الولايات المتحدة
11-02-2025 | 08:07
"يجلس" خلف المكتب الرئاسي على غلاف "تايم"... ماذا يفعل إيلون ماسك و"أطفاله" في واشنطن الفيدرالية؟
يبدو إيلون ماسك (53 سنة) الوحيد الذي يقاسم ترامب الحصة الكبرى من فرط النشاط وإشغال الميديا. غلاف مجلة "تايم" الأخير أجلسه وحده خلف المكتب الرئاسي في المكتب البيضاوي في صورة مركّبة توحي بحجم نفوذه الحالي في واشنطن.

إيلون ماسك على غلاف "التايم"
يتنافس الرئيس دونالد ترامب وإيلون ماسك، أغنى شخص على سطح الكوكب ومرؤوس ترامب في الوقت نفسه، على الظهور الإعلامي، وإثارة الجدل.
دونالد ترامب في الثامنة والسبعين من عمره. مذ عاد إلى البيت الأبيض قبل أقلّ من ثلاثة أسابيع، لم يمرّ يوم من دون إطلالة واحدة على الأقلّ، وأمر تنفيذي، ونشاط دائم على وسائل التواصل. يشاع أنه يكتفي بأربع ساعات من النوم كلّ يوم، ويتجرّع أكثر من دزينة من عبوات الكولا الخالية من السكّر. لكن ليس الكافيين وحده ما يكثف حضوره وقراراته المتنقلة من غرينلاند إلى قناة بنما إلى غزة إلى الصين ثم مرتداً إلى الداخل منتقماً من جو بايدن ووزير خارجيته بسحب التراخيص الأمنية منهما، وآمراً بإيقاف صكّ العملة المعدنية من فئة سنت واحد، ويعاقب جنوب أفريقيا… دونالد ترامب يغرق الميديا وواشنطن بطوفان من الأخبار والقرارات والعدول عنها والإصرار على غيرها، ليكون وحده شغلها الشاغل.
في خط موازٍ، يبدو إيلون ماسك (53 سنة) الوحيد الذي يقاسم ترامب الحصة الكبرى من فرط النشاط وإشغال الميديا. غلاف مجلة "تايم" الأخير أجلسه وحده خلف المكتب الرئاسي في المكتب البيضوي في صورة مركّبة توحي بحجم نفوذه الحالي في واشنطن. فريق DOGE، الذي شكّله من مجموعة من صغار السن المتخرّجين حديثاً يتنقّل بين الإدارات الفيدرالية مطبّقاً خطة الهجوم نفسها، مرّة بعد مرة: يبدأون من وحدة المعلوماتية حيث يفرضون على الموظفين تأمين دخولهم إلى النظام الداخلي بصلاحيات مطلقة، فيسيطرون بالتالي على العقل الإلكتروني، ويسحبون كلّ قواعد البيانات والوثائق، ويطلعون على سيل الموازنة وإلى أين تذهب الأموال؛ يجرون تشكيلات إدارية ليضعوا موالين لسياسة ترامب في مناصب حسّاسة، يلغون برامج لا تتفق مع سياسته، وكلّ المعلومات التي تصير بحوزتهم تلقم لبرامج ذكاء اصطناعي لتقرّر هذه أفضل الخيارات لتقليص النفقات التي غالباً ما يكون العنصر البشري ضحيتها الأولى.
هذا ما فعله ماسك حين استحوذ على "تويتر". طرد آلاف الموظفين وأغلق أقساماً رآها غير مهمة. وبروحية رجل الأعمال نفسها، يريد تقليص القوة العاملة في الحكومة الفيدرالية بنحو 10 في المئة على أقلّ تقدير، معتمداً على مغريات مثل دفع الموظفين إلى الاستقالة الطوعية لقاء راتب ثمانية أشهر تعويضاً. إدارة ترامب تعمل على تسييل مئات المقارّ الفيدرالية في واشنطن والولايات، وعلى ضمّ الموظّفين الذين يخسرون أماكن عملهم إلى مقارّ أخرى، مع منع العمل عن بعد. هذا يعني أن الموظف قد يضطر إلى هدر وقت أطول بكثير من المعتاد في المواصلات إلى العمل ومنه، وتمضية ساعاته في منشآت تخضع لضغط تشغيليّ مضاعف، مما سيجعلها في حالة يُرثى لها حكماً، فلا تعود بيئة صحية للموظف. بالطبع، إضافة إلى بطاقة الطرد الحمراء التي ستشهر بوجه من يرى فريق DOGE أنه لا يقوم بعمله كما يجب، أو أن الحاجة إلى وجوده قد انتفت.
العنصر البشري الذي يحتاج إلى كل ما يحتاجه الموظف من راتب وضمان اجتماعي وتأمين صحي وما إلى هنالك من مصاريف تحيط به، إذا ما أمكن للتكنولوجيا الحلول محلّه، فلا فرق إذا ما كانت هذه التكنولوجيا ذكاء اصطناعياً، أم آلات ذكاء تنمّي قدراتها بالتعلّم، أو حتى بالروبوتات. إيلون ماسك يعصر البيروقراطية الفيدرالية حيث يستطيع، بينما لا يتوانى ترامب عن الدفاع عنه وتزويده بالقرارات التنفيذية التي تطلق يده أكثر فأكثر. وكلما أنهى فريق ماسك هجومه على إدارة وجّهه ترامب إلى الإدارة التالية، لا فرق بين التعليم والدفاع.
الهجوم الساحق والسريع لهذا الفريق أشاع جواً من الفوضى والرعب بين صفوف جيوش الموظفين المدنيين، ودفع قضاة فيدراليين إلى تعليق العمل بإجراء هنا أو هناك، بينما بدأ موظفون يرفعون دعاوى ضد الإدارة. وبخلاف شركات ماسك العديدة التي لا توجد فيها نقابات موظفين، فإن اتحادات نقابية بدأت تتحرّك لصدّ هذا الهجوم أو التقليل ما أمكن من أضراره. لكنها عاصفة مزدوجة، وفق ما يصفها محلّل مؤيد لهذه الإجراءات لصحيفة "واشنطن بوست"، الأولى سياسية بقيادة ترامب، والثانية تكنولوجية بقيادة ماسك، ستقتلعان البنية "العفنة"، بينما يقول محلل آخر إن ماسك يحلّ التكنوقراطية مكان البيروقراطية.
النقاش السياسي الآن يدور بشأن دستورية القوة التي يتمتع بها ماسك والمتأتّية من سلطة رئيسه التنفيذية، ويتخطى من خلالها "الرجل الذي لم ينتخبه أحد" السلطة التشريعية المنتخبة. وهو نقاش ينسحب على ترامب نفسه الذي يبالغ في استخدام صلاحياته وتوقيعه على الأوامر التنفيذية، بما يكسر أعراف التوافق واحترام تقاسم السلطات. لكن ترامب المرة الثانية أكثر ثقة بأن إدارته تسبقه بخطوة في الحماسة لتنفيذ أجندته، بينما الحزب الجمهوري الحاكم في الكونغرس تحت جناحيه الواسعين. إيلون ماسك لا يقلّ حماسة عن ترامب في التعامل مع واشنطن العاصمة كشركة تخسر، ومهمته أن يوقف هذه الخسارة بسرعة، أياً كان عدد الضحايا البشريين، ما دامت الآلة ذكية بما يكفي لأن تملأ أيّ فراغ، وبأقل تكلفة ممكنة.
دونالد ترامب في الثامنة والسبعين من عمره. مذ عاد إلى البيت الأبيض قبل أقلّ من ثلاثة أسابيع، لم يمرّ يوم من دون إطلالة واحدة على الأقلّ، وأمر تنفيذي، ونشاط دائم على وسائل التواصل. يشاع أنه يكتفي بأربع ساعات من النوم كلّ يوم، ويتجرّع أكثر من دزينة من عبوات الكولا الخالية من السكّر. لكن ليس الكافيين وحده ما يكثف حضوره وقراراته المتنقلة من غرينلاند إلى قناة بنما إلى غزة إلى الصين ثم مرتداً إلى الداخل منتقماً من جو بايدن ووزير خارجيته بسحب التراخيص الأمنية منهما، وآمراً بإيقاف صكّ العملة المعدنية من فئة سنت واحد، ويعاقب جنوب أفريقيا… دونالد ترامب يغرق الميديا وواشنطن بطوفان من الأخبار والقرارات والعدول عنها والإصرار على غيرها، ليكون وحده شغلها الشاغل.
في خط موازٍ، يبدو إيلون ماسك (53 سنة) الوحيد الذي يقاسم ترامب الحصة الكبرى من فرط النشاط وإشغال الميديا. غلاف مجلة "تايم" الأخير أجلسه وحده خلف المكتب الرئاسي في المكتب البيضوي في صورة مركّبة توحي بحجم نفوذه الحالي في واشنطن. فريق DOGE، الذي شكّله من مجموعة من صغار السن المتخرّجين حديثاً يتنقّل بين الإدارات الفيدرالية مطبّقاً خطة الهجوم نفسها، مرّة بعد مرة: يبدأون من وحدة المعلوماتية حيث يفرضون على الموظفين تأمين دخولهم إلى النظام الداخلي بصلاحيات مطلقة، فيسيطرون بالتالي على العقل الإلكتروني، ويسحبون كلّ قواعد البيانات والوثائق، ويطلعون على سيل الموازنة وإلى أين تذهب الأموال؛ يجرون تشكيلات إدارية ليضعوا موالين لسياسة ترامب في مناصب حسّاسة، يلغون برامج لا تتفق مع سياسته، وكلّ المعلومات التي تصير بحوزتهم تلقم لبرامج ذكاء اصطناعي لتقرّر هذه أفضل الخيارات لتقليص النفقات التي غالباً ما يكون العنصر البشري ضحيتها الأولى.
هذا ما فعله ماسك حين استحوذ على "تويتر". طرد آلاف الموظفين وأغلق أقساماً رآها غير مهمة. وبروحية رجل الأعمال نفسها، يريد تقليص القوة العاملة في الحكومة الفيدرالية بنحو 10 في المئة على أقلّ تقدير، معتمداً على مغريات مثل دفع الموظفين إلى الاستقالة الطوعية لقاء راتب ثمانية أشهر تعويضاً. إدارة ترامب تعمل على تسييل مئات المقارّ الفيدرالية في واشنطن والولايات، وعلى ضمّ الموظّفين الذين يخسرون أماكن عملهم إلى مقارّ أخرى، مع منع العمل عن بعد. هذا يعني أن الموظف قد يضطر إلى هدر وقت أطول بكثير من المعتاد في المواصلات إلى العمل ومنه، وتمضية ساعاته في منشآت تخضع لضغط تشغيليّ مضاعف، مما سيجعلها في حالة يُرثى لها حكماً، فلا تعود بيئة صحية للموظف. بالطبع، إضافة إلى بطاقة الطرد الحمراء التي ستشهر بوجه من يرى فريق DOGE أنه لا يقوم بعمله كما يجب، أو أن الحاجة إلى وجوده قد انتفت.
العنصر البشري الذي يحتاج إلى كل ما يحتاجه الموظف من راتب وضمان اجتماعي وتأمين صحي وما إلى هنالك من مصاريف تحيط به، إذا ما أمكن للتكنولوجيا الحلول محلّه، فلا فرق إذا ما كانت هذه التكنولوجيا ذكاء اصطناعياً، أم آلات ذكاء تنمّي قدراتها بالتعلّم، أو حتى بالروبوتات. إيلون ماسك يعصر البيروقراطية الفيدرالية حيث يستطيع، بينما لا يتوانى ترامب عن الدفاع عنه وتزويده بالقرارات التنفيذية التي تطلق يده أكثر فأكثر. وكلما أنهى فريق ماسك هجومه على إدارة وجّهه ترامب إلى الإدارة التالية، لا فرق بين التعليم والدفاع.
الهجوم الساحق والسريع لهذا الفريق أشاع جواً من الفوضى والرعب بين صفوف جيوش الموظفين المدنيين، ودفع قضاة فيدراليين إلى تعليق العمل بإجراء هنا أو هناك، بينما بدأ موظفون يرفعون دعاوى ضد الإدارة. وبخلاف شركات ماسك العديدة التي لا توجد فيها نقابات موظفين، فإن اتحادات نقابية بدأت تتحرّك لصدّ هذا الهجوم أو التقليل ما أمكن من أضراره. لكنها عاصفة مزدوجة، وفق ما يصفها محلّل مؤيد لهذه الإجراءات لصحيفة "واشنطن بوست"، الأولى سياسية بقيادة ترامب، والثانية تكنولوجية بقيادة ماسك، ستقتلعان البنية "العفنة"، بينما يقول محلل آخر إن ماسك يحلّ التكنوقراطية مكان البيروقراطية.
النقاش السياسي الآن يدور بشأن دستورية القوة التي يتمتع بها ماسك والمتأتّية من سلطة رئيسه التنفيذية، ويتخطى من خلالها "الرجل الذي لم ينتخبه أحد" السلطة التشريعية المنتخبة. وهو نقاش ينسحب على ترامب نفسه الذي يبالغ في استخدام صلاحياته وتوقيعه على الأوامر التنفيذية، بما يكسر أعراف التوافق واحترام تقاسم السلطات. لكن ترامب المرة الثانية أكثر ثقة بأن إدارته تسبقه بخطوة في الحماسة لتنفيذ أجندته، بينما الحزب الجمهوري الحاكم في الكونغرس تحت جناحيه الواسعين. إيلون ماسك لا يقلّ حماسة عن ترامب في التعامل مع واشنطن العاصمة كشركة تخسر، ومهمته أن يوقف هذه الخسارة بسرعة، أياً كان عدد الضحايا البشريين، ما دامت الآلة ذكية بما يكفي لأن تملأ أيّ فراغ، وبأقل تكلفة ممكنة.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
المشرق-العربي
10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال
10/7/2025 5:24:00 AM
سترتفع كلفة تسديد مفاعيل التعميمين من نحو 208 إلى 260 مليون دولار شهريا، بزيادة نحو 52 مليون دولار شهريا
لبنان
10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".
لبنان
10/7/2025 1:21:00 PM
النائب رازي الحاج: ابتزاز علني لأهل المتن وكسروان وبيروت