الولايات المتحدة
11-03-2025 | 15:22
شالوم محمود خليل… دونالد ترامب سيطردك من أميركا
ترامب، كما عادته، كانت رسالته مختصرة وراح يكررها في معظم خطاباته الانتخابية: سأطرد كل الطلاب الأجانب المتعاطفين مع "حماس".
الناشط الفلسطيني محمود خليل
دخل الشاب الفلسطيني محمود خليل الشهرة من أكثر أبوابها إثارة للاستغراب. ابن الثلاثين عاماً وخريج الدراسات العليا في جامعة كولومبيا في نيويورك، اعتقله ليل السبت الفائت من مسكنه في داخل الحرم الجامعي، عناصر إدارة الجمارك والهجرة ICE، تمهيداً لترحيله.
خليل، الذي تخرج في كانون الأول/ديسمبر في الجامعة، واحد من عشرات آلاف الأشخاص الذين تظاهروا في مختلف جامعات الولايات المتحدة ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، وضد دعم الكونغرس والإدارة السابقة لها. تظاهرات واعتصامات ثابتة كان لكولومبيا حصة أساسية منها أشعلت سجالاً سياسياً هائلاً وصل إلى الكونغرس، وأدى إلى فصل طلاب وأساتذة واستقالة رؤساء جامعات مرموقة.
سجال تمحور حول اتهام داعمي إسرائيل للمتظاهرين بأنهم معادون للسامية، ومناصرون لحركة "حماس الإرهابية" حسب وصفهم. وهو اتهام انسحب على إدارات الجامعات بأنها تساهلت مع أفعال ترتقي إلى جرائم كراهية.
ترامب، كما عادته، كانت رسالته مختصرة وراح يكررها في معظم خطاباته الانتخابية: سأطرد كل الطلاب الأجانب المتعاطفين مع "حماس".
بعد عودته إلى البيت الأبيض، سرعان ما وقع قراراً تنفيذياً بشأن "معاداة السامية" ضمنه خطة لتطبيق وعده بطرد الطلاب والأساتذة المتهمين بهذه التهمة الفضفاضة.
اعتقال محمود خليل السبت دشّن حملة وعد البيت الأبيض بأنها انطلقت وأن الترحيل المفترض للطالب الذي كان يفاوض إدارة جامعته باسم المتظاهرين مجرد بداية.
ومع أن وزير الخارجية ماركو روبيو أعلن أن تأشيرة خليل كما إقامته الدائمة (غرين كارد) ألغيتا، فإنه لم يوضح المسوغ القانوني لقراره. لكن "نيويورك تايمز" نقلت عن مصادر مطلعة على حيثيات قرار روبيو أنه اعتمد على قانون صادر عام 1952 يمنحه صلاحيات واسعة لطرد الأجانب.
وزارة الأمن القومي اتهمت خليل بأنه قاد نشاطات على علاقة بـ"حماس"، من دون توجيه اتهامات بأنه كان على تواصل مباشر مع أعضائها، أو أنه تلقى أوامر مباشرة منها أو قدم لها أي مساعدات عينية.
أما ترامب، فكتب على حسابه، واحتفل بالقبض على مقيم شرعي معروف الإقامة، ومتزوج بأميركية، وينتظر معها مولودهما الأول بعد شهر. الرئيس الأميركي قال إنه أول الاعتقالات العديدة الآتية. وكتب اسم الشاب كاملاً، "ووصفه بأنه طالب أجنبي راديكالي مناصر لحماس"، وتابع مهدداً: "نعلم أن هناك طلاباً آخرين في كولومبيا وجامعات أخرى في كل أميركا انخرطوا في نشاطات معادية لأميركا والسامية، وداعمة للإرهاب"، مطالباً الجامعات بالتعاون التام مع إدارته.
حساب البيت الأبيض على "إكس"، والذي يفترض أن يتسم بالرزانة واللغة الرصينة، أعاد نشر تغريدة ترامب معلّقاً عليها: "شالوم محمود". هكذا، فالطالب الفلسطيني وجد نفسه، ليس عرضة لنصف دزينة من الاتهامات بلسان رئيس الولايات المتحدة ووزير خارجيتها، بل نشر البيت الأبيض صورته وأرفقها بتحية عبريّة متهكماً عليه ومتشفياً به.
خليل حتى مساء الإثنين بقي محتجزاً لدى إدارة الجمارك والهجرة في أريزونا. لكن قاضياً في نيويورك منع ترحيله بانتظار الحكم في قضيته أمام محكمة هجرة، وهو أمر قد يطول نظراً إلى الضغط الكبير على هذه المحاكم وقضاتها.
آيمي غرير، محامية خليل، اعتبرت أن اعتقاله واحتجازه "ترجمة لجهد الحكومة الأميركية المفتوح في قمع النشاط الطالبي والخطاب السياسي الذي يستهدف بالتحديد طلاب كولومبيا لانتقادهم الهجوم الإسرائيلي على غزة. هذه الحكومة تقول بوضوح إنها ستستخدم الهجرة كأداة ضغط ضد هذا الخطاب".
اعتقال محمود خليل من قلب الحرم الجامعي، ومن دون مبرر قانوني واضح، بعث برسالة مقلقة إلى سياسيين ومنظمات حقوقية اعتبروا قضيته حملة مباشرة ضد التعديل الأول في الدستور الذي يضمن حرية التعبير والاعتراض. ومع أن متضامنين مع خليل تظاهروا في نيويورك وواشنطن رافعين صوره ومطالبين بتحريره، فإن عدداً لا يمكن إحصاؤه من المقيمين الشرعيين والطلاب الأجانب ممن شاركوا في تظاهرات مناهضة للحرب، أو ممن لم يشاركوا حتى، باتوا تلقائياً في دائرة الاستهداف الواسعة للإدارة الترامبية التي لم تعبر يوماً عن حبها للآتين من خلف المحيطات، فكيف إذا كانوا متعاطفين مع القضية الفلسطينية؟
تخطي الإدارة للقوانين مدعومة بأوامر ترامب التنفيذية يبرر القلق من تحول الولايات المتحدة إلى دولة بوليسية. قلق يتحول إلى رعب إذا صح ما نقله موقع "أكسيوس" عن خطة روبيو تطبيق حملة "اقبض والغِ" تأشيرات طلاب أجانب بناء على قرارات يتخذها برنامج ذكاء اصطناعي يحلل معلومات عشرات آلاف حسابات التواصل الاجتماعي لطلاب أجانب، باحثاً عما يثبت تعاطفهم مع "حماس ومنظمات إرهابية".
البحث يتم بمفعول رجعي حول اعتقالات سابقة لطلاب في تظاهرات، وأخبار في الإعلام تناولت تحركات "معادية للسامية"، وشكاوى طلاب يهود بشأن "تعرضهم للأذية".
مروحة البحث واسعة كما مروحة الاتهامات التي لا أحد يعرف مخرجاتها إذا ما اعتمدت على الذكاء الاصطناعي... وشالوم البيت الأبيض التي خص بها محمود خليل الريادي في حملة الاعتقال يبدو أنها ستكون فاتحة شالومات عديدة آتية.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
المشرق-العربي
11/28/2025 3:43:00 PM
نيفين العياصرة: "تعرضت إلى الشتائم والقدح والذم وسأتخذ بشأنها إجراءات قانونية واضحة".
لبنان
11/26/2025 5:22:00 AM
كل ما يجب معرفته عن زيارة الحبر الأعظم الأحد
لبنان
11/30/2025 7:25:00 AM
البابا لاوون الرابع عشر في لبنان "وطن الرسالة"، في أجواء مشحونة بالتحديات ومفعمة بترقب خاص
سياسة
11/28/2025 5:57:00 PM
تفاصيل غير مسبوقة عن كيفية وصول الموساد إلى عماد مغنية
نبض