ترامب يناقش حرب أوكرانيا مع بوتين وزيلينسكي... اتفاق على بدء المفاوضات وتبادل الزيارات
ناقش الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأربعاء الحرب في أوكرانيا في مكالمتين هاتفيتين مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في أول تحرك دبلوماسي كبير يقوم به الرئيس الأميركي الجديد تجاه الحرب التي وعد بإنهائها.
وقالت ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال): "اتفقنا أيضا على أن تبدأ فرقنا المعنية المفاوضات على الفور وسنبدأ بالاتصال بالرئيس الأوكراني (فولوديمير) زيلينسكي لإبلاغه بالمحادثة وهو ما سأفعله الآن".
وفي كييف، قال زيلينسكي اليوم إنه تحدث هاتفيا إلى ترامب وناقشا "فرص تحقيق السلام" وإعداد وثيقة تحكم التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين.
وقال مكتب زيلينسكي إن ترامب والرئيس الأوكراني تحدثا هاتفيا لساعة تقريبا.
وكتب زيلينسكي على موقع إكس: "أجريت محادثة هادفة مع الرئيس الأميركي. تحدثنا عن فرص تحقيق السلام، وناقشنا استعدادنا للعمل معا... والقدرات التكنولوجية لأوكرانيا... بما في ذلك الطائرات المسيرة والصناعات المتقدمة الأخرى".
وقال زيلينسكي في بيانه إنهما ناقشا زيارة وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إلى كييف اليوم الأربعاء التي ركزت على اتفاق بين البلدين تتعلق بالمعادن الأوكرانية النادرة.
وأضاف: "تحدثنا أيضا عن مناقشتي مع سكوت بيسنت وإعداد وثيقة جديدة عن الأمن والتعاون الاقتصادي والشراكة في الموارد".
وقال زيلينسكي إن ترامب أطلعه على تفاصيل المحادثة التي أجراها مع بوتين. وكتب "اتفقنا على استمرار الاتصال والتخطيط لاجتماعات مقبلة".
وقال الكرملين إن بوتين وترامب اتفقا على أن يجتمعا وإن بوتين دعا ترامب لزيارة موسكو.
ودأب ترامب على قول إنه سينهي الحرب في أوكرانيا سريعا، دون أن يوضح كيفية تحقيق ذلك.
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في وقت سابق اليوم إن عودة أوكرانيا إلى حدود ما قبل 2014 أمر غير واقعي، وإن الإدارة الأميركية لا ترى أن عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي جزء من حل للحرب.
وأدلى هيغسيث بأوضح التصريحات العلنية وأكثرها صراحة حتى الآن بشأن نهج الإدارة الأميركية الجديدة فيما يخص الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وذلك في حديثه خلال اجتماع لحلفاء أوكرانيا العسكريين في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل اليوم.
وقال هيغسيث في اجتماع لأوكرانيا وأكثر من 40 من حلفائها بمقر الحلف في بروكسل "نريد مثلكم أن تكون أوكرانيا ذات سيادة ومزدهرة. لكن يتعين علينا أن نبدأ بالاعتراف بأن العودة إلى حدود أوكرانيا قبل 2014 هدف غير واقعي".
وأضاف: "ملاحقة هذا الهدف الوهمي لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب والتسبب في مزيد من المعاناة".
ولم تُعقد أي محادثات سلام منذ الأشهر الأولى من الحرب التي تقترب الآن من إتمام عامها الثالث. ولم يعقد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ومعظم الزعماء الغربيين أي مناقشات مباشرة مع بوتين بعد أن شنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
ونجحت أوكرانيا في العام الأول من الحرب في دفع القوات الروسية إلى التراجع عن ضواحي كييف واستعادة مساحات شاسعة من الأراضي التي احتلتها روسيا.
لكن موسكو كانت لها اليد العليا في ساحة المعركة إلى حد بعيد منذ هجوم أوكراني فاشل في 2023، وحققت روسيا مكاسب بطيئة لكن مطردة في قتال مكثف تسبب في مقتل وإصابة مئات الألوف من الجنود على الجانبين وتدمير مدن أوكرانية.
تحتل روسيا نحو خمس مساحة أوكرانيا وطالبت كييف بالتنازل عن أراض أخرى واعتبارها محايدة بشكل دائم في أي اتفاق سلام. أما أوكرانيا فتطالب روسيا بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها وتريد عضوية حلف شمال الأطلسي أو ضمانات أمنية تمنع موسكو من شن هجوم جديد.
وتقبلت كييف في الآونة الأخيرة على ما يبدو حقيقة أنها لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي قريبا، لكنها أكدت على حاجتها إلى الدعم العسكري في إطار اتفاق سلام.
وقال زيلينسكي في مقابلة مع صحيفة "إيكونوميست" نشرت اليوم الأربعاء: "إذا لم تصبح أوكرانيا عضوا في حلف شمال الأطلسي.. فهذا يعني أنها بحاجة إلى جيش بالعدد نفسه الذي لدى الروس اليوم".
وأضاف: "ومن أجل كل هذا، نحتاج أسلحة وأموال. وسنطلب ذلك من الولايات المتحدة"، واصفا هذا بأنه "خطته البديلة".
وقال هيسغيث في تصريحاته في بروكسل إن الجزء الأكبر من الدعم العسكري في المستقبل لأوكرانيا يتعين أن يأتي من الحلفاء الأوروبيين.
نبض