الولايات المتحدّة تخفّض وجودها العسكري في أوروبا... و"الناتو" يعلّق
أعلنت وزارة الدفاع الرومانية في بيان الأربعاء أن الولايات المتحدة أبلغت رومانيا وحلفاءها بأنّها ستخفّض قسماً من قوّاتها المنتشرة على الخاصرة الشرقية لحلف شمال الأطلسي في أوروبا.
من جهّته، أكّد الجيش الأميركي المنتشر في أوروبا أن سحب فرقة أميركية من رومانيا لا يعني "انسحاباً" من القارة الأوروبية. وقال الجيش في بيان "ليس الأمر انسحاباً أميركياً من أوروبا ولا مؤشّراً إلى التزام أدنى حيال حلف شمال الأطلسي والبند الخامس" من معاهدته التي تنص على وجوب أن يساعد كل من الاعضاء الـ32 في الحلف دولة عضواً في حال تعرّضت لهجوم.
وأوضحت الوزارة الرومانية في وقت سابق أن "قرار الولايات المتحدة يقضي بتعليق مناوبات فرقة كان لديها عناصر في عدد من دول حلف شمال الأطلسي" مشيرة إلى الإبقاء على ألف جندي أميركي على أراضيها بعد إعادة الانتشار هذه.
وقال وزير الدفاع الروماني يونوت موستيانو خلال مؤتمر صحافي عقده بعد صدور بيان الوزارة "لا نتحدّث عن انسحاب للقوّات الاميركية، بل عن وقف مناوبات فرقة كانت تنشر عناصر لها في العديد من دول حلف شمال الاطلسي، بما فيها بلغاريا ورومانيا وسلوفاكيا وهنغاريا".
وأكّد أن "نحو ألف جندي أميركي سيبقون في رومانيا للمساهمة في ردع أي تهديد وليشكّلوا ضماناً لالتزام الولايات المتحدة حيال الأمن الإقليمي".
وأضاف أن "القدرات الاستراتيجية لم تتبدّل"، لافتاً إلى أن "منظومة الدفاع المضادة للصواريخ في ديفيسيلو لا تزال تعمل في شكل كامل. وتبقى القاعدة الجوية في كامبيا تورزي موقعاً أساسياً بالنسبة إلى العمليات الجوية والتعاون بين الحلفاء، في موازاة استمرار تطوير قاعدة ميخائيل كوغالنيسيانو. والعلم الأميركي سيظل مرفوعاً في المواقع الثلاثة".

وأشار إلى أن "مجموعة قتالية جوية ستبقى في قاعدة كوغالنيسيانو، كما كان الأمر قبل اندلاع النزاع في أوكرانيا".
وأوردت وزارة الدفاع أن "القرار كان متوقّعاً" وهو "ثمرة أولويّات جديدة للإدارة الرئاسية الأميركية، أعلنت في شباط/فبراير".
ماذا قال الناتو؟
في بروكسل، أكّد حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأربعاء أنّه أُبلغ مسبقاً بخطّة الولايات المتحدة، واصفاً الخطوة بأنّها مجرّد "تعديل" للوضع القائم ولا تنطوي على أي أمر "غير عادي".
وقال مسؤول في الناتو "حتى مع هذا التعديل، فإنّ وجود القوات الأميركية في أوروبا يبقى أكبر مما كان عليه لسنوات عدّة، مع وجود عدد أكبر بكثير من القوّات الأميركية في القارة مقارنة مع ما كان عليه الحال قبل العام 2022"، مضيفاً أن التزام واشنطن حيال الحلف ما زال "واضحاً".
ويثير احتمال الانسحاب الأميركي قلق الحلفاء، خصوصاً بالنظر إلى المخاوف من إمكان سعي روسيا لمهاجمة دولة في الناتو خلال السنوات القليلة المقبلة إذا تراجعت حدّة الحرب في أوكرانيا.
لكن الناتو سارع للتقليل من أهمية الخطوة الأميركية.
وختم موضحاً أن "لدى الناتو خطط دفاعية ونعمل لضمان حفاظنا على القوّات والإمكانات الصحيحة لردع أي عدوان محتمل وتوفير اللازم من أجل دفاعنا الجماعي".
نبض