جولة بلينكن الخاطفة في الشرق الأوسط مسعى أخير لتلميع إرث إدارة بايدن

يتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء إلى الشرق الأوسط في جولة خاطفة للبحث في الوضع في سوريا بعد إطاحة الأسد، في مسعى أخير لحلحلة الوضع في المنطقة بعد سنة شهدت حروبا واضطرابات.
جولة بلينكن الخاطفة في الشرق الأوسط مسعى أخير لتلميع إرث إدارة بايدن
بلينكن (ا ف ب)
Smaller Bigger

يتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء إلى الشرق الأوسط في جولة خاطفة للبحث في الوضع في سوريا بعد إطاحة الأسد، في مسعى أخير لحلحلة الوضع في المنطقة بعد سنة شهدت حروبا واضطرابات.

يُتوقع أن يشدد بلينكن الذي لم يبق له في منصبه أكثر من شهر ونيف، على المبادئ التي حددها للحكومة الجديدة بما في ذلك أن تكون جامعة وأن تمثل مختلف أطياف سوريا وطوائفها.

سيتوجه بلينكن أولاً إلى ميناء العقبة على البحر الأحمر في الأردن الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، قبل أن يزور الجمعة تركيا، الداعم الرئيسي للفصائل الإسلامية التي أطاحت الرئيس بشار الأسد بدخولها دمشق الأحد.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن بلينكن سيؤكد لدى البلدين على دعم الولايات المتحدة لعملية انتقالية شاملة بقيادة سورية إلى حكومة مسؤولة وممثلة" للجميع.

وسيدعو بلينكن إلى قيام سلطة في سوريا لا توفر "قاعدة للإرهاب أو تشكل تهديدا لجيرانها" في إشارة إلى المخاوف التي تعبر عنها كل من تركيا وإسرائيل التي نفذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية.

على الرغم من انتمائها لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، اختلفت تركيا منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة بشأن سوريا، لكنها صارت اليوم القوة الأجنبية الرئيسية الفاعلة فيها بعدما شنت شريكتها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، هجوما مفاجئا خاطفا أنهى حكم عائلة الأسد الذي استمر نصف قرن.

الثلاثاء، دعا بلينكن إلى حكومة "موثوقة وجامعة وغير طائفية" لتحل محل حكومة الأسد، العلماني وابن الطائفة العلوية التي تشكل أقلية في سوريا.

وقال بلينكن إن "الشعب السوري سيقرر مستقبل سوريا. على كل الدول الانخراط في دعم عملية جامعة وشفافة والامتناع عن أي تدخل خارجي"، مشددا على أن واشنطن "ستعترف وتدعم بشكل كامل الحكومة السورية المستقبلية التي ستنبثق عن هذه العملية".

ستكون هذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وهجوم "حماس" على إسرائيل التي ردت بحملة عنيفة ومدمرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

على الرغم من اقترابه مرارا من تسجيل نجاح، شعر بلينكن بالإحباط لأنه فشل في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.

وقال ميلر إن بلينكن سيؤكد خلال رحلته أيضا على "الحاجة الملحة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار".

إرث بايدن 
تحدت إسرائيل نداءات إدارة جو بايدن ووسعت حربها إلى لبنان وضربت "حزب الله" الشيعي وكذلك إيران التي كان الأسد حليفها العربي الرئيسي.

اعتمد الأسد أيضا على الدعم الجوي من روسيا التي حافظت من خلاله على قاعدة بحرية في المتوسط لكن حرب أوكرانيا جعلتها تغفل عن سوريا.

وسعى بايدن الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب سياسته في الشرق الأوسط وفشله في تسطير اتفاق بين إسرائيل و"حماس"، إلى أن ينسب لنفسه الفضل بعد سقوط الأسد.

وقال بايدن: "لقد غير نهجنا ميزان القوى في الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى مزيج من الدعم الذي قدمته واشنطن لشركائها ومساعيها الدبلوماسية والعقوبات والضربات الأميركية في سوريا التي تستهدف بشكل منفصل الجماعات المرتبطة بإيران وفلول تنظيم "داعش"، المناوئ لإيران.

وبالمثل، زج الرئيس المنتخب دونالد ترامب بسوريا في اللعبة السياسية بقوله إن روسيا سجلت تقدما في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

وعلى النقيض من بايدن وبلينكن، سخر ترامب من القول بوجود مصالح أميركية في سوريا، حيث ينتشر نحو 900 جندي أميركي للتدخل ضد تنظيم "داعش"، واصفا البلاد بأنها "فوضى" يجب تجنبها.

وسيكون الأمر متروكا لترامب الذي تربطه علاقة وثيقة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتحديد كيفية التعامل مع "هيئة تحرير الشام" التي تصنفها الولايات المتحدة جماعة إرهابية.

 

اقرأ ايضا: إسرائيل لواشنطن: الفرصة متوافرة لابرام اتفاق لاستعادة الرهائن من غزة

 

سوليفان

كما توجه مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إلى الشرق الأوسط في جولة منفصلة. وتأتي الزيارتان بعدف دفع الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة والتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن والتأكد من تحقيق انتقال سلس للسلطة في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد.

وقال مسؤولون أميركيون إن وزير الخارجية من المقرر أن يزور الأردن وتركيا، بينما سيزور سوليفان إسرائيل وقطر ومصر في الأيام المقبلة.

ومن المرجح أن تساهم الجولتان رفيعتا المستوى في ترتيب الأوضاع في الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة من ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن قبل عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني.

ويُطلع مسؤولو إدارة بايدن مساعدي ترامب على جهودهم الدبلوماسية في المنطقة، رغم الإصرار على الإشارة إلى عدم التنسيق مباشرة مع الإدارة الجديدة.

ومن المتوقع أن يكون مستقبل سوريا على رأس جدول الأعمال. وأطاحت الفصائل المسلحة المعارضة المسلحة في سوريا بالأسد مطلع الأسبوع الجاري في هجوم خاطف أنهى أكثر من خمسين عاما من حكم بشار ووالده حافظ الأسد بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما.


وتعمل إدارة بايدن، إلى جانب حكومات بالمنطقة ودول غربية، لإيجاد سبل للتواصل مع جماعات المعارضة المسلحة في سوريا، ومنها "هيئة تحرير الشام" التي قادت الهجوم المباغت، وهي جماعة كانت مرتبطة بتنظيم "القاعدة" وصنفتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا والأمم المتحدة منظمة إرهابية.

وسيحاول بلينكن وسوليفان ​​إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ 14 شهرا في غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وواجهت الجهود، بوساطة قطرية ومصرية، عقبة تلو الأخرى ولم تنجح المحاولات في التوصل إلى اتفاق حتى الآن.

وحذر ترامب الأسبوع الماضي من "تداعيات خطيرة" في الشرق الأوسط إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة قبل عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني. وقال مسؤول أميركي إن تهديد ترامب لم يكن له تأثير إيجابي أو سلبي على العملية.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".