إسرائيل تحذّر واشنطن من سيناريو إيراني خطر... مناورات أم تمهيد لهجوم؟
حذّر مسؤولون إسرائيليون الإدارة الأميركية من أن مناورات صاروخية يجريها الحرس الثوري الإيراني قد لا تكون مجرد تدريبات عسكرية، بل ربما تشكّل تمهيداً لهجوم مفاجئ ضد إسرائيل، وفق ما أفادت به مصادر إسرائيلية وأميركية مطّلعة.
وجاء هذا التحذير خلال عطلة نهاية الأسبوع، في ظل توتّر متزايد وحساسية أمنية مرتفعة لدى إسرائيل.
وأوضحت مصادر إسرائيلية لـ"إكسيوس" أن المعلومات الاستخباراتية المتوافرة حالياً تشير إلى تحركات عسكرية داخل الأراضي الإيرانية فقط، من دون أدلة حاسمة على نية هجومية وشيكة. غير أن الجيش الإسرائيلي بات، بحسب المصادر، أقل تقبّلا للمخاطر مقارنة بالسنوات السابقة، خصوصًا بعد تجربة الهجوم المفاجئ الذي نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأشار أحد المصادر إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت قد أثارت مخاوف مشابهة قبل نحو ستة أسابيع، عقب رصد تحركات صاروخية إيرانية، إلا أن تلك التحذيرات لم تُترجم حينها إلى إجراءات ملموسة. وقال مصدر إسرائيلي آخر إن احتمال وقوع هجوم إيراني يبقى دون 50 في المئة، “لكن لا أحد مستعد للمخاطرة واعتبار ما يجري مجرد مناورة عابرة”.
في المقابل، أفاد مصدر أميركي بأن الاستخبارات الأميركية لا تملك حتى الآن مؤشرات واضحة على قرب شنّ هجوم إيراني، ما يعكس تباينًا في التقدير بين الجانبين الإسرائيلي والأميركي.
وفي الكواليس، كشفت مصادر أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق إيال زامير أجرى اتصالًا بقائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر، أبلغه خلاله بقلق إسرائيل من المناورات الصاروخية الإيرانية التي بدأت قبل أيام. واعتبر زامير أن بعض التحركات العملياتية قد تُستخدم كغطاء لهجوم مباغت، داعيا إلى تنسيق دفاعي وثيق بين القوات الأميركية والإسرائيلية.
وكان كوبر قد زار تل أبيب لاحقا، حيث عقد اجتماعا مع زامير وكبار القادة العسكريين الإسرائيليين لبحث التطورات. وامتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق رسميًا، كما لم تصدر القيادة المركزية الأميركية ردًا فوريًا.
وبحسب المصادر، يكمن الخطر الأكبر في احتمال اندلاع مواجهة واسعة نتيجة سوء تقدير متبادل، في ظل اعتقاد كل طرف أن الآخر يخطط للهجوم ويسعى إلى استباقه.
وفي هذا السياق، من المتوقع وفق "أكسيوس" أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في 29 ديسمبر/كانون الأول في ميامي. وتفيد مصادر إسرائيلية بأن نتنياهو يعتزم بحث مساعي إيران لإعادة بناء قدراتها الصاروخية الباليستية، وإمكان توجيه ضربة جديدة ضدها خلال عام 2026.
كما تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن إيران بدأت خطوات أولية لإعادة ترميم ترسانتها الصاروخية بعد الحرب الأخيرة، لكنها لم تستعد بعد كامل قدراتها السابقة. وترى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والموساد أن وتيرة هذا التعافي لا تفرض تحركاً عسكرياً عاجلاً في الأشهر القليلة المقبلة، لكنها قد تتحول إلى مسألة أكثر إلحاحاً لاحقاً خلال العام.
نبض