ترامب الثاني عابس رسمياً: أوامر اليوم الأول لي… فمن يقدر على تنفيذها؟

ترامب الثاني عابس رسمياً: أوامر اليوم الأول لي… فمن يقدر على تنفيذها؟

ترامب قدم استعراضاً طويلاً لصفة يتفاخر بأنها تغطي تقدمه في السن، Stamina، الجَلَد، القدرة على التحمل والحضور الذهني والجسدي المتقد.
ترامب الثاني عابس رسمياً: أوامر اليوم الأول لي… فمن يقدر على تنفيذها؟
ترامب يوقع أوامر تنفيذية بالمكتب البيضاوي للبيت الأبيض في واشنطن العاصمة. (ا ف ب)
Smaller Bigger

الصورة الرسمية الجديدة للرئيس السابع والأربعين تقول الكثير. بعكس الضحكة العريضة بالأسنان البيض اللامعة لتلك المعتمدة عام 2017، لا أثر لأي ابتسامة هذه المرة، بل تحديق شبه عابس بملامح متوثبة أقرب إلى تلك التي التقطت له في السجن، بدلاً من الملامح المتفائلة المطمئنة التي يعتمدها السياسيون الأميركيون عادة في صورهم الرسمية.

هذه صورة "العائد"، حاملاً الوعود للأميركيين، والوعيد لأعدائهم، لمن يرى فيهم ترامب خطراً على أمن مواطنيه واقتصادهم ورفاهيتهم الاجتماعية، و"حظوتهم" بجنسيتهم "الغالية". صورة ترامب الثاني، المنتصر والقوي والمنقذ.

 

 

ترامب الثاني هذا، في سنواته الثماني والسبعين، كان يوم اثنين التنصيب في حالة مفرطة من النشاط والحيوية يحسد عليهما. ساعات لا تنتهي أمضاها متنقلاً من البيت الأبيض إلى الكونغرس إلى قاعات التقى فيها جمهوره وختمها بالرقص مع السيدة الأولى ميلانيا قبل أن يقطع قالب حلوى ويؤدي رقصته الشهيرة منفرداً، ولم يكف طوال هذا الوقت عن التحدث، إما في خطابه الرسمي، أو من خارج النصوص المكتوبة مع جمهوره، أو في دردشة طويلة مع الصحافيين خلال توقيعه عشرات الأوامر التنفيذية في الساعات الأولى لفترته الثانية.

ترامب قدم استعراضاً طويلاً لصفة يتفاخر بأنها تغطي تقدمه في السن، Stamina، الجَلَد، القدرة على التحمل والحضور الذهني والجسدي المتقد. صفة كان يعيب على سلفه جو بايدن افتقاره إليها. الجلد الذي أعاده رئيساً يصطف خلفه، خلال حفل أداء القسم، ثلاثة من الأكثر ثراء في الكوكب، إيلون ماسك وجيف بيزوس ومارك زوكربرغ، يمثلون مع آخرين باقة شركات تبلغ قيمتها السوقية بضعة تريليونات دولار، منها آبل وأمازون وميتا وسبايس إكس وتسلا وغوغل. "الأوليغارشية" كما سماها الرئيس السابق جو بايدن وكانت على مرمى نظره، بعيدة بشدة عن "الرفيق" الاشتراكي بيرني ساندرز الجالس بين عموم المدعوين مكتوف الساعدين يسيطر الامتعاض على ملامحه.

وفي ديموقراطية "ذهب الرئيس، عاش الرئيس"، ما إن أوصل ترامب سلفه إلى المروحية وتأكد أنه غادر واشنطن، حتى عاد إلى الكونغرس ليوقع أول أمر تنفيذي له، بنسف 78 أمراً تنفيذياً لجو بايدن دفعة واحدة، تتعلق بسياسات التنقيب عن النفط وتخفيض أسعار المخدرات المعطاة بوصفة طبية وغيرها من نقاط الخلاف الجوهرية بين سياسات الحزبين.

بعدها كرّت سبحة الأوامر التنفيذية التي بدأها في الكونغرس على وقع هتاف جمهوره إثر كل توقيع، ثم تابعها وهو خلف المكتب الرئاسي في المكتب البيضوي. عملياً، نفذ ترامب من اليوم الأول معظم وعود حملته الانتخابية، وما بعدها. أنهى تنكيس العلم حداداً على الرئيس السابق جيمي كارتر والذي كان يفترض أن يستمر ثلاثين يوماً، وتابع في أوامر أخرى التصويب على البيروقراطية الفدرالية، فأوقف التوظيف موقتاً، ومنع الرقابة الفدرالية، وفرض عودة الموظفين إلى العمل من مكاتبهم. وكما انسحب من اتفاقية باريس للمناخ، انسحب من منظمة الصحة العالمية.

في باب آخر، ألغى الحق بالجنسية الأميركية بالولادة من مهاجرين غير قانونيين، وهو حق يضمنه الدستور الأميركي وأكدته المحكمة العليا منذ أكثر من 125 عاماً، لذا جوبه الأمر التنفيذي باعتراض حقوقي من المتوقع أن يتحول إلى قضايا قانونية تبتّ فيها المحكمة العليا. كما أمر بتشديد إجراءات منح التأشيرات على أنواعها لمواطني بلاد تعتبر خطرة على أمن الولايات المتحدة. ومع إعلان حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية، أمر بتحديد دور الجيش في حماية الحدود من أي هجوم، بما فيه هجوم الهجرة الجماعية وتجارة البشر والمخدرات... كما أمر باستكمال الجدار مع الحدود الجنوبية ودعم حماية الحدود لوجستياً وتقنياً، وإلغاء تطبيق كان يقنن وجود المهاجرين غير الشرعيين، مع سلسلة أخرى من الأوامر التي تسهل عمليات حجزهم وترحيلهم. هذه المجموعة من الأوامر المصاغة بلغة قانونية بحتة، سيكون دون تطبيقها بالشكل الذي يأمل به ترامب تحديات لا تنتهي، من كيفية القبض على المهاجرين المفترضين وحجزهم وترحيلهم والمعارك الحقوقية التي سيخوضها هؤلاء، إضافة إلى الصعوبة البالغة لوجستياً في تطبيق الخطة الطموحة للرئيس الجديد بطرد "الملايين" في بلد بحجم قارة، عدد سكانه يفوق 350 مليوناً.

وبالتوازي مع هذا الهجوم من المحاور كافة على المهاجرين الذين يختصرهم بأنهم "مجرمون ومختلّون عقلياً" أصدر ترامب عفواً عاماً عن قرابة 1500 من المحكوم عليهم في قضية الهجوم على الكونغرس في 6 كانون الثاني / يناير، بعدما أطلق عليهم صفة "رهائن".

الوجبة الهائلة من الأوامر التنفيذية، كانت جزءاً من استعراض القوة في اليوم الأول. "الصدمة والرعب" بحسب المصطلح العسكري الشهير، لكنها ليست حبراً على ورق. وجبة ستتخم الإدارة الجديدة نفسها والكونغرس والبنتاغون والأجهزة والوكالات الفدرالية والحكومات المحلية وستكون آليات تنفيذها والتعقيدات الملازمة لها وكل الضوضاء التي سترتفع إعلامياً وسياسياً، هي سمة المئة يوم الأولى من حكم ترامب الثاني، والتي بدأت بصورة رسمية كل تعبير فيها يوحي بأنه على استعداد للمواجهة ولديه كل الجلد الذي يحتاجه.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/10/2025 8:28:00 AM
أثار الفيديو المتداول تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي
اقتصاد وأعمال 10/8/2025 7:17:00 PM
ما هو الذهب الصافي الصلب الصيني، ولماذا هو منافس قوي للذهب التقليدي، وكيف سيغير مستقبل صناعة المجوهرات عالمياً، وأهم مزاياه، وبماذا ينصح الخبراء المشترين؟
اسرائيليات 10/9/2025 3:20:00 PM
جلس في أحد المقاهي البيروتية واحتسى فنجان قهوة بين الزوار المحليين.