ترامب المُحبط يصعّد ضد روسيا قبل قمة محتلمة مع شي... هل يُجبر بوتين على التفاوض؟

ترامب المُحبط يصعّد ضد روسيا قبل قمة محتلمة مع شي... هل يُجبر بوتين على التفاوض؟

يشير فرض العقوبات إلى خيبة أمل ترامب وإحباطه من بوتين وحالة المحادثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، فيما يبحث عن طرق للضغط على روسيا للتوصل إلى اتفاق سلام
ترامب المُحبط يصعّد ضد روسيا قبل قمة محتلمة مع شي... هل يُجبر بوتين على التفاوض؟
ترامب وبوتين (وكالات)
Smaller Bigger

فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب حزمة عقوبات قاسية على روسيا، مستهدفاً قطاعها النفطي للمرة الأولى في ولايته الثانية، في خطوة تعكس خيبة أمله من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتأتي هذه العقوبات وسط دعوات داخلية وأوروبية متزايدة لدعم أوكرانيا وإنهاء الحرب.

أُعلن عن العقوبات الجديدة في الوقت الذي كان ترامب جالساً في المكتب البيضوي مع الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، الذي سافر إلى واشنطن في محاولة أوروبية لإبقاء ترامب إلى جانب أوكرانيا.

واستهدفت العقوبات أكبر شركتين نفطيتين في روسيا، "روزنفت" و"لوك أويل". وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت إن شركتي النفط محركان توأمان لـ"آلة حرب الكرملين".

كان غضب ترامب من الزعيم الروسي واضحاً يوم الأربعاء. وقال: "في كل مرة أتحدث مع فلاديمير، أجري محادثات جيدة، ثم لا تؤدي إلى أي نتيجة". وأوضح قراره بإلغاء قمة بودابست التي كان مقرراً عقدها في الأسابيع المقبلة بالقول: "لم أشعر أن الأمر صحيح. لم أشعر أننا سنصل إلى المكان الذي يجب أن نصل إليه. لذلك ألغيتها". أما بالنسبة للعقوبات، فأكد أنه شعر أن "الوقت مناسب".

وفي الوقت الذي تم فيه تعليق القمة المقررة، كان بوتين يشرف على تدريبات للقوات النووية الاستراتيجية للبلاد، تضمنت إطلاق صواريخ تجريبية. ولجأ الكرملين مراراً إلى التهديد النووي في محاولة لردع الدعم الغربي لكييف.

ويشير فرض العقوبات إلى إحباط ترامب من بوتين، وحالة المحادثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، فيما يبحث عن طرق للضغط على روسيا للتوصل إلى اتفاق سلام. وجاءت بعد هجمات روسية على أوكرانيا أسفرت عن مقتل 7 أشخاص،  وبعد أشهر من الدعوات التي وجهها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فضلاً عن الضغوط التي مارسها الحزبان الديموقراطي والجمهوري على ترامب لفرض عقوبات أشد على صناعة النفط الروسية.

 

استراتيجية متقلبة
كانت استراتيجية العقوبات التي اتبعها ترامب ضد روسيا متقلبة. فقد رفع الرسوم الجمركية على الدول التي تشتري الطاقة الروسية، مثل الهند، للضغط على موسكو، وفرض عقوبات على المورد الرئيسي للنفط في صربيا، الذي تمتلك شركة طاقة روسية مملوكة للدولة حصة الأغلبية فيه. لكنه كان قد أعرب سابقاً عن شكوكه في أن زيادة العقوبات على موسكو، التي تتعرض بالفعل لضغوط شديدة من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، ستقنع بوتين بتغيير مساره خلال أشهر من المفاوضات المطولة.

لقد كان روته وقادة أوروبا الآخرون في حالة تقلب مستمر مع ترامب طوال العام. ويبدو أن الأوروبيين قد تعلموا الآن ألا يأخذوا على محمل الجد أن ترامب سيدعمهم تلقائياً ضد روسيا. فقد أثبت مراراً أنه حليف يحتاج إلى قدر من الحذر. فإذا تركوه وشأنه لفترة طويلة، قد يتأثر ببوتين.


أهمية العقوبات
تعد العقوبات من بين أهم الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد قطاع الطاقة الروسي منذ بداية الحرب في أوكرانيا. وقد استهدفت أيضاً ما يقرب من ثلاثين شركة تابعة لهما. واستهدفت بريطانيا الشركتين النفطيتين الأسبوع الماضي، واعتمد الاتحاد الأوروبي رسمياً حزمة أخرى من العقوبات، تشمل حظراً على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي، صباح الخميس.

وتعد عائدات الطاقة عنصراً أساسياً في الاقتصاد الروسي، حيث تسمح لبوتين بضخ الأموال في القوات المسلحة دون تفاقم التضخم بالنسبة للناس العاديين وتجنب انهيار العملة. وتؤدي العقوبات إلى عزل الشركات الروسية عن الأنظمة المصرفية والمؤسسات المالية الأميركية، ما يمنعها بشكل أساسي من التعامل بالدولار الأميركي. ويمكن أن يتعرض المخالفون، بما في ذلك المؤسسات المالية الأجنبية، لعقوبات صارمة، بما في ذلك عقوبات متتالية. ويمكن أن يتعرض الأفراد للملاحقة الجنائية.
ووفقاً لوكالة "بلومبرغ"، فإن شركة "روزنفت"، وهي شركة خاضعة لسيطرة الدولة ويرأسها حليف بوتين المقرب إيغور سيتشين، وشركة "لوك أويل"، وهي شركة خاصة، تمثلان ما يقرب من نصف إجمالي صادرات النفط الخام في البلاد. وتصدّر الشركتان معا 3.1 ملايين برميل من النفط يومياً.

وتنتج شركة "روزنفت" وحدها ما يقرب من نصف إجمالي إنتاج النفط الروسي، الذي يمثل 6% من الإنتاج العالمي، وفقاً لتقديرات الحكومة البريطانية.

من المؤكد أن هذه العقوبات ستوجه ضربة للاقتصاد الروسي، حيث تشكل الضرائب من صناعات النفط والغاز نحو ربع الميزانية الفيدرالية للبلاد. لكن الآثار المتتالية قد تمتد إلى أبعد من ذلك بكثير، كون الصين والهند، بالاضافة إلى تركيا، من أكبر عملاء روسيا.

في المقابل، ينقسم الخبراء حول مدى فعاليتها في إبطاء الحرب الروسية وإجبار بوتين على التفاوض، فيما يقول كثيرون إن الأمر سيتوقف على مدى قوة واشنطن في فرضها. 

 

ترامب وبوتين (وكالات)
ترامب وبوتين (وكالات)

 

عقوبات أوروبية
إضافة الى العقوبات الأميركية، أعلن الاتحاد الأوروبي عن فرض عقوبات الخميس تشمل واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي، وسيتم تقييد سفر الديبلوماسيين الروس داخل الاتحاد، كما سيضيف 117 سفينة أخرى من "أسطول الظل" الروسي من ناقلات النفط. واستهدفت بروكسل أيضا عشرات الشركات من الصين وهونغ كونغ

وفي هذا السياق، من المتوقع أن يلتقي ترامب الأسبوع المقبل بالرئيس الصيني شي جينبينغ عندما يسافر الزعيمان إلى كوريا الجنوبية لحضور قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ. وقال ترامب في هذا الإطار: "أعتقد أنه يمكن أن يكون له تأثير كبير على بوتين".

وفقاً لتقييم أميركي، لم تقدم الصين دعماً مباشراً لروسيا في الحرب، لكنها زادت مبيعاتها إلى روسيا من المواد التي تستخدمها موسكو لإنتاج الصواريخ والدبابات والطائرات لاستخدامها في الحرب. وفيما يعكس اللقاء المرتقب بين ترامب وشي محاولة أميركية لتوظيف النفوذ الصيني للضغط على موسكو، هل يكون هذا اللقاء خطوة نحو إنهاء الحرب؟

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/23/2025 5:18:00 PM
المدوّن الإسرائيلي: يجب أن أريكم كيف تبدو سوريا في عام 2025
سياسة 10/23/2025 8:30:00 PM
اعتداء إسرائيلي جديد على جنوب لبنان...
اقتصاد وأعمال 10/22/2025 3:51:00 PM
لا يمكن اعتبار هذا التراجع "انهيارًا" أو حتى "تصحيحًا"، نظرًا لارتفاع الأسعار الكبير. لا تزال المعادن تحقق أرباحًا جيدة هذا العام، حتى بعد التراجعات الأخيرة
لبنان 10/23/2025 12:59:00 PM
غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف منطقة البقاع