إدارة ترامب ستنهي كل العقود المالية مع "هارفرد"

تنوي الإدارة الأميركية إلغاء جميع العقود المالية المتبقية مع هارفرد، بحسب ما أفاد مسؤول رفيع الثلاثاء، في إطار مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإجبار الجامعة المرموقة على الخضوع لإشراف غير مسبوق.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن الإدارة الأميركية "ستبعث رسالة إلى الوكالات الفدرالية اليوم تطلب منها حصر عقودها مع هارفرد وإن كان من الممكن إلغاؤها أو تحويلها إلى جهات أخرى".
ورفعت الجامعة دعوى قضائية ضد إدارة ترامب الجمعة بعد قرار الرئيس منعها من قبول الطلاب الأجانب.
ووصفت "هارفارد" في شكوى قدّمتها إلى المحكمة الاتحادية في بوسطن هذا الإجراء بأنه "انتهاك صارخ" للتعديل الأول لدستور الولايات المتحدة والقوانين الاتحادية الأخرى.
وقد أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملة شرسة ضد جامعة هارفرد التي ترفض منحه حق الاطلاع على الطلاب الذين يتم قبولهم وأعضاء هيئة التدريس الذين تستعين بهم.
وقال ترامب الإثنين إنّه "سيفوز" في هذه المواجهة مع الجامعة الأشهر في العالم، والتي يريد خصوصاً منعها من قبول الطلاب الأجانب.
وأعلنت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم الخميس سحب شهادة SEVIS (برنامج الطلاب والزائرين) من جامعة هارفرد، لكن قاضياً فدرالياً سارع إلى تعليق الإجراء.
كذلك نشر الملياردير الجمهوري العازم على فرض مبادئه القومية والمحافظة على أوساط لتعليم والبحث والثقافة، عدداً من الرسائل الغاضبة ضد "هارفارد" على منصته "تروث سوشال".
وتتّهم الحكومة الأميركية الجامعة الواقعة في كامبريدج بولاية ماساتشوستس (شمال شرق)، بالتسامح مع تنامي أجواء معاداة السامية في حرمها الجامعي ونشر الأيديولوجيات التقدمية الخاصة بحركة الـ"ووك" ("woke") التي تنادي خصوصاً برفض التمييز بأشكاله كافة.
ويستخدم المحافظون هذا المصطلح بدلالات سلبية للإشارة إلى سياسات تعزيز التنوّع وتيارات البحث الأكاديمي حول التمييز على أساس الجنس أو الانتماء العرقي.
وتتّهم إدارة ترامب أيضاً جامعة "هارفارد" بالارتباط بالحزب الشيوعي الصيني.
وقال رئيس جامعة "هارفارد" آلان غاربر في مقابلة بثتها إذاعة "أن بي أر" الثلاثاء "لا أعرف بالضبط ما هي دوافع (الحكومة)، ولكنني أعلم أن بعض الناس منخرطون في معركة ثقافية"، داعياً كل الجامعات الأميركية إلى "الوقوف بثبات" في مواجهة الحملة الحكومية.
وقد اقتطعت الحكومة الفدرالية أكثر من مليارَي دولار من تمويل الجامعة، ما أدّى إلى توقف بعض برامج الأبحاث.
تُصنف جامعة "هارفارد" ضمن أفضل الجامعات في العالم، ووفقاً لها، فقد خرّجت 162 من الحائزين جوائز نوبل. وتستقبل الجامعة هذا العام نحو 6700 "طالب دولي"، أو ما يعادل 27% من إجمالي الطلاب.
وتُعد الجامعة التي تتقاضى من كل طالب فيها رسوماً دراسية سنوية بعشرات آلاف الدولارات، الأغنى في الولايات المتحدة، إذ قُدّرت قيمة أموالها بنحو 53,2 مليار دولار في عام 2024.