اقتربت قضية الوفاة الغامضة التي هزّت الرأي العام التركي من خواتيمها، مع صدور التقرير النهائي للطب الشرعي حول وفاة أربعة سياح من عائلة بوجيك داخل أحد فنادق منطقة الفاتح في إسطنبول.

وأوضح التقرير أن أفراد العائلة، الذين عُثر عليهم فاقدين للوعي داخل غرفتهم قبل أن يفارقوا الحياة في المستشفى، قضوا نتيجة تسمّم بغاز الفوسفين، وهو غاز قاتل يتولّد عن تفاعل مادة فوسفيد الألومنيوم المستخدمة في مكافحة الحشرات. وأكد الخبراء أن استنشاق هذا الغاز بتركيز مرتفع يؤدي خلال وقت قصير إلى فشل تنفسي حاد ومضاعفات مميتة.

عائلة بوجيك (مواقع)

ولا تزال النيابة العامة تحقق لتحديد المسؤولين المباشرين عن الحادثة، وسط توقعات بالكشف عن تفاصيل جديدة قريباً. وبلغ عدد الموقوفين حتى الآن 11 شخصاً من أصحاب وعمال مطاعم، وإدارة الفندق، إضافة إلى عمال شركة رشّ المبيدات. كما أُغلق الفندق ونُقل نزلاؤه إلى أماكن إقامة بديلة بعد تسجيل إصابات مشابهة لثلاثة سياح مغربي وإيطاليين، لا تزال حالتهم قيد المتابعة.

وكانت العائلة، المؤلفة من سيرفيت بوجيك (37 عامًا) وزوجته تشيغدم (26 عامًا) وطفليهما قدير محمد (6 سنوات) وماسال (3 سنوات)، قد وصلت إلى إسطنبول في رحلة سياحية من ألمانيا، حيث يعيش ملايين الأتراك. وتناولت العائلة خلال وجودها في المدينة مجموعة من الأطباق الشعبية من مطاعم وباعة متجولين، من بينها "تانتوني" و"كوكوريتش" و"ميديا" وحلوى "الراحة"، وهي مأكولات معروفة ورائجة بين الزوار والسكان.