كينيدي في حربه الشرسة على اللقاحات يُفرغ وزارة الصحة من سبب وجودها

ساندرز يتهم كينيدي بأنه يؤمن بنظريات المؤامرة التي تحيط باللقاحات، وفي مقدمها أنها تتسبب بالتوحد عند الأطفال.
كينيدي في حربه الشرسة على اللقاحات يُفرغ وزارة الصحة من سبب وجودها
روبرت إف كينيدي جونيور يتحدث في تجمع انتخابي لدونالد ترامب بداية تشرين الثاني 2024. (رويترز)
Smaller Bigger

يكتب السيناتور بيرني ساندرز كما يحكي. في مقاله المنشور السبت الفائت بصحيفة "نيويورك تايمز"، يقرأ مقاله من عنوانه، حرفياً: "يجب على روبرت إف  كينيدي جونيور أن يستقيل".


كينيدي جونيور، ابن العائلة السياسية العريقة ديموقراطياً، وجد ضالته في دونالد ترامب حين تأكد أن لا حظ له بالرئاسة. عقد كينيدي صفقة زكى فيها ترامب في مقابل وزارة الصحة، حيث يمكنه أن يترجم حربه الشعواء ضد اللقاحات إلى أفعال، هو الذي بنى حملته الانتخابية، وشهرته، على العداء للقاح كوفيد.


كينيدي الحاصل على بكالوريوس في التاريخ ودكتوراه في القانون بات وزير الصحة إذاً، في الإدارة نفسها التي يحتل منصب وزير الدفاع فيها مذيع على قناة "فوكس". لماذا يريده بيرني ساندرز أن يستقيل فوراً، لأنه، بحسب المقال، "يعرّض صحة الشعب الأميركي الآن وفي المستقبل، للخطر".

 


ساندرز يتهم كينيدي بأنه يؤمن بنظريات المؤامرة التي تحيط باللقاحات، وفي مقدمها أنها تتسبب بالتوحد عند الأطفال، وهي "نظرية" لم يخرج بحث علمي رصين واحد يثبتها، بل على العكس دحضت مراراً وتكراراً. مع ذلك، فكينيدي مؤمن بها.

 

دونالد ترامب يصافح روبرت إف كينيدي جونيور في تجمع انتخابي في ديزرت دايموند أرينا، في آب 2024. (أ ب)
دونالد ترامب يصافح روبرت إف كينيدي جونيور في تجمع انتخابي في ديزرت دايموند أرينا، في آب 2024. (أ ب)

 

كينيدي المؤمن بالمؤامرة غير فعال ما دام خارج السلطة، لكنه على رأس وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في إدارة ترامب الذي قال سابقاً إن التطعيم يؤدي إلى التوحد. هكذا، يبدو جهداً مشتركاً بين الرئيس والوزير، طرد سوزان موناريز، مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الأربعاء الفائت، بعد أقل من شهر على قبول الكونغرس بها للمنصب.

أرجع البيت الأبيض طرد المديرة إلى كونها لا تتفق مع أجندة ترامب "لجعل أميركا صحية مجدداً". لم يذهب البيان أبعد من الشعار المعدل من الأصلي دائماً ليناسب الظرف وموضوع القضية التي يفتي فيها الرئيس الأميركي. أما موناريز، فقد أقيلت لأنها رفضت التغييرات التي اقترحها كينيدي على سياسات التطعيم لأنها تتعارض مع الأدلة العلمية، كما أنها رفضت الاستغناء عن فريقها القيادي من دون أسباب واضحة، ليستقيل أربعة أطباء (يحملون دكتوراه في الطب) من المسؤولين الكبار في الوكالة الفيدرالية CDC احتجاجاً على طرد مديرتها، وعلى التغييرات الأخيرة في توصيات التطعيم التي تشكل تهديداً لحياة الأطفال والحوامل.


من مهمات الوكالة الأساسية تتبّع انتشار الأمراض المعدية وغير المعدية، من الانفلونزا إلى السرطان، ووضع توصيات بشأن اللقاحات وتطوير استراتيجيات للوقاية، وقيادة الاستجابة للجوائح والتفشيات وغيرها من المهمات الصحية. 


كينيدي يكاد أن يكون أسوأ كوابيس هذه الوكالة مذ باتت تحت سلطته مطلع العام الحالي. في حزيران/يونيو الفائت أقال جميع الأعضاء في اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين وعددهم 17 واستبدلهم بآخرين بعضهم يشكك بلقاحات mRNA. كما ألغى في آب/اغسطس تمويلاً وعقداً بمجموع مليار ومئة مليون لتطوير هذه اللقاحات وآخر ضد انفلونزا الطيور. كذلك أعلن عن قيود جديدة للحصول على لقاحات كوفيد 19 وحدد استخدامها بفئات عمرية أو لمن لديهم حالات طبية، وأزال اللقاح من جدول التطعيمات الموصى بها من الوكالة للأطفال والحوامل، في بلد يعتبر 28 بالمئة من سكانه أن لقاحات كوفيد تسببت بآلاف الوفيات. وهو رقم مرشح للارتفاع مع إدارة تؤمن بنظريات مماثلة، مما يثير المخاوف من ارتفاع عدد رافضي اللقاحات بشكل عام، حتى تلك المعتمدة منذ عقود كلقاح الحصبة.

 


كينيدي يتخذ هذه القرارات وغيرها، في مساحة خطرة تتعلق مباشرة بصحة الأميركي الذي يدفع واحدة من أعلى فواتير التأمين الصحي في العالم، بينما فئاته الهشة مهددة من إدارة ترامب بتقليص تمويل برامج الرعاية الصحية مثل ميديكيد. هؤلاء الذين ينتمون إلى فئات عمرية وطبقات اجتماعية عابرة للأعراق هم في العادة أول ضحايا الجوائح وأكثرها، لذا كان ساندرز شديد المباشرة والاختصار، إذ كتب، كأنه يقول ملوحاً بذراعيه: كينيدي خطر الآن وفي المستقبل، ويجب أن يستقيل.

 


الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 9:32:00 AM
طقس الأيام المقبلة في لبنان