55 قتيلاً على الأقل في أسوأ حريق تشهده هونغ كونغ منذ عقود
واصلت فرق الإنقاذ الخميس جهودها لإخماد النيران والبحث عن أكثر من 250 مفقوداً داخل مجمع سكني في هونغ كونغ، اندلع فيه حريق أودى ب55 شخصا على الأقل، ويُعدّ الأسوأ الذي تشهده المدينة الآسيوية منذ عقود.
وأفاد عناصر الإطفاء الصحافيين بأنه تم إخماد الحريق، وهو الأسوأ في هونغ كونغ منذ عقود، في أربعة من المباني السبعة المشتعلة، فيما باتت النيران تحت السيطرة في المباني الثلاثة الأخرى. وارتفعت حصيلة القتلى إلى 55 شخصاً بعدما كانت 44.

وأوضح عناصر الإطفاء أن 51 شخصاً قضوا في الحريق وأربعة في أحد المستشفيات.
وأعلنت السلطات البدء بتحقيق لمكافحة الفساد في أعمال التجديد القائمة في المجمّع.
وقالت لجنة هونغ كونغ المستقلة لمكافحة الفساد في بيان "نظراً إلى التأثير الكبير الذي أحدثه الحريق لدى الرأي العام، تم تشكيل فريق عمل لإجراء تحقيق شامل في أعمال فساد محتملة في مشروع التجديد الرئيسي لمجمّع وانغ فوك السكني في تاي بو".

وتضامن المئات مع ضحايا الحادث الذي طال مجمعاً يضم ثمانية مبانٍ من 31 طبقة تخضع لأعمال تجديد، وفق ما لاحظ صحافيون في وكالة فرانس برس.
وقال ستون نغاي (38 عاماً)، أحد منظمي مركز إغاثة موقت "إنه لأمر مؤثر. تتجلى روحية هونغ كونغ في مساعدة الآخرين عندما يكونون في مأزق، فيتكاتف الجميع حولهم".
وقال الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ جون لي صباح الخميس إنّ 279 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين. وأفاد عناصر الإنقاذ لاحقاً بالعثور على عدد منهم.

- ثلاثة موقوفين -
تُجري الشرطة تحقيقات لمعرفة سبب اندلاع النيران الأربعاء في ناطحات السحاب، والتي أدت إلى تصاعد سحابة كثيفة من الدخان الأسود في سماء إحدى أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.
وأعلنت الشرطة توقيف ثلاثة أشخاص بعد العثور على مواد قابلة للاشتعال خلال أعمال الصيانة، مما أدى إلى انتشار الحريق بسرعة. وبحسب الشرطة، يُشتبه في ارتكابهم "إهمالاً كبيراً".
بعد أن كافحت النيران طوال الليل، واصلت فرق الإطفاء الخميس جهودها لإخماد الحريق في المباني التي لا يزال يتصاعد منها الدخان.
واندلع الحريق الأربعاء قبيل الساعة 15,00 (7,00 بتوقيت غرينتش) في منطقة تاي بو في شمال المدينة. واجتاحت النيران التي يُحتمل أن تكون غذّتها سقالات من الخيزران ومواد صناعية مُستخدمة في أعمال التجديد، سبعة من الأبراج السكنية الثمانية في المجمع الذي افتُتح عام 1983 ويضم 1984 شقة.

وبحسب السلطات، شارك أكثر من 1200 شخص في عمليات الإنقاذ. وكان عنصر إطفاء من ضحايا الحريق. كذلك، أفادت القنصلية الإندونيسية بمقتل مواطنين إندونيسيين، هما عاملان منزليان.
وقال ناطق باسم الحكومة لوكالة فرانس برس إنّ 61 شخصاً ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفى، 15 منهم في حالة حرجة.
وأشار نائب مدير هيئة الإطفاء ديريك أرمسترونغ تشان إلى صعوبة عمليات الإنقاذ في ظل درجات الحرارة المرتفعة جدا، لا سيما صعوبة الوصول إلى بعض الطوابق.
- "محطّم" -
أوضح رجل يُدعى سوين إنّ "الحريق انتشر بسرعة هائلة"، مضيفاً "لاحظت استخدام خرطوم مياه واحد لإطفاء مبان عدة، فظننتُ أنّها عملية بطيئة جداً".
وأضاف: "كنا نقرع أجراس الأبواب، ونُدقّ بقوة، ونُنبه الجيران، ونطلب منهم إخلاء شققهم... هكذا تعاملنا مع الموقف".
وأشار يوين (65 عاماً) الذي يقطن في المجمّع منذ أكثر من 40 عاما، إلى أنّ عددا كبيرا من جيرانه كبار في السن وقدرتهم على الحركة محدودة. وقال إنّ "البعض لم يعلموا باندلاع حريق، واضطر جيرانهم لإبلاغهم هاتفياً. أنا محطّم!".
استُقبل أكثر من 900 شخص تم إجلاؤهم في ملاجئ موقتة، حيث قدّم اليهم متطوعون الدعم المعنوي والبطانيات.

واستقبلت الملاجئ طوال الليل أشخاصاً أبلغوا عن اختفاء أفراد من عائلاتهم. وكان عدد منهم جالساً بحالة ذهول، يحدّقون بعيون دامعة في شاشات هواتفهم المحمولة، مترقبين أخباراً عن أحبائهم.
وأعلن جون لي الخميس أنّ مواقع التجديد الرئيسية ستخضع للمعاينة.
لطالما شكّلت الحرائق مشكلة في هونغ كونغ، لا سيما في الأحياء الفقيرة. وتم الإقلال من تدابير السلامة المشددة خلال العقود الأخيرة من حدوثها.

يتزايد خطر الحرائق لأنّ هونغ كونغ التي تضم 7,5 ملايين نسمة، يبلغ متوسط الكثافة السكانية فيها أكثر من 7100 نسمة لكل كيلومتر مربع. ويرتفع هذا الرقم ثلاث مرات في المناطق الأكثر تمدّنا.
ونظراً إلى صغر مساحة المنطقة، شهدت العقود الأخيرة تشييد عدد كبير من ناطحات السحاب، بعضها يتجاوز 50 طبقة.

وقدم الرئيس الصيني شي جينبينغ تعازيه الى أسر الضحايا، داعيا إلى بذل كل جهد ممكن "لإخماد الحريق وتقليل الخسائر البشرية والمادية"، على ما نقلت قناة "سي سي تي في" الرسمية.
نبض