دوجاريك لـ"النهار": دولة واحدة تعني إخضاع شعب لآخر والأمم المتحدة بحاجة إلى استمرار انخراط الولايات المتحدة
نيويورك – "النهار"
أكّد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن "لا بديل عن حلّ الدولتين"، قائلاً في حديث لـ"النهار" على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إن "دولة واحدة تعني إخضاع شعب لآخر".
ورداً على سؤال عن الخطوة التالية للأمم المتحدة بعد مؤتمر حلّ الدولتين الذي عُقد الأثنين برئاسة فرنسية – سعودية يجيب: "علينا أن نكون قادرين على القيام بأمرين في وقت واحد. وهذان الأمران هما التركيز على ما سيحدث في المستقبل، وما هو الهدف. والهدف هو قيام دولتين، لأنه كما يقول السيد (الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو) غوتيريش، لا يوجد بديل آخر. دولة واحدة تعني إخضاع شعب لآخر. وهذا مروّع بالنسبة للفلسطينيين، وهو ليس في مصلحة الإسرائيليين".
ويضيف: "الأمر الآخر الذي علينا القيام به في الوقت نفسه هو الاستمرار بالتركيز على الوضع على الأرض في غزة وأيضاً في الضفة الغربية المحتلة، وهي أوضاع مروّعة. هناك حاجة إلى المساعدات الإنسانية، وإلى وقف إطلاق النار. نحتاج إلى وقف الاستيطان وأيضاً حماية السكان المدنيين. لذلك أعتقد أنّنا في موضوع حل الدولتين نشهد زخماً يُظهر أنّ هذا هو الاتجاه الذي تريد الغالبية العظمى من المجتمع الدولي السير فيه. ومن المهم أن تقوم جميع الأطراف وجميع الدول الأعضاء التي لها تأثير على الأطراف باستخدام هذا التأثير بطريقة إيجابية".
وكيف يمكن للأمم المتحدة أن تحوّل هذه الاعترافات إلى تقدّم حقيقي نحو حل الدولتين؟ يقول: "في الحقيقة، هذه الاعترافات، كما يقول كثيرون، رمزية. لكن الرموز لها أهميتها، أليس كذلك؟ الرموز تبقينا على أمل. وبالتالي فإن على الدول الأعضاء الاستمرار في ممارسة الضغوط".
ومن هنا يرى دوجاريك أن "الخطوة الأولية التي ينبغي اتخاذها هي التوصل إلى وقف إطلاق نار. إيجاد الشجاعة السياسية، سواء من حماس أو من الحكومة الإسرائيلية، لفرض وقف لإطلاق النار، ومن ثمّ البدء بإعادة بناء مستقبل فلسطين، سواء في غزة أو في الضفة الغربية، بمعنى وجود حكومة موحّدة تحت سلطة السلطة الفلسطينية. وبعد ذلك يجب أن نواصل التركيز على الحل الديبلوماسي".
وهل سيكون ذلك من دون دور لحركة "حماس" في مستقبل غزة؟ يجيب:
"بالنسبة لنا، ما نعترف به هو السلطة الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني. لا يمكننا تحمّل رؤية جماعات مسلّحة تحكم أي أرض".

وفي ملف آخر، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجّه انتقادات لاذعة إلى الأمم المتحدة معتبراً أنها ليست ذات فائدة في العمل على تحقيق السلام. وعن كيفية تعامل الأمم المتحدة مع انتقادات ترامب يقول دوجاريك لـ"النهار": "حسناً، ما رأيناه أيضاً هو أنّه بعد تصريحاته بالأمس، التقى الأمين العام وأعلن علناً أنه يقف وراء الأمم المتحدة بنسبة مئة في المئة، حتى وإن لم يكن يوافقها دائماً، لكنه انخرط معها".
ويضيف: "الأمين العام (للأمم المتحدة) عقد اجتماعاً جيداً جداً مع الرئيس ترامب، وهي علاقة يجب رعايتها، لأننا بحاجة إلى استمرار انخراط الولايات المتحدة في الأمم المتحدة".
نبض