقادات مامداني الحادة لإسرائيل فتحت انقساماً وأثارت تساؤلات أعمق حول معنى أن تكون يهودياً أميركياً في عام 2025.

وقالت فيليسا ويدوم، مديرة "الأجندة اليهودية في نيويورك"، لشبكة "سي.أن.إن": "لقد حاول الناس حقاً التعامل مع سؤال: كم يهم أن يكون لدينا عمدة يشاركهم المشاعر نفسها تجاه إسرائيل؟".

وأضافت: "هناك من يشعر أن هذا ليس أهم شيء عند التصويت لعمدة، وكيف يشعرون تجاه إسرائيل، وهناك من يعتبر الأمر وجودياً ولا يمكنهم التصويت لشخص يختلف معهم بشأن إسرائيل أو لا يدعم إسرائيل كدولة يهودية".

زهران ممداني (أ.ب)

ويشير تقرير الشبكة الأميركية إلى أن القضية تنشأ من تاريخ مامداني في النشاط المؤيد للفلسطينيين والمعارض لإسرائيل، منذ أيام الجامعة حين أسس فرعاً لحركة "الطلاب من أجل العدالة في فلسطين"، إلى دعمه حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل، ووعده باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

في الأشهر الأخيرة، خفف مامداني بعض مواقفه المثيرة للجدل وحاول طمأنة الناخبين اليهود القلقين من الهجمات المعادية للسامية، مثل تلك التي وقعت في واشنطن العاصمة. وقد أيّده سياسيون يهود ديموقراطيون مثل المراقب البلدي براد لاندر والنائب جيري نادلر، بينما يبقى السيناتور الأميركي تشاك شومر من أبرز المعارضين.

وقال الحاخام إليوت كوسغروف من كنيس "بارك أفنيو" للمصلين في 18 أكتوبر: "لأكون واضحاً وصريحاً: أعتقد أن زهران مامداني يشكل خطراً على أمن الجالية اليهودية في نيويورك".

زهران ممداني (رويترز)

وقع أكثر من 1100 حاخام وقائد يهودي في الولايات المتحدة على رسالة مفتوحة تتفق مع رسالة كوسغروف، داعين الأميركيين إلى "الوقوف مع المرشحين الذين يرفضون الخطاب المعادي للسامية والمعادي للصهيونية".

ويأتي صعود مامداني في ظل انقسام متزايد بين الناخبين اليهود الأميركيين، لا سيما على صعيد العمر، حول إسرائيل بعد الحرب في غزة خلال العامين الماضيين. بينما يقول 56% من اليهود الأميركيين إنهم مرتبطون عاطفياً بإسرائيل، ينخفض هذا الرقم إلى 36% بين من تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، وفقاً لاستطلاع أجرته صحيفة "واشنطن بوست".

وعلى الرغم من تقدم مامداني بين الناخبين المحتملين في معظم استطلاعات الرأي العامة، أظهرت استطلاعات حديثة لكل من فوكس نيوز ومارِست أن 55% من الناخبين اليهود المحتملين في المدينة يدعمون الحاكم السابق لنيويورك أندرو كومو، الذي يخوض حملة مستقلة بعد خسارته أمام مامداني في الانتخابات التمهيدية. بينما حصل مامداني على 32% من الناخبين اليهود في كل استطلاع.

ولا يزال العديد من اليهود يعتبرون مواقف مامداني تجاه إسرائيل أقل أهمية من سياساته الأخرى المقترحة، مثل تجميد زيادات الإيجار في الشقق ذات الإيجار المستقر، التركيز على القدرة على تحمل تكاليف المعيشة، ومواجهة الرئيس دونالد ترامب.

زهران ممداني (رويترز)

ما قاله مامداني عن إسرائيل واليهود
لقد كان النشاط المؤيد للفلسطينيين والمعارض لإسرائيل جزءاً أساسياً من معتقدات مامداني السياسية.

رفض مامداني القول إنه يعتقد أن لإسرائيل الحق في الوجود كدولة يهودية، مشيراً إلى أن على البلاد توفير حقوق متساوية لجميع السكان. كما رفض سابقاِ إدانة عبارة "عولمة الانتفاضة"، وهي مصطلح يستخدمه الفلسطينيون لوصف انتفاضتهم ضد إسرائيل، لكنه قال مؤخراً إنه سيحاول منع استخدام العبارة.

بعد يوم من هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، التي أشعلت الحرب المدمرة في غزة، أصدر مامداني بياناً لم يدن حماس أو الهجمات. وقد انتقد مراراً تصرفات إسرائيل واصفاً إياها بـ"الإبادة الجماعية"، وقال إنه سيعتقل نتنياهو إذا زار نيويورك، استناداً إلى مذكرة من المحكمة الجنائية الدولية، التي ليست الولايات المتحدة عضواً فيها.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، انتشر على الإنترنت مقطع فيديو من سبتمبر 2023 يربط بين قمع شرطة نيويورك والجيش الإسرائيلي. وقال حينها في مؤتمر الاشتراكيين الديمقراطيين الأميركيين: "يجب أن نوضح أنه عندما يكون حذاء شرطة نيويورك على رقبتك، فقد تم ربطه بواسطة الجيش الإسرائيلي".

وعند سؤاله عن ذلك الأسبوع الماضي، قال لمراسل CNN: "كانت إشارة إلى التدريبات المشتركة بين شرطة نيويورك والجيش الإسرائيلي. وما أركز عليه هو العمل مع شرطة نيويورك لضمان السلامة العامة لسكان نيويورك".