ترامبيون تحدّوا الجليد أمام الكابيتول: عودة مظفّرة إلى عالم الصخب والانتقام

ترامبيون تحدّوا الجليد أمام الكابيتول: عودة مظفّرة إلى عالم الصخب والانتقام

حملت العاصفة حفل التنصيب إلى داخل الكابيتول، مفوّتة على ترامب شغف مخاطبة الجماهير وجهاً لوجه. بضع مئات فقط عاندوا الصقيع وأتوا إلى "الناشيونال مول"، المساحة المديدة مقابل المبنى الذي جاؤوه قبل أربع سنوات مشاغبين لا يعترفون بما قالته الصناديق...
ترامبيون تحدّوا الجليد أمام الكابيتول: عودة مظفّرة إلى عالم الصخب والانتقام
أنصار لترامب يتجمعون أمام مبنى الكابيتول في ظل البلد القارس (ا ف ب)
Smaller Bigger

عشية يوم تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة للمرة الثانية، رسم الطقس الثلجي العاصف والقارس هنا أمام مبنى الكابيتول صورة اليوم التالي. سيظهر الرئيس العائد بقوّة شاهراً سيف الانتقام، راقصاً على خيبات من هزمهم، ومقدّماً نفسه لمناصريه كما يحبّونه: رئيساً جليدياً حاسماً يعصف بإرث السنوات الأربع الفائتة، المسروقة في رأيه من مسار "جعل أميركا عظيمة مجدداً".

 

حملت العاصفة حفل التنصيب إلى داخل الكابيتول، مفوّتة على ترامب شغف مخاطبة الجماهير وجهاً لوجه. بضع مئات فقط عاندوا الصقيع وأتوا إلى "الناشيونال مول"، المساحة المديدة مقابل المبنى الذي جاؤوه قبل أربع سنوات مشاغبين لا يعترفون بما قالته الصناديق، وها هم اليوم يعودون مظفّرين يحتفون برئيس منتخب بجدارة، سيعفو بعد قليل عن رفاقهم المسجونين بسبب 6 كانون الثاني / يناير 2021، وسينتقم من سنوات سلفه جو بايدن بوجوهها كلها.

 

في عربات المترو المؤدي إلى محيط المكان، عشرات من مناصري الملياردير يرتدون شالات وقبّعات تحمل اسمه ورقمه وشعارات "ماغا" وطموحاتها. كثيرون منهم ستّينيون، كانوا شباباً حين انتُخب رونالد ريغان رئيساً للبلاد، قبل أن يمضوا بقية حياتهم في الحنين إليه. وسواء كان ترامب يشبهه أم لا، فقد وجدوا فيه عام 2016 ما يحيي فيهم أمل وجود قائد ينفح الرغبة في استعادة يوميات الحياة المحافظة، التي يرونها تتداعى أمام المدّ الليبرالي.

 

 

تحدثنا إلى بعض من حضروا هنا، أمام الحواجز الحديدية التي أحكمت حصار الكونغرس، وكانوا خليطاً من متقاعدين وشباب ساخطين، مفعمين بالحماسة لشعارات الرئيس وإصراره. وبين هؤلاء، شباب بدا أنهم "يوتيوبرز" مشهورون في العالم الترامبي. يفتح واحدهم تلو الآخر بثّاً مباشراً حماسياً، يغذّيه آخرون بالهتاف والتصفيق والدعم: "يو أس إي، يو أس إي". قادت الستينية جيسيكا سيارتها من ولاية جورجيا إلى العاصمة واشنطن، في رحلة استغرقت عشر ساعات، رغم علمها بأنها لن ترى ملهمها يلقي خطابه من شرفة الكابيتول بعدما أفسد الجليد ذلك. لكنّها لن تفوّت هذا اليوم التاريخي الذي تقول إنه لن يتكرر. فهذه الولاية هي الأخيرة لدونالد ترامب، و"لن يأتي بعده في حياتي من يترك فينا هذا الأثر"، تقول.

 

"استعادة أميركا" هي العبارة الأكثر ترداداً بين الجموع التي تزايدت قليلاً بحلول ظهيرة الأثنين، لحظة تنصيب ترامب وإلقائه خطابه الناري. استمعوا إليه عبر مكبّرات صوت بسيطة حملوها معهم، هتفوا بعد كل عبارة، لكنّ "يوتيوبرز" البثّ المباشر لم يقطعوا البثّ ولا استمعوا إلى الخطاب، فلا حاجة ليعرفوا ما يقوله الرئيس، وكأنهم سمعوا الخطاب سلفاً، أو أنهم كتبوه بأنفسهم.

 

عام 2008 كان مئات الآلاف على امتداد المسافة بين الكابيتول ونُصُب واشنطن يشهدون لحظة تاريخية، وكانت درجات الحرارة حينها تحت الصفر، لكن أقلّ صقيعاً مما هي الآن. لحظة تنصيب باراك أوباما شكّلت حينها مفصلاً استثنائياً في تاريخ هذه البلاد، لكنّ أحداً لم يتوقّع أن يعقبها بعد ولايتين فوز صاخب من مقلب آخر تماماً، حمل إلى العاصمة رئيساً غاضباً من "مستنقع واشنطن"، يقول إنه لم يستكمل "تطهيره من الفاسدين" بسبب "السرقة الكبرى" لانتخابات 2020. لم يعترف بالهزيمة الواضحة حينذاك، ولم يتردد في خطاب عودته الكبرى الأثنين في تقريع أربعة رؤساء سابقين حاضرين أمامه، أحدهم جمهوري، معتزماً استكمال "المهمة الإلهية".

 

في إحدى عربات المترو العائدة من واشنطن عقب التنصيب، تبادل رجلان سبعينيّان يجلسان في مقعدين متباعدين التهنئة والفخر. قال أحدهما: "لقد فعلناها (انتصرنا) رغم كل محاولاتهم للتزوير عندنا". ردّ الآخر: "نعم نعم. من أين أنت؟". "من جورجيا". لو أغمضتَ عينيك واستمعت إلى نبرة الإجابة الأخيرة لصديقه الجديد، الذي يرتدي جينزاً وجزمة شتوية أعانته على وحول الطريق إلى الكابيتول، لظننتَ أنه دونالد ترامب من قال: "أحبّ جورجيا... أحبّ جورجيا".

 

حينها تفكّر في ما إذا كان قد عاد منتقماً لأنه يتحدث لغتهم، أم لأنهم يتحدثون لغته. 

الأكثر قراءة

النهار تتحقق 11/17/2025 9:19:00 AM
منذ ساعات، يستحوذ الفيديو على اهتمام مستخدمين كثر تفاعلوا معه بآلاف اللايكات والتعليقات. ما قصته؟ 
النهار تتحقق 11/17/2025 11:20:00 AM
"هذه الصور وصلتنا قبل قليل للخلية التي ألقت عناصر من الأمن والداخلية السورية القبض عليها، وهي تابعة لحزب الله..."، تقول المذيعة. ما حقيقة هذا المقطع؟
العالم 11/17/2025 6:30:00 AM
لم يتم بعد الكشف عن طبيعة الحادث الذي تعرضت له الحافلة.
سياسة 11/16/2025 7:55:00 PM
يتمتع مرتينوس بخبرة تزيد عن 25 عاماً في ممارسة المحاماة، وقد شغل عدة مناصب داخل نقابة المحامين في بيروت قبل ترشحه للنقابة