في محاولة لإحياء محادثات السلام المتوقّفة مع روسيا، قام وزير الجيش الأميركي دان دريسكول ورئيس أركان الجيش الجنرال راندي جورج بزيارة نادرة إلى كييف، في رحلة غير معلنة لإجراء محادثات مع قادة أوكرانيا، وفق ما ذكرت مجلة "بوليتيكو" يوم الأربعاء.

ومن المقرّر أن يلتقي بالرئيس فولوديمير زيلينسكي وقادة عسكريين كبار ونواب في البرلمان.

ولفتت "بوليتيكو" إلى أن المحادثات التي يجريها الضابطان الأميركيان في كييف من المتوقّع أن تتناول احتياجات أوكرانيا في ساحة المعركة والاستراتيجية العامة، بما في ذلك الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام المتوقّفة مع موسكو.

في السياق، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بشكل منفصل، نقلاً عن مصادر، أن من المتوقّع أن يلتقي دريسكول أيضاً بمسؤولين روس في وقت لاحق.

وأوضحت الصحيفة أن البيت الأبيض لجأ إلى دريسكول وقادة عسكريين كبار جزئياً على أمل أن تتجاوب موسكو بشكل أفضل مع وسطاء عسكريين، وكذلك نتيجة الإحباط من الجهود السابقة التي لم تحقّق نتائج تُذكر.

وتأتي الزيارة إلى كييف في وقت تحرز فيه القوّات الروسية تقدّماً تدريجياً على أجزاء من خط المواجهة، وتزيد من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة على المدن الأوكرانية والبنية التحتية للطاقة، بينما يبحث حلفاء كييف الغربيون عن طرق جديدة لدعم إمدادات السلاح والذخيرة.

 

الرئيس الأميركي دونالد ترامب (مواقع)

 

خطّة جديدة
تأتي كل هذه التطوّرات مع معلومات موقع "أكسيوس" التي كشفت عن أن إدارة ترامب تعمل سرّاً على صياغة خطّة جديدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا بالتشاور مع روسيا، استناداً إلى مسؤولين أميركيين وروس.

وأوضح أن الخطّة الأميركية المكوّنة من 28 نقطة استلهمت من مساعي ترامب السابقة للتوصّل إلى اتّفاق في غزة، وتهدف إلى التوصل إلى تسوية شاملة تشمل السلام في أوكرانيا وضمانات أمنية والأمن في أوروبا.

وأشار إلى أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بحث الخطة مع مستشار الأمن القومي للرئيس الأوكراني، لافتاً إلى أن البيت الأبيض بدأ إحاطة المسؤولين الأوروبيين والأوكرانيين بشأن تفاصيل الخطة الجديدة.

وقال مسؤول أميركي إن الإدارة تعتبر أن الوقت مناسب لطرح الخطّة، لكنّها أكّدت ضرورة أن يكون الأطراف جميعهم عمليين وواقعيين، وأن التعديلات ستتم بناءً على آراء الأطراف المختلفة.

وأفاد بأن الخطة مقسّمة إلى 4 محاور رئيسية تشمل السلام في أوكرانيا، الضمانات الأمنية، والأمن الإقليمي في أوروبا، مع تفاؤل روسي حذر بشأن احتمالات نجاحها.

ومنذ تولّي ترامب منصبه في كانون الثاني/يناير، كانت الزيارات إلى كييف من قبل كبار شخصيات إدارته نادرة، إذ جرى معظم التواصل في دول ثالثة أو عبر الفيديو، ما يجعل زيارة دريسكول وجورج غير اعتيادية للغاية.

وقد التقى ترامب وزيلينسكي مرّات عدّة هذا العام، بما في ذلك لقاء مثير للجدل في المكتب البيضاوي في شباط/فبراير، واجتماع ثنائي مختصر في الفاتيكان في نيسان/أبريل، ومحادثات في قمة الناتو في يونيو، وقمة في واشنطن في آب/أغسطس بشأن احتمالات تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا.

في تركيا...
في الموازاة، سيصل زيلينسكي إلى تركيا اليوم الأربعاء في محاولة لإحياء المحادثات مع روسيا بشأن كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا، التي تقترب الآن من نهاية عامها الرابع.

وذكر مصدر تركي أن ويتكوف سيزور تركيا أيضاً وينضم إلى محادثات مزمعة هناك مع الرئيس الأوكراني.

وقد وعد ترامب مراراً بإنهاء الحرب بسرعة، وحثّ مستشاريه على اختبار أفكار لوقف إطلاق النار مع كييف وموسكو، ما أثار قلقاً في أجزاء من أوروبا بشأن أي تسوية قد تُرسّخ السيطرة الروسية على الأراضي المحتلة.