وعدها بـ"الازدهار"... ماذا يمكن أن يُقدّم ترامب لإيران؟

وعدها بـ"الازدهار"... ماذا يمكن أن يُقدّم ترامب لإيران؟

تكتيك الضغط الأقصى الأميركي يهدف إلى إجبار طهران على إجراء محادثات جديدة.
وعدها بـ"الازدهار"... ماذا يمكن أن يُقدّم ترامب لإيران؟
الرئيس الأميركي والمرشد الايراني
Smaller Bigger

اختبار صعب تواجهه إيران مع بدء الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملة "الضغط الأقصى"، استكمالاً لسياسة نفذها خلال ولايته الأولى بعد خروجه من الاتفاق النووي عام 2018، لكن في ظل اختلاف الظروف ومعادلات المنطقة ما بين الماضي والحاضر، وفي خضم أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.

 

تكتيك الضغط الأقصى الأميركي يهدف إلى إجبار طهران على إجراء محادثات جديدة، لكن السؤال الكبير هو ما إذا كان المرشد الإيراني علي خامنئي على استعداد لإبرام صفقة إقليمية وفق شروط ترامب الذي يرغب في رؤية إيران "عظيمة وناجحة"، وفق ما قال، ولكن دون امتلاكها للسلاح النووي. ويرى مراقبون أن ترامب يسعى الى اتفاق "سلام نووي جديد موثق"، يسمح لإيران بـ"النمو والازدهار".

 

ودعا ترامب إلى البدء بالعمل على هذا الاتفاق فوراً، مقترحاً إقامة احتفال كبير في الشرق الأوسط عند توقيعه، لكن ما الذي يمكن أن يقدمه الرئيس الأميركي لإغراء إيران باتفاق جديد؟ وفي المقابل ما المطالب الأساسية التي يمكن أن تشترطها الجمهورية الإسلامية للقبول بتسوية أو اتفاق مع ترامب؟ وماذا عن حدود الضغط الأميركي واحتمال تبدل سياسية إيران بعد انتكاسات "محور المقاومة" في المنطقة؟

ماذا يريد ترامب؟
يؤكد الخبير في الشؤون الإيرانية ‏حسن هاشميان أن ترامب سيعد طهران برفع العقوبات بشكل كامل، ولكن إزاء هذه الامتيازات سيطلب ثمناً باهظاً على ثلاثة محاور:


أولاً، التخلي الكامل عن النشاط النووي وبخاصة موضوع تخصيب اليورانيوم.

 

ثانياً، التخلي عن الصواريخ الباليستية، وهذا سيكون له أثر كبير جداً داخل إيران والاقليم، لأنه يعبّر عن أهم سياسة لإيران في الداخل وفي الشرق الأوسط، وهذا يعني التخلي عن سياسة مستمرة منذ 45 عاماً.

 

ثالثاً، التخلي عـ"ما تبقى من محور المقاومة".

 

هذه "أثمان على إيران أن تدفعها حتى يرفع ترامب العقوبات عنها"، وفقاً لهاشميان.

 

خامنئي و "جمهورية إسلامية مختلفة"؟
ويشير هاشميان، في حديثه الى "النهار"، إلى أن "الاقتصاد الإيراني سيزدهر في حال رفع العقوبات، لكن خامنئي لا يريد إعطاء ترامب النقاط التي يطالب بها، ولذلك سندخل في مرحلة شد وجذب".

يقول هاشميان: "النظام الإيراني، يريد الاحتفاظ بشيء من تخصيب اليورانيوم، ويعتبر أن من حقه الحصول على درجة مخفوضة من التخصيب وإبقاء أجهزة طرد مركزي، وهذا طبعاً أمر لا يقبله ترامب، كما قبلته إدارة الرئيس الأسبق باراك اوراما وما نص عليه الاتفاق النووي عام 2015".

النقطة الثانية التي تطالب بها إيران، هي فصل الملف النووي عن الصواريخ الباليستية، وهذا مرفوض تماماً من ترامب، وأكثر أيضاً من الدول الأوروبية بسبب تدخل إيران في حرب أوكرانيا.

والنقطة الثالثة، هي رفض إيران تغيير سياساتها في المنطقة ومع محور المقاومة، وهذه أيضاً نقطة خلاف.

المشكلة الأساسية، بحسب هاشميان، تكمن في أن "النظام الإيراني بنى سياسته منذ نشأته على السياسة النووية وعلى ما يسمونه محور المقاومة وعلى تطوير الصواريخ، ولذلك التخلي عن هذه النقاط يعني تغيير كل السياسة الاستراتيجية، ويعني أننا سنرى جمهورية إسلامية مختلفة عن ما شهدنا سابقاً، ولكن هذا في الوضع الحالي غير وارد من منظور السيد علي خامنئي والجماعة الحاكمة".


وبرأي هاشميان، فإنّ "النظام الإيراني يخشى تغيير سياساته الاستراتيجية، ولذلك المواجهة مع الولايات المتحدة لا يمكن تجاوزها بسهولة".

هل الإدارة الأميركية راغبة في عقد اتفاق؟
"العلاقة الأميركية الإيرانية شائكة وترامب يعمل في اتجاهين متلازمين لجهة الدعوة للحوار وفرض عقوبات قاسية في الوقت نفسه"، هذا ما يقوله لـ"النهار" الاكاديمي وكبير الباحثين في معهد واشنطن للسلام والتنمية ادمون غريب، مشيراً إلى أن فرض ترامب لعقوبات جديدة تستهدف النفط الإيراني جاءت بعد أمر تنفيذي بعقوبات قصوى.

ترامب، لا يزال لديه بعض المواقف الثابتة، بحسب غريب، وهو أدلى بتصريحات لافتة في الفترة الأخيرة، حين "تحدث عن دولة عظيمة لكن دون سلاح نووي، ولا يوجد رئيس أميركي سابق تبنى مثل موقف ترامب، الذي انحرف عن الخط الرسمي تقريباً. كما يقول إن طهران ترغب في الحصول على سلاح نووي، بعكس تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين يتهمون إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، وأنها تشكّل تهديدا للمنطقة".

 

ويشير غريب إلى أن ترامب ربط إلى حد ما مسألة الوصول لاتفاق بنيّة صنّاع القرار في إيران، حين قال إن "هناك العديد من الأشخاص في أعلى المناصب لا يريدون لإيران امتلاك سلاح نووي"، رغم ان الرؤساء السابقين كانوا يشككون بنوايا طهران بشأن هذا الموضوع.

 

خياران أمام النظام الإيراني؟
وزير الكفاءة الحكومية في إدارة ترامب إيلون ماسك التقى مندوب إيران في الأمم المتحدة، والانطباع كان إيجابياً بأنه يمكن التوصل إلى حل وسط بين الجانبين، ولكن بعد مراقبة طهران لكيفية تعامل ترامب مع  قضايا النووي والصواريخ ومحور المقاومة يبدو أن طهران أمام انتكاسة، يقول هاشميان.

 

والنظام الإيراني طلب بدء المفاوضات قبل فرض العقوبات، لكن ترامب بدأ بسياسة الضغط القصوى مباشرة ما أثار غضب المجموعة الحاكمة في طهران.

 

بحسب هاشميان، يتأرجح النظام الإيراني يبين خياري الاستسلام أمام مطالب ترامب او الاستسلام أمام ضغوط الشعب الإيراني، وكلاهما مر على الجماعة الحاكمة.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 10/17/2025 6:20:00 AM
"وقهوة كوكبها يزهرُ … يَسطَعُ مِنها المِسكُ والعَنبرُوردية يحثها شادنٌ … كأنّها مِنْ خَدهِ تعصرُ"
ثقافة 10/17/2025 6:22:00 AM
ذلك الفنجان الصغير، الذي لا يتعدّى حجمه 200 ملليليتر، يحمل في طيّاته معاني تفوق حجمه بكثير
ثقافة 10/17/2025 6:23:00 AM
القهوة حكايةُ هويةٍ وذاكرةٍ وثقافةٍ عريقةٍ عبرت من مجالس القبائل إلى مقاهي المدن، حاملةً معها رمزية الكرم والهيبة، ونكهة التاريخ.
ثقافة 10/17/2025 6:18:00 AM
من طقوس الصوفيّة في اليمن إلى صالونات أوروبا الفكرية ومقاهي بيروت، شكّلت القهوة مساراً حضارياً رافق نشوء الوعي الاجتماعي والثقافي في العالم.