لقاء نتنياهو – ترامب السادس… بين غزة وإيران وهجوم سيبراني
بينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستكمل استعداداته للسفر إلى فلوريدا لعقد لقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هو السادس بينهما منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير الماضي، أعلنت مجموعة الهاكرز الإيرانية "حنظلة" أنها تمتلك مفاجأة لنتنياهو سيتم الكشف عنها خلال هذا اللقاء. وذكرت المجموعة أنها جمعت معلومات حساسة عن نتنياهو، وستنشر بيانات تتعلق بعلاقة مكتبه بقطر، بعد أن اخترقت هاتف آيفون تساحي برافرمان، مدير مكتب رئيس الحكومة والسفير الإسرائيلي المقبل في لندن، وحصلت على "رسائل مشفرة، ومعلومات بشأن معاملات سرية وسلوكيات أخلاقية ومالية مشينة، وإساءة استخدام للسلطة وابتزاز ورشاوى". وقد أطلقت على العملية اسم "سقوط حارس البوابة"، مؤكدة أن المعلومات ستكشف حقيقة علاقات مستشاري نتنياهو بالدوحة.
لقاء ترامب – نتنياهو
بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، سيناقش الجانبان عدداً من الملفات الإقليمية البارزة، على رأسها جهود الإدارة الأميركية للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة إعادة إعمار قطاع غزة، إلى جانب التوترات القائمة على الجبهتين اللبنانية والسورية. كما سيناقشان المخاوف الإسرائيلية المتعلقة بمحاولات إيران إعادة بناء وتطوير منظومتها الصاروخية، في ظل تصاعد القلق بشأن انعكاس ذلك على أمن المنطقة.
وسافر نتنياهو على متن طائرة "جناح صهيون" برفقة والدي الأسير الإسرائيلي ران غويلي، في محاولة للضغط على الإدارة الأميركية لتأجيل المرحلة الثانية من خطة إعادة الإعمار لحين العثور على جثته وإعادتها إلى إسرائيل. وأعلن مكتب رئيس الوزراء أنه لم يسمح للصحافيين بمرافقة نتنياهو على متن الطائرة الرسمية كما جرت العادة.
ومن المتوقع أن يلتقي نتنياهو لاحقاً خلال الأسبوع مسؤولين كباراً في الحكومة الأميركية، منهم نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، إضافة إلى ممثلين عن الجالية اليهودية، لمناقشة مختلف الملفات الإقليمية. ولم يعلن البيت الأبيض حتى الآن عن موعد رسمي للاجتماع، إلا أنه من المتوقع أن يعقد في وقت متأخر من ليلة الإثنين في منتجع ترامب "مارالاغو".
في إسرائيل، تسود تقديرات بإمكانية حدوث توتر بين الرجلين حيال ملفات حساسة، مثل مشاركة تركيا في قوة حفظ السلام المحتملة في غزة، والمرحلة الثانية من خطة إنهاء الحرب، في ظل صعوبات تواجهها واشنطن في استقطاب دول للمشاركة. وأفاد مراسل "القناة 12" في واشنطن، باراك رافيد، بأن الدائرة المقربة من ترامب "تشعر بالاشمئزاز من نتنياهو، باستثناء الرئيس الذي لا يزال يكن له الودّ".
نجح نتنياهو على مدى عامين تقريباً في مواجهة الرئيس السابق جو بايدن، مروراً بخطة الانقلاب القضائي المثيرة للجدل، وصولاً إلى الحرب والخلافات بشأن احتلال رفح والهجوم الإسرائيلي على "حزب الله" في لبنان.
ويُعد الدخول في جدال مع ترامب أكثر خطورة، إذ سيحاول نتنياهو انتزاع مقابل من مضيفه للتنازلات المطلوبة منه في قطاع غزة، رغم صعوبة إقناع ترامب بعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية، في ظل استمرار حركة "حماس" في السيطرة العسكرية على غرب الخط الأصفر في القطاع.
ورأى المحلل العسكري عاموس هاريئيل أن لدى الرجلين "أسباباً للتعاون، ولا تلوح في الأفق مواجهة علنية؛ فترامب يحتاج إلى نتنياهو لترويج إنجازاته في المنطقة، بينما يسعى نتنياهو لتجنب أي صدام قد يضرّ بموقفه السياسي الداخلي". ونقل هاريئيل أن القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) تتابع كل خطوة إسرائيلية، بما في ذلك وصول المساعدات الإنسانية وتسريع تفكيك الأنقاض، قبل تنفيذ أول "مستوطنة تجريبية" لإعادة توطين الفلسطينيين على أنقاض رفح.
ومن المتوقع أن يزداد الضغط الأميركي على إسرائيل بعد دخول المرحلة الثانية حيز التنفيذ وقبل نشر القوة الدولية، بينما لا تزال إسرائيل متشككة، ومن المرجح أن يفضل نتنياهو فشل هذه الخطوة لأسباب عدة، من دون أن يُتهم بعدم التعاون.
نزاع عسكري مع إيران
في غضون ذلك، سُجّل حدث سياسي غير مسبوق، بحسب هاريئيل، إذ أعلنت إسرائيل اعترافها بأرض الصومال، لتصبح أول دولة في العالم تتخذ مثل هذه الخطوة، بعد أن حاولت الإقدام عليها العام الماضي في إطار جهودها "الفاشلة" للتوصل إلى اتفاقيات لطرد الفلسطينيين من قطاع غزة.
ووصف البيان الإسرائيلي هذه الخطوة بأنها "امتداد لاتفاقيات أبراهام". وقد أبدى ترامب، الذي لم يكن لديه الوقت الكافي لمتابعة تحرك نتنياهو، دهشته من ملعب الغولف الخاص به متسائلًا: "هل يعرف أحد ما هي أرض الصومال حقاً؟".
ويختتم هاريئيل بالقول إن القضية الجوهرية في الخلفية تكمن في أن "إسرائيل وإيران تخوضان صراعاً على النفوذ في القرن الأفريقي، في ظل استفزازات الحوثيين، والصراع على تأمين الملاحة في البحر الأحمر وتهريب الأسلحة الإيرانية. وتبدو الخطوة الإسرائيلية جزءاً من استعدادات لنزاع أوسع محتمل بين إيران ودول الخليج، بسبب الدعم الإيراني للحوثيين ومحاولات كبح النفوذ الضار للنظام في طهران في المنطقة".

نبض