روسيا تستهدف منشآت للطاقة... هجمات متبادلة بين موسكو وكييف
أعلنت السلطات الأوكرانية أن روسيا شنّت هجوماً واسعاً ليل الجمعة إلى السبت، استهدف منشآت للطاقة في البلاد، ما أسفر عن مقتل شخص وانقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدّة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت إن روسيا أطلقت 450 طائرة مسيّرة و45 صاروخاً خلال هجمات ليلية على أوكرانيا استهدفت قطاع الطاقة وبنية تحتية أخرى.
وكرّر زيلينسكي دعوته لحلفاء كييف لفرض عقوبات أشد على قطاع الطاقة الروسي.
وتكثّف القوّات الروسية ضرباتها ضد منشآت الغاز والكهرباء في مختلف أنحاء البلاد، فيما تواصل التقدّم نحو مدينة بوكروفسك الاستراتيجية في الشرق، ما يثير مخاوف من شتاء قاسٍ على المدنيين مع انخفاض درجات الحرارة.
تفاصيل الضربات...
في السياق، لفتت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو إلى أن ضربات روسية ألحقت أضراراً بعدد من منشآت الطاقة الكبيرة في منطقتي كييف وبولتافا بوسط البلاد وفي منطقة خاركيف في الشمال الشرقي.
وذكرت عبر "تلغرام" أن "العدو استهدف مجدّداً البنية التحتية للطاقة بشكل متعمّد"، مضيفة أن جميع الجهود تتركّز الآن على إصلاح الأضرار واستعادة إمدادات الكهرباء.

بدورها، لفتت وزيرة الطاقة الأوكرانية سفيتلانا غرينتشوك عبر "فايسبوك" إلى أن "العدو يشن مجدّداً هجوماً كبيراً على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا. ولهذا السبب، تم قطع التيار الكهربائي بشكل طارئ في عدد من المناطق".
وأُطلقت صفارات الإنذار في معظم أنحاء أوكرانيا خلال الليل، فيما أعلنت السلطات في مناطق تمتد من خاركيف في الشمال الشرقي إلى أوديسا في الجنوب، عن هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة أصابت منشآت للطاقة.
وفي دنيبرو شرقاً، أدّى هجوم بطائرة مسيّرة إلى تدمير جزء من مبنى سكني مؤلّف من 9 طبقات، ما أدّى إلى مقتل امرأة وإصابة 6 أشخاص بجروح، بينهم طفل، بحسب أجهزة الطوارئ.
وفي كييف، تسبّب سقوط حطام في اندلاع حرائق في موقعين بمنطقة بيتشيرسكي وسط العاصمة، وفق السلطات المدنية والعسكرية.
من جّهتها، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قوّاتها سيطرت على قرية فوفتشه في منطقة دنيبروبيتروفسك شرق أوكرانيا.
وفي منطقة دونيتسك، قالت روسيا إنّها واصلت تحقيق مكاسب في معارك في بلدة بوكروفسك الاستراتيجية، وكذلك في بلدة ميرنوهراد المجاورة.
وأضافت روسيا أن البلدتين محاصرتان. وذكرتهما باسميهما من الحقبة السوفيتية، كراسنوارميسك ودميتروف.
هجمات أوكرانية
في الموازاة، أعلن حاكم منطقة فولوغدا في شمال روسيا جورجي فيليمونوف أن 3 طائرات مسيّرة أوكرانية استهدفت محطّة كهرباء فرعية في المنطقة خلال الليل.
وكتب عبر "تلغرام" أن عمليات تقييم الأضرار التي لحقت بالمحطّة جارية، غير أن إمدادات الكهرباء في المنطقة، الواقعة شمالي موسكو على بعد نحو 1900 كيلومتر عن أوكرانيا، مستمرّة من دون انقطاع.
وفي منطقة ساراتوف الروسية، أوضح حاكم المنطقة رومان بوسارغين في بيان عبر "تلغرام" أن شخصين أصيبا بجروح بعد أن هاجمت طائرة مسيّرة أوكرانية مبنى سكنياً في المدينة التي تحمل الاسم نفسه.
وتعد مدينة ساراتوف الصناعية الواقعة على نهر الفولجا، والتي تبعد 625 كيلومتراً عن الحدود مع أوكرانيا، هدفاً متكرّراً لهجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية منذ أن أرسلت روسيا عشرات الآلاف من الجنود لغزو جارتها في شباط/فبراير 2022.
وعلى النقيض من ذلك، لا تمثّل منطقة فولوغدا، ذات الكثافة السكانية المنخفضة، هدفاً متكرّراً للغارات الأوكرانية.
وفي المجمل، ذكرت وزارة الدفاع الروسية اليوم أنّها أسقطت 83 طائرة مسيّرة خلال الليل، معظمها فوق المناطق الحدودية مع أوكرانيا.
ضربات بعيدة المدى
تواصل روسيا منذ بدء غزوها لأوكرانيا قصف المدن الأوكرانية بشكل شبه يومي، ما ألحق أضراراً جسيمة بمحطّات الكهرباء والبنى التحتية للغاز.
ووفق تقرير لمعهد "كييف سكول أوف إيكونوميكس" صدر أواخر تشرين الأول/أكتوبر، فإن أكثر من ربع الطلب على الكهرباء لن يُلبى هذا الشتاء، فيما توقّف نحو نصف إنتاج الغاز الطبيعي في البلاد.
وردّت أوكرانيا في الأشهر الأخيرة بضربات بعيدة المدى نُفذت في الغالب بطائرات مسيّرة، واستهدفت منشآت طاقة روسية في محاولة لعرقلة صادرات النفط وتقليص تمويل المجهود الحربي لموسكو.
وتأتي هذه التطوّرات في وقت تراوح فيه الجهود الدبلوماسية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء النزاع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية مكانها.
ويتركّز القتال حالياً في منطقة دونيتسك (شرق) حيث تقع مدينة بوكروفسك، عقدة الإمداد الرئيسية للقوات الأوكرانية، والتي يخشى أن تسيطر عليها موسكو خلال الأيام المقبلة.
وسيشكّل سقوط المدينة أكبر انتصار روسي منذ السيطرة على فوغليدار في تشرين الأول/أكتوبر 2024 وأفدييفكا في شباط/فبراير 2024.
وبحسب تحليل أجرته وكالة "فرانس برس" استناداً إلى بيانات "معهد دراسات الحرب" الأميركي الذي يعمل مع "كريتيكل ثريتس بروجكت" (Critical Threats Project)، تسيطر القوّات الروسية كليا أو جزئياً على نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، في حين كانت تسيطر قبل بدء الغزو على نحو سبعة في المئة، تشمل شبه جزيرة القرم وأجزاء من دونباس.
نبض