الولايات المتحدة 03-02-2025 | 19:32

قبضة ترامب الحديدية تضرب البيروقراطية الفيدرالية... إيلون ماسك يقضي على USAID ويشهّر بها على "اكس"

ممثلو دائرة ماسك تمكنوا من الدخول إلى برنامج بيانات توزيع المساعدات والمنح التي تقدمها الوكالة إلى متعاقدين في نحو مئة بلد حول العالم

واشنطن - جهاد بزي

المصدر: النهار

قبضة ترامب الحديدية تضرب البيروقراطية الفيدرالية... إيلون ماسك يقضي على USAID ويشهّر بها على "اكس"

إيلون ماسك اليد اليمنى لترامب

لم يتأخر إيلون ماسك في استنساخ أسلوب رب عمله الجديد في أن أفضل طريقة للهجوم هي بالمزيد منه. فالرئيس دونالد ترامب افتتح حرب تجارة عالمية برفع التعرفة الجمركية 25 في المئة على الجارين اللصيقين، كندا والمكسيك، و10 في المئة على السلع الصينية، وهدد بأن أي إجراءات مماثلة تتخذها هذه البلدان في المقابل يعني رداً أميركياً أكبر. أما إيلون ماسك، فاستغل نهاية الأسبوع الفائت لإغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID عملياً، وعلى خط موازٍ سخّر حسابه على "إكس" للتشهير بالوكالة وصولاً إلى وصفها بأنها "منظمة إجرامية آن لها أن تموت".

"موت" الوكالة بدأ مساء الجمعة الفائت بمداهمة موظفين في وزارة الخارجية وممثلين عن "دائرة الكفاءة الحكومية" DOGE (يديرها ماسك) مقر الوكالة في واشنطن ومطالبتهم بالدخول إلى المكاتب كافة والاطلاع على برامج ومعلومات حساسة وبيانات شخصية، متسلحين بقرار تنفيذي من ترامب يأمر بتسهيل مهمات "دوغ". لم ينفع اعتراض المسؤولين عن الأمن في ثني موظفي "دوغ" عن مهمتهم، وقد أحيل اثنان من كبار المسؤولين فيهم إلى إجازة إدارية إجبارية، أضيف إليهم لاحقاً موظفون آخرون، ومنع البعض من الدخول إلى حساباتهم في شبكة النظام الداخلي الذي استحوذ عليه ممثلو "دوغ"، ومعه الموقع الرسمي الذي اختفى عن الإنترنت، فجر السبت. ولمن يريد أن يعرف عن الوكالة من مصدر حكومي، فهناك صفحة يتيمة تابعة لها في موقع الخارجية.

ممثلو دائرة ماسك تمكنوا من الدخول إلى برنامج بيانات توزيع المساعدات والمنح التي تقدمها الوكالة إلى متعاقدين في نحو مئة بلد حول العالم، هؤلاء الذين أصيبوا بالهلع خوفاً على مستحقاتهم بعد شيوع خبر المداهمة التي عومل خلالها الموظفون كمجرمين، بحسب ما قاله مسؤول حالي لشبكة abc.

ترامب الذي أوقف المساعدات الدولية لم يتردد في دعم ماسك في خطوته، ووصفه بأنه رجل جيد يعرف كيف يوفر الأموال على الولايات المتحدة، أما الوكالة فقال إن "معاتيه متطرفين" يديرونها. ماسك، من جهته، استغل الحساب الذي يتابعه نحو 216 مليوناً على منصته "اكس" لينعى الوكالة، ويعيد نشر مزاعم بأن الوكالة واجهة لوكالة الاستخبارات المركزية CIA. واستمر حتى الساعات الأولى من يوم الإثنين في التغريد مهاجماً USAID التي شبهها بأنها تفاحة تحولت إلى كرة من الديدان يجب التخلص منها". وخلال لقاء مباشر على "سبيس" في إكس نقل ماسك عن ترامب قراره إغلاق الوكالة تماماً.

تهمة هائلة وجهها ماسك أيضاً إلى الوكالة بأنها مولت أبحاث فيروسات في مختبر واهان والتي أدت، في نهاية الأمر، إلى تفشي وباء كوفيد، مع أنه، في صلب مهمات الوكالة "منع وصول الجوائح والأمراض إلى شواطئ الولايات المتحدة" من خلال دعم مراكز أبحاث حول العالم في سبيل الوقاية.

الوكالة التي تأسست بأمر تنفيذي من الرئيس الراحل جون كينيدي عام 1961، لطالما اعتبرت عابرة للسياسة والأحزاب، ورسالتها الإنسانية تتخلص في مد يد الأميركيين إلى شعوب العالم لمساعدتهم على النهوض. برامج التنمية وتحدي الكوارث كلفت الخزانة الأميركية 40 مليار دولار العام الفائت هي موازنةالوكالة التي قد تكون أولى ضحايا الملياردير ورئيسه اللذين جاءا من خارج المجتمع السياسي التقليدي الذي تحكمه على اختلاف انتماءاته الكثير من الأعراف منها تسويق صورة أميركا طيبة كريمة على أهبة دائمة لمساعدة كل شعوب العالم. هذه الصورة التي لا تهم الرجلين فعلاً بقدر ما يهمهما إغلاق أي فجوة تهدر منها الأموال، وأول هذه الفجوات، وأوسعها بنظرهما، هي البيروقراطية الفدرالية المتضخمة على شكل وكالات تكلف دافع الضرائب عشرات المليارات التي تذهب هباء سنوياً.

الوكالة هي الضحية الفيدرالية الأولى في لائحة إيلون ماسك، وقد أراد أن يجعلها نموذجاً لكيف سيدير حملته المستمرة. وبصلاحيات هائلة وثقة مطلقة من ترامب، يعلن إيلون ماسك أنه الرجل الثاني في البيت الأبيض، والقبضة الحديدية لسيده الجديد، المتحفز ليل نهار للعراك، في الداخل ومع الجيران وصولاً إلى ما خلف المحيطات.