أرضيّة مشتركة تجمع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية... كيم جونغ أون

أرضيّة مشتركة تجمع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية... كيم جونغ أون

الرئيس الأميركي حريص إذاً على عقد لقاء رابع مع كيم، ويؤدي إيمانه الراسخ بقدرته كصانع سلام إلى إثارة احتمال محاولة أخرى لحل واحدة من أكثر الأزمات استعصاءً في العالم: استمرار كوريا الشمالية في تطوير أسلحة نووية
أرضيّة مشتركة تجمع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية... كيم جونغ أون
الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ (أ ف ب)
Smaller Bigger

في مشهد لافت بالبيت الأبيض، أثنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مراراً على علاقته الشخصية بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال لقائه رئيس كوريا الجنوبية الجديد لي جاي ميونغ.

لم تكن هذه التصريحات مفاجئة من رئيس كثيراً ما تحدث بإعجاب عن الحكام الاستبداديين في العالم، وقام بزيارة تاريخية للقاء كيم في عام 2019، ولكن السياق الذي أدلى فيه ترامب بها مع وجود لي جالساً بجانبه دون أن يبدي أي اعتراض كان لافتاً للنظر، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

لي يشيد بترامب
في الحقيقة، سارع لي، خلال اللقاء، إلى الإشادة بترامب. ووصفه بأنه صانع سلام عالمي، وهو من أثار اهتمامه باستئناف محادثات السلام مع كيم. وقال لترامب: "أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه حل هذه المشكلة"، مشيراً إلى أن الوضع كان أكثر استقرارا خلال ولايته الأولى.

يطمح لي إلى تحسين العلاقات مع كوريا الشمالية، وهي خطوة يعتقد أنها ستجعل كوريا الجنوبية أكثر أماناً في نهاية المطاف. وهناك هدف آخر لا يقل أهمية وهو ضمان عدم استبعاد كوريا الجنوبية من عملية التفاوض بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، في حالة تحسن العلاقات بينهما، بحسب جريدة "بوليتيكو" الإلكترونية.

كان ترامب سعيداً للغاية بتعظيم ديبلوماسيته السابقة مع كيم، التي انهارت في عام 2019 دون التوصل إلى اتفاق حول كيفية إنهاء برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية.

 وقال ترامب: "سأقول إن كيم جونغ أون وأنا كانت تربطنا علاقة جيدة جداً، كما تتذكرون، ولا تزال كذلك... أتطلع إلى لقائه في الوقت المناسب".

عموماً، أظهر الاجتماع كيف تستعد الحكومات الأجنبية للمحادثات من خلال تملق ترامب، الذي أهان قادة أوكرانيا وجنوب أفريقيا في البيت الأبيض في وقت سابق من هذا العام.

لي مدح مضيفه، وأشاد بتصميمه الجديد للمكتب البيضوي وإدارته للاقتصاد الأميركي، حتى أنه طرح إمكانية إنشاء برج ترامب في كوريا الشمالية يوماً ما. اتبع لي نهجاً شديد الاحترام تجاه ترامب، على غرار القادة الزائرين الآخرين الذين سعوا إلى إراحة الرئيس الأميركي بالمجاملات. وكان ذلك ضرورياً للرئيس الكوري المنتخب حديثاً، الذي سعى إلى تعزيز علاقة تجارية مهمة وشراكة طويلة الأمد تركز على الأمن والدفاع، في وقت تواجه فيه علاقات البلدين التجارية والعسكرية ضغوطاً من سياسات "أميركا أولاً".

 

هل يلتقي ترامب وكيم؟
الرئيس الأميركي حريص إذاً على عقد لقاء رابع مع كيم، ويؤدي إيمانه الراسخ بقدرته كصانع سلام إلى إثارة احتمال محاولة أخرى لحل واحدة من أكثر الأزمات استعصاءً في العالم: استمرار كوريا الشمالية في تطوير أسلحة نووية.

إذا حدث ذلك، تقول صحيفة "الغارديان"، فإن الآمال في تحقيق اختراق تبدو ضئيلة كما كانت دائماً. كما أشارت شبكة "سي إن إن" إلى أنه من الصعب القول ما إذا كان مثل هذا الاجتماع سيتم أم لا.

كوريا الشمالية قالت إنه على الرغم من أن علاقة كيم الشخصية بالسيد ترامب "ليست سيئة"، فإنها لن تعود أبداً إلى المفاوضات ما دامت واشنطن تريدها أن تتخلى عن أسلحتها النووية.

ومنذ آخر لقاء مع ترامب في العام 2019، قام كيم بتوسيع ترسانة بلاده النووية. وقال لي خلال زيارته للولايات المتحدة إن النظام الكوري الشمالي لديه الآن القدرة على بناء 10 إلى 20 رأساً نووياً في السنة.

كذلك، دخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الخط، فمع توثيق العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين بيونغ يانغ وموسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا، تبدو احتمالات نجاح قمة الولايات المتحدة وكوريا الشمالية أضعف من أي وقت مضى، بحسب "الغارديان".


الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ (أ ف ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ (أ ف ب)

 

لي ينتهج "البراغماتية"
بالنسبة للي، الزعيم السابق للمعارضة والحاكم الجديد لكوريا الجنوبية، كانت هذه القمة هي أول ظهور له على الساحة الدولية بعد أقل من 3 أشهر من توليه منصبه.

يتفق لي وترامب إلى حد كبير في رغبتهما في بدء الديبلوماسية مع كيم جونغ أون. ولكن حتى الآن، لم يبدِ كيم أي اهتمام بالتعامل مع سيول أو واشنطن، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".

يصف لي نفسه بأنه "براغماتي" في السياسة الخارجية مدفوعاً بالمصلحة الوطنية، معرباً عن رغبته في القيام بما هو ضروري لبناء علاقة مع ترامب، مع السعي في الوقت نفسه إلى إقامة علاقات أوثق مع الصين مقارنة بسلفه يون سوك يول.

يقول لي إن سلفه كان متصادماً للغاية مع الصين، ويريد تصحيح ذلك من خلال المحادثات الديبلوماسية. ومع ذلك، يقول محللون أميركيون إن هذا النوع من "المرونة الاستراتيجية" قد يؤدي إلى خلق شرخ بين سيول وواشنطن، إذ يضغط ترامب على حلفائه للانضمام إلى الولايات المتحدة في مواجهة صعود الصين.

ويبقى هناك عدد من القضايا الشائكة التي لم تُحلّ بين الحليفين، بما في ذلك احتمال سحب القوات الأميركية من كوريا الجنوبية، وحصة سيول من الإنفاق الدفاعي لاستضافة القوات الأميركية في البلاد، والمفاوضات بشأن التعريفات الجمركية.

تظل آفاق أي تقارب بين كيم، وكوريا الجنوبية، وترامب غير مؤكدة. ورغم أن تصريحات ترامب لم تكن مستغربة بالنظر إلى مواقفه السابقة، فإن الإدلاء بها أمام الرئيس الكوري الجنوبي الجديد، من دون أي تعليق أو اعتراض من الأخير، أضفى على الموقف أبعاداً لافتة، خاصة في ظل التوترات المتزايدة داخل التحالف التقليدي بين واشنطن وسيول.

الأكثر قراءة

اقتصاد وأعمال 11/20/2025 10:55:00 PM
الجديد في القرار أنه سيتيح للمستفيد من التعميم 158 الحصول على 800 دولار نقداً إضافة إلى 200 دولار عبر بطاقة الائتمان...
سياسة 11/20/2025 6:12:00 PM
الجيش اللبناني يوقف نوح زعيتر أحد أخطر تجّار المخدرات في لبنان
سياسة 11/22/2025 12:00:00 AM
نوّه عون بالدور المميّز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عموماً وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصاً، محيّياً ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطّة الأمنية والذين بلغ عددهم 12 شهيداً. 
مجتمع 11/21/2025 8:31:00 AM
تركيا وسواحل سوريا ولبنان وفلسطين ستكون من بين المناطق المستهدفة بالأمطار بعد إيطاليا