اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن "الأحداث في سوريا مقلقة، وما شهدناه في التعامل مع الشعب السوري مقلق أيضاً، ونذكّر حكام سوريا بمسؤوليتهم في الحفاظ على أمن جميع المواطنين السوريين، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم". 

وفي مؤتمره الصحافي الأسبوعي، اليوم الاثنين، قال: "من المتوقع أن تنظر الحكومة الانتقالية السورية في اتخاذ التدابير اللازمة لمنع الهجمات على شرائح المجتمع السوري التي تعرضت للهجوم والقمع في الأيام الأخيرة".

عناصر من الأمن السوري يفصلون بين تظاهرتين للعلويين وأنصار السلطة في اللاذقية. (إكس)

وأشار إلى الإجراءات المتخذة لمتابعة قضية اغتيال قاسم سليماني، قائلاً: "نتابع هذه القضية بالتنسيق والتعاون مع السلطة القضائية والمكتب الرئاسي للشؤون القانونية، ونسعى جاهدين لتحقيقها".

وقال بقائي رداً على سؤال حول التصريحات الأخيرة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي: "نتوقع من غروسي اتخاذ قرار شجاع وإدانة العمل غير القانوني الذي قام به الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في مهاجمة المنشآت الخاضعة لضمانات الوكالة". 

وذكّر قائلاً: "إن هذه الإدانة ليست مجرد بيان أخلاقي، بل هي التزامٌ يجب على الوكالة أن تقطعه لمنع مثل هذه الأعمال التي تُشكّل ضربة قاضية لنظام عدم الانتشار النووي وهيكل الوكالة".

اعتقال وتعذيب الصحافية فرح أبو عياش

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بشأن اعتقال وتعذيب السيدة فرح أبو عياش، مراسلة وكالة تسنيم، على يد الكيان الصهيوني: "استهدف هذا الكيان ما يقرب من 300 صحافي ومصور استشهدوا على يديه". 

وأضاف: "الهدف هو طمس الحقيقة وإخفاؤها عن الرأي العام، وبرغم أنهم (الصهاينة) لم ينجحوا، إلا أنهم ينتقمون من الصحافيين والإعلاميين بهذه الطريقة".

وتابع: "ليس من الغريب توجيه اتهامات للصحافيين لمواصلة اعتقالهم. لقد أثرنا هذه القضايا بشتى الطرق للتعبير عن مواقفنا القانونية بشأن حرية التعبير واحترام الصحافيين والالتزام بالقانون الدولي الإنساني". 

وأضاف: "في مؤسسات مثل مجلس حقوق الإنسان، وفي تقارير مختلفة حول موضوع حقوق الإنسان، دارت نقاشات تابعتها ممثليتنا في جنيف".

اتّباع أوروبا لأميركا في فرض العقوبات لن يفيدها

ورداً على سؤال، قال: "إن عادة أميركا وإدمانها على استخدام سلاح العقوبات لا يقتصر على دولة أو اثنتين، وهذا ما يجب أن يدفع الدول الأوروبية إلى استنتاج أن أتباع أميركا لا يعود عليها بأي فائدة".

ورداً على سؤال حول تصريحات رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بشأن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع إيران، وتوقيع بلاده معاهدة مع الولايات المتحدة، قال: "ننظم علاقاتنا على أساس المصالح الوطنية. وعلاقاتنا مع أرمينيا ليست استثناءً من هذه القاعدة، وقد بُنيت هذه العلاقات على المصالح المشتركة والتفاهم الواضح للمخاوف والقواسم المشتركة". 

وقال: "لدينا علاقات ممتازة، ونحن عازمون على مواصلة هذه العلاقات في مختلف المجالات. نحترم حق الدول في إقامة علاقات مع أطراف أخرى ما دام ذلك لا يضر بعلاقاتنا". 

وتابع بقائي: "علاقاتنا مع الدول الأخرى مبنية على اتخاذ القرارات ودراسة متأنية للمصالح والمخاوف المشتركة".

زيارة أردوغان لإيران

وصرح متحدث الخارجية بشأن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لطهران: "سنشرح محتوى الزيارة حالما يتم تأكيدها".

النزاع الروسي الأوكراني

ورداً على سؤال، قال: "نعتقد أن النزاع بين روسيا وأوكرانيا يمكن حله سلمياً، ونأمل أن يتمكن هذان البلدان من حل قضاياهما من خلال عملية تفاوض في أقرب وقت ممكن، وأن نشهد نهاية هذه الحرب المكلفة". 

التطورات في القوقاز

وصرّح بقائي: "نحن نتابع عن كثب التطورات في القوقاز، ودول المنطقة على دراية بحساسيتنا".

وفي إشارة إلى وضع العقوبات المفروضة على البلاد، قال بقائي بشان الخطط والأنشطة التي تقوم بها الخارجية في مجال الديبلوماسية الاقتصادية: "إن الديبلوماسية الاقتصادية لوزارة الخارجية تعمل منذ فترة طويلة. وقد تولى السيد حميد قنبري المسؤولية خلال هذه الأشهر الأربعة، إلا أن هيكل الديبلوماسية الاقتصادية لوزارة الخارجية وموقعها وأنشطتها ظلت مستمرة". 

وأضاف: "خلال هذه الأشهر الأربعة، نفّذ النائب الجديد لوزير الخارجية مبادرات جديدة، من بينها تقديم تقارير دورية، نتوقع أن يقدمها أسبوعياً. وقد اتسمت أنشطته خلال هذه الفترة بالتنوع والشمول. وخلال هذه الفترة، كانت ديبلوماسيتنا الاقتصادية نشطة للغاية، سواء في مجال تحديد القدرات الاقتصادية للبلاد أو في مواجهة التحديات، وتحديد المشكلات عند المعابر الحدودية وفي مختلف المحافظات". 

وتابع بقائي: "أعتقد أنه سافر إلى ست أو سبع دول تُعدّ وجهات تجارية لنا، وتربطنا بها علاقات اقتصادية جيدة. كما قام بزيارات لمحافظات مختلفة، لا سيما المحافظات الحدودية، لبحث سبل تبسيط المعاملات الاقتصادية".