ترامب يحلم بالجائزة... "على نوبل السّلام؟!"

ترامب يحلم بالجائزة... "على نوبل السّلام؟!"

أوضح منيمنة أنّ "ثمّة انفصاماً ثقافياً في الولايات المتحدة وليس خلافاً سياسياً. إن ثلث الجمهور الأميركي المؤيّد تأييداً يقترب من التأييد الأعمى لترامب، يعتبر أن الرجل هو هبة ربّانية للولايات المتّحدة وهو بالتالي عليه أن ينال كل الجوائز
ترامب يحلم بالجائزة... "على نوبل السّلام؟!"
دونالد ترامب. (أ ف ب)
Smaller Bigger

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسأل عن "جائزة نوبل للسلام". حلم لا يتخلّى عنه. دول عدّة رشّحته نتيجة حركته الديبلوماسية، كإسرائيل وباكستان وكمبوديا. صراعات انتهت واتّفاقات لوقف إطلاق النار وُقّعت. لم يتردّد بإعلانه أنّه استطاع إيقاف 6 حروب، أمّا المتحدّثة باسم البيت البيض كارولين ليفيت فقد أكّدت مراراً أن "الوقت  حان لمنح دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام".

 


من الإنجازات إلى نوبل؟
تعدّدت "إنجازات" ترامب: من القمّة التاريخية في ألاسكا بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين نهار الجمعة 15 آب/أغسطس، إلى اتّفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان في 8 آب في البيت الأبيض، إلى تدخّله بين مصر وإثيوبيا لمنع اندلاع حرب بسبب خلاف سد النهضة، إلى توسّط البيت الأبيض في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد 12 يوماً من القتال رغم المشاركة بالقصف، وتوقيع الكونغو الديموقراطية ورواندا اتّفاق سلام في البيت الأبيض بعد سنوات من النزاع.

حتى أن "الإنجازات" وصلت إلى كمبوديا وتايلاند اللتين توصلتا إلى اتّفاق لإنهاء صراع حدودي دام 5 أيام، بالرغم من أن اتّفاق وقف إطلاق النار وقّع في ماليزيا وبرعايتها. وصولاً إلى 10 أيار/مايو 2025، حين أعلنت الولايات المتحدة توصّل الهند وباكستان إلى اتّفاق لوقف إطلاق نار شامل وفوري بوساطة أميركية، لكن الهند نفت ادّعاءات ترامب بأنّه تدخّل وأوقف إطلاق النار.

أمّا البدايات فكانت مع هدنة 15 كانون الثاني/يناير 2025 في غزة، والتي دخلت حيّز التنفيذ في 19 قبل يوم واحد من تسلّم ترامب ولايته الثانية. وقد ساهم فريقه في التوصّل إليها. في هذه الهدنة التي استمرّت إلى 18 آذار/مارس، أُدخل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف كموفد خاص من ترامب إلى طاولة المفاوضات، ودفع مباشرةً نحو التوصل إلى الاتّفاق.

 

في هذا المسار، يريد ترامب دخول الجنّة، هو الذي لم يختم بعد السنة الأولى من ولايته الثانية في البيت الأبيض. وسائل إعلام أميركية عدّة أيّدت منحه الجائزة. وحتى وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، العدو اللدود لترامب قالت إنّها سترشّحه للجائزة إذا نجح في إنهاء الحرب المدمّرة بين روسيا وأوكرانيا بشروط تحفظ وحدة الأراضي الأوكرانية.

 

جائزة نوبل. (مواقع)
جائزة نوبل. (مواقع)

 

وفي المقابل، ثمة أصوات كثيرة تعارض ذلك، وبذرائع عدة.

 

"مسعى صبياني"
اعتبر الباحث في الشؤون الأميركية حسن منيمنة أن "ترامب يسعى إلى هذه الجائزة، لكن يبدو صبيانياً في أحسن الأحوال. أي أنّه يريد هذه الجائزة لأن الرئيس الأسبق باراك أوباما حصل عليها. ولكن في حقيقة الأمر أن أوباما نال الجائزة بدون إنجاز، أي في مطلع عهده لأنّه لم يكن جورج دبليو بوش، وقد كوفئ على هذا الأمر، وهذا ما خفض في الحقيقة القيمة المعنوية للجائزة".

وأضاف، في حديث لـ"النهار": "ترامب لم يوقف 6 حروب بكل تأكيد، فهو يزعم مساهمته في حل الخلافات وفق الصيغة التي يعتمدها في نهجه دائماً، أي أنّه يظهر أن له الفضل في الحل على أمور منجزة وحاصلة، أو حتى في أمور لا يعلم بها وبمضمونها!". وأضاف: "ولكن بغض النظر عن كل هذا، أن يحلم أو أن ينال رجل مكّن وسلّح وموّل وغطّى المقتلة الدائرة في غزة ودعا إلى ترحيل سكان غزة بما يشكل جريمة، أخلاقية قبل أن تكون قانونية، على مستوى الإنسانية. أن يُطرح هذا الرجل أو أن يَطرح نفسه على أنه هو يستحق أن ينال جائزة نوبل للسلام، إذا كان الأمر كذلك وجارته لجنة جائزة نوبل بالموضوع، فعلى جائزة نوبل السلام، هذه بذاءة حقيقةً وليست موقفاً عقلانياً". 

 

وتابع: "الحروب التي يزعم أنّه أنهاها أو ساهم في إيقافها هي أفعال استعراضية كالاتّفاق بين الهند وباكستان، ففيها تعرّضت الهند التي بدأت بالهجوم إلى انتكاسة نتيجة التسليح الصيني لباكستان وطالبت نيودلهي بوقف إطلاق النار وليس الرئيس الأميركي، مع العلم أن العلاقات جيّدة بين واشنطن وإسلام آباد. حتى بين أرمينيا وأذربيجان، فترامب يبدو أنّه لا يعلم أن الحرب بينهما انتهت عام 2023 والمفاوضات بينهما كانت جارية. طبعاً، لقد واكبت إدارة ترامب هذه المراحل ولكن أن يزعم الفضل بإنهاء حرب مستمرّة منذ 30 عاماً دليل جهل".

وأردف: "في غزة، لا يزال ترامب على مواقفه. أما بشأن أوكرانيا، فمن الواضح أن ترامب ليس قادراً على مجاراة المنهجية الروسية وبالتالي وبعد 7 أشهر، إن كل المزاعم بشأن الإنهاء الفوري للحرب لم تتحقّق".

ورأى منيمنة أنه "في حال حصول ترامب على الجائزة فسيكون الرابح صبيانياً، أمّا الخاسر فهي جائزة نوبل التي ستكون فرّطت برصيدها وسيتطلّب الأمر إعادة نظر بكل ما قدّمته".

 

من بوابة أوكرانيا... ترامب: أريد دخول الجنة!
سبق لترامب البالغ من العمر 79 عاماً أن لمّح إلى رغبته بإنهاء الحرب في أوكرانيا للحصول على جائزة نوبل للسلام التي لا يفوّت فرصة إلا ويؤكّد أنّه يستحقّها عن جدارة.

 

"انفصام ثقافي"
وتحدّث عن انفصام ثقافي في الولايات المتحدة، معتبراً أن "ثلث الجمهور الأميركي المؤيّد يقترب من التأييد الأعمى لترامب، ويعتبر أن الرجل هو هبة ربّانية للولايات المتّحدة، وهو بالتالي عليه أن ينال كل الجوائز وكل التكريم بغض النظر عن تصرّفاته". وفي المقابل، يرى جزء آخر  من الجمهور الأميركي أن ترامب وصل إلى هذا الموقع نتيجة الرداءة السياسية في البلاد. وهنا، فإنّ الحزب الديموقراطي هو مسؤول عن جزء كبير من هذا التهديد نتيجة الهفوات والسقطات والتصرّفات التي ارتكبها. إذاً، هناك من يعتبر أن الأمر مجرّد هزَل لا قيمة له، ومن جهة أخرى هناك من يعتبر أن الجائزة تحصيل حاصل لهذا الرجل العظيم". وقال: "لا أعتقد أن الجائزة تبدّل الكثير وهي مسألة هامشية في الحوار السياسي الأميركي إلّا لدى من يريد التزلّف والتملّق لترامب".

ولفت إلى أن مبدأ السلام بالقوّة الذي يتحدّث عنه ترامب "يعني الاستسلام لرغبتنا. وعندما يقول السلام يعني ما يراه هو بأنّه سلام، وهو في الحقيقة ليس مبنياً على وقائع بل على رغبات، وعلى ما يريده هو. فالسلام بالقوّة هو ترحيل سكّان غزة وإقامة مشروع ريفييرا الشرق الأوسط، وهذا لن يحصل. إنّ أميركا تدفع ثمناً كبيراً لأنانيّة ترامب وخطواته في دول العالم وفي الداخل الأميركي".

وختم: "الاختبار هنا ليس لدونالد ترامب وما يقوم به والمهزلة القائمة، بل لما تبقّى من المنظومة الدولية، وتحديداً جائزة نوبل بشقّها المعنوي ورصيدها والتفريط به إذا مُنح ترامب الجائزة".


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

سياسة 11/18/2025 10:10:00 PM
استهداف إسرائيلي في عين الحلوة... وعدد كبير من الضحايا.
لبنان 11/18/2025 12:22:00 PM
الياس المر: الجيش اللبناني، بقيادته الحالية، أثبت في أصعب اللحظات أنه يتصرّف برويّة، وبقراءة دقيقة لميزان القوى الداخلي والخارجي
سياسة 11/18/2025 7:24:00 AM
أشارت المحطّة اللبنانية إلى أن السفارة اللبنانية في واشنطن ألغت بدورها استقبالاً كان سيقام لقائد الجيش.
سياسة 11/18/2025 2:21:00 PM
انتخب نائباً للمرة الأولى خلفاً لوالده النائب أنور الخطيب في الانتخابات الفرعية عام 1970