هالوین في إيران: غربنة أم سعي الشباب إلى الفرح؟

ايران 03-11-2025 | 06:11

هالوین في إيران: غربنة أم سعي الشباب إلى الفرح؟

معظم الشباب الإيرانيين المشاركين في هالوین لا يهتمون بمعناه التقليدي أو احتفالات غربية مشابهة، بل يرونه مجرد ذريعة للفرح والتجمع مع بقية العالم.
هالوین في إيران: غربنة أم سعي الشباب إلى الفرح؟
طفلتان إيرانيتان ترتديان أزياء هالووین. (وسائل تواصل اجتماعي)
Smaller Bigger

في إيران، يشارك جيل الشباب منذ سنوات عدة في احتفالات عالمية مثل هالوین وعيد الحب، إلى جانب دول أخرى، رغم القيود والممنوعات والحملات الرسمية الحكومية ضدها، التي لم تتمكن من الحدّ من انتشار هذه المناسبات.

 


يبتعد قسم كبير من الشباب، خاصة المراهقين في المدن الكبرى مثل طهران ومشهد وأصفهان وشيراز، عن المشاركة في الاحتفالات الرسمية والدينية والوطنية، مفضلين تنظيم احتفالات غربية مختلفة مثل هالوین وعيد الحب، بل وحتى عيد الميلاد في بعض الحالات. وفي المقابل، لا تكتفي الحكومة الإيرانية برفض الاعتراف بهذه الاحتفالات فحسب، بل تضع عقبات وممنوعات وقيوداً كثيرة في طريقها.

 

 

 

 

يعود احتفال هالوین إلى أكثر من ألفي عام في إيرلندا واسكتلندا، حيث كان المحتفلون يعتقدون أن الحدود بين عالم الأحياء والأموات تتلاشى في هذه الليلة، فتعود الأرواح إلى الأرض. وكانوا يرتدون ملابس مخيفة ويوقدون النيران لحماية أنفسهم منها.


أما في العصر الحديث، فقد تحوّل هالوین في إيران ودول أخرى من احتفال ديني أو طقسي إلى فرصة للترفيه والإبداع وتنظيم الحفلات والفرح. في الدول الغربية، يطرق الأطفال الأبواب لطلب الحلوى والشوكولاتة، بينما يرتدي الكبار أزياء خيالية ويضعون المكياج وينظمون الحفلات للاحتفاء بهذه الليلة.

 


يؤكد علماء الاجتماع أن معظم الشباب الإيرانيين المشاركين في هالوین لا يهتمون بمعناه التقليدي أو احتفالات غربية مشابهة، بل يرونه مجرد ذريعة للفرح والتجمع مع بقية العالم. لكن الفرق في إيران يكمن في أن حساسية الحكومة والطبقات التقليدية تجاه موضوعٍ ما تزيد من اهتمام الشباب به، ويبحث الكثير منهم عن هويتهم من خلال التميّز والاحتجاج.

 

معظم الشباب الإيرانيين المشاركين في هالووین لا يهتمون بمعناه التقليدي. (وسائل تواصل اجتماعي)
معظم الشباب الإيرانيين المشاركين في هالووین لا يهتمون بمعناه التقليدي. (وسائل تواصل اجتماعي)

 

يعتبر المسؤولون الحكوميون والمؤسسات والطبقة التقليدية المؤيدة للحكومة هذه الاحتفالات علامةً على الغزو الثقافي الغربي ونشر الفساد، فيواجهونها بكل الوسائل الدعائية والتنفيذية وحتى الشرطية. ومع ذلك، مع مرور كل عام، تزداد علامات ترحيب الفتيات والشبان الإيرانيين بهذه الاحتفالات في شوارع طهران، وتنعكس بوضوح في الفضاء الافتراضي.


أظهرت الملاحظات هذا العام في طهران أن معظم احتفالات هالوین أُقيمت في المنازل والفيلات بشكل خاص، وبعضها في مساحات أكبر مع فرض رسوم دخول للمهتمين. وانتشرت الصور والفيديوات لهذه الاحتفالات فقط في الفضاء الافتراضي.


هذا العام، وبالتزامن مع 31 تشرين الأول/ أكتوبر، أصبح احتفال هالوین ذريعةً لتجمعات شبابية كثيرة، إذ ظهرت أدوات الاحتفال للبيع في المتاجر الإلكترونية منذ أيام قبل المناسبة، من ملابس الهياكل العظمية وأنابيب الدمّ المزيّف إلى خفافيش الزينة وأقنعة مصّاصي الدماء، بأسعار متنوعة. ورغم ذلك، خصّصت بعض المطاعم والمقاهي في المدينة برامج خاصة بعطلة نهاية الأسبوع الهالوينية، وامتلأت غالباً بالشباب. ويأتي هذا الترحيب رغم تحذيرات الشرطة الإيرانية وغرفة النقابات، في بيانين منفصلين، من إقامة أي احتفال أو بيع أو الترويج لأدوات هالوین في الوحدات التجارية، مع تهديد بالغرامات أو إغلاق المحال.

 


وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، التي غالباً ما تحاول تجنّب المواجهة المباشرة مع رغبات الشعب، إن احتفال هالوین ليس له مكان في الثقافة الإيرانية، مضيفة: "لدينا احتفالات وطنية كثيرة يمكننا التركيز عليها".

 

 

 

هالوین في الفضاء الافتراضي الإيراني

رغم عدم التنظيم الرسمي، يحتل هالوین حضوراً قوياً في الشبكات الاجتماعية والفضاء الافتراضي في إيران، حيث يتبادل المؤيدون والمعارضون آراءهم بكثافة. يرى بعض الإيرانيين في هذه المناسبات تقليداً ثقافياً أعمى، بينما يعتبرها آخرون فرصةً للإبداع والترفيه وتجربة حياة مختلفة. ويؤمن الكثيرون بأن الانتشار الواسع لرموز هالوین في الفضاء الافتراضي، خاصة بين جيل الشباب، يعكس ميلاً متزايداً نحو الثقافات العالمية والاحتفالات غير الرسمية، ولا يجب اعتباره تهديداً ثقافياً.


في الوقت نفسه، يرى البعض أن هذه الاحتفالات قد تساهم في تنشيط الاقتصاد الإيراني الذي يعاني الركود، إذ يمكن أن تُنعش صناعات الأزياء والترفيه والألعاب والملابس، وتتيح لشركات الأفلام وماركات مستحضرات التجميل ومصمّمي الأزياء ومنتجي الشوكولاتة الاستفادة من المناسبة للترويج لمنتجاتهم. أما معارضو الاحتفالات الغربية فيقولون إنه عندما تنفق الحكومة مليارات الدولارات لترويج ثقافتها ونمط حياتها المرغوب، لا يجوز السماح لنمط الحياة الغربي بإفشال هذه الجهود.


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 11/2/2025 7:34:00 PM
أفادت شبكة "سي أن أن" الأميركية، استناداً إلى مصادر استخباراتية أوروبية، بأن هناك دلائل إضافية على جهود الجمهورية الإسلامية لإعادة تأهيل قدرات وكلائها، وعلى رأسهم "حزب الله"
كتاب النهار 11/3/2025 5:40:00 AM
يكفي الفلسطينيين إساءة الى لبنان الذي حضنهم، وإساءة الى اللبنانيين على مختالف فئاتهم ومكوناتهم
ثقافة 11/1/2025 8:45:00 PM
بصمة لبنانية في مصر تمثّلت بتصميم طارق عتريسي للهوية البصرية للمتحف المصري الكبير.
ثقافة 11/2/2025 10:46:00 AM
"والدي هو السبب في اكتشاف المقبرة، وكان عمره وقتها 12 عاماً فقط سنة 1922."