جولة آسيا... استراتيجيا جديدة لترامب؟

جولة آسيا... استراتيجيا جديدة لترامب؟

يبدو أن العالم يشهد تطورات سريعة. هل هي مترابطة أم عشوائية؟
جولة آسيا... استراتيجيا جديدة لترامب؟
الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدى وصوله إلى ماليزيا (أ ب)
Smaller Bigger

"رسالتنا إلى أمم جنوب شرق آسيا هي أن الولايات المتحدة معكم 100 في المئة وننوي أن نكون شريكاً أقوى لأجيال عدة".

 

وعدُ الرئيس دونالد ترامب مفاجئ قليلاً. في نهاية المطاف، ما الذي يدفع رئيساً لا يؤمن بمنافع التحالفات الدائمة إلى إطلاق تعهد أمام منطقة لم تمثل أولوية بارزة على أجندته؟

 

للتذكير، لم يحضر ترامب قمة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) سوى مرة واحدة في ولايته الأولى، وعلاوة على ذلك، غادرها في وقت مبكر.

 

2025 ليست 2017

تمنح المنطقة ترامب هذه المرة مكاسب عدة، شكلاً ومضموناً. في ماليزيا التي تترأس "آسيان 2025"، رعى ترامب توقيع هدنة موسعة بين كمبوديا وتايلاند. بسبب تدخله في الملف، رشحت كمبوديا ترامب لنيل جائزة "نوبل" للسلام. بالتالي، تمثل الزيارة جزئياً مسعى متواصلاً لحصد الجائزة المنشودة. لكن ثمة ما هو أعمق.

 

ترامب متحدثاً إلى المجتمعين في
ترامب متحدثاً إلى المجتمعين في

 

كان رد فعل المنطقة على حرب الرسوم الأميركية خافتاً. تفادت التصعيد واعتمدت أسلوباً مرناً مع الرئيس الأميركي، فحصدت بعض المتنفس. ستحتفظ واشنطن بتعريفات على كمبوديا وتايلاند وماليزيا بنسبة 19 في المئة وعلى فيتنام بنسبة 20 في المئة بعدما هددتها سابقاً بأرقام أعلى بكثير.

 

ووقع ترامب ستة اتفاقات تجارية مع هذه الدول، منها ما كان غير متوقع. ويشمل ذلك اتفاقات بشأن المعادن النادرة مع ماليزيا وتايلاند، مما يعزز موقع الولايات المتحدة في الصراع مع الصين حيال المعادن والعناصر الأرضية النادرة. ويعتقد البعض أن منطقة "آسيان" هي في "قلب" الصراع بين الولايات المتحدة والصين. فالرابطة هي جزء من "الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة" التي تشمل أيضاً الصين وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا. وهذا التنافس هو ما يعطي منطقة "آسيان"، وفي المجمل الكثير من دول "الجنوب العالمي"، ميزة إضافية.

 

من نتائج الطلاق

بحسب عبارة تياغو دي أراغو في مجلة "ذا ديبلومات"، ستواجه الصين والولايات المتحدة "الطلاق الأكثر تكلفة في التاريخ". من نتائج ذلك، ازدياد نفوذ بعض دول عالم الجنوب حيث ستبرز مثلاً قوة البرازيل والأرجنتين في المعادن والغذاء، وإندونيسيا في النيكل والبطاريات والهند وفيتنام في التجميع.

 

صحيح أن بوادر اتفاق بين الولايات المتحدة والصين بدأت بالظهور. لكن على المدى البعيد، يميل التشاؤم إلى كسب اليد العليا في توقعات مسار العلاقة الثنائية. والكثير من دول "الجنوب" مهيأ للاستفادة.

 

حتى الأوروبيون بدأوا يتلمسون تغييراً في اللهجة الأميركية تجاههم. قال وزير الخزانة سكوت بيسنت منذ نحو أسبوعين إن مسؤولين أميركيين كانوا "يتحدثون مع حلفائنا الأوروبيين، ومع أستراليا، ومع كندا، ومع الهند والديموقراطيات الآسيوية". جاء ذلك رداً على تشديد الصين ضوابطها على التجارة التي تشمل عناصر أرضية نادرة من تصنيعها. في ماليزيا، ليّن بيسنت موقفه من الصين مع بوادر التهدئة. لكن تهدئة أخرى راحت ترتسم أيضاً بين ترامب ونظيره البرازيلي لولا دا سيلفا، وهي تصب على الأرجح في الإطار نفسه.

 

لولا دا سيلفا وترامب على هامش
لولا دا سيلفا وترامب على هامش

 

والأمور لا تنتهي هنا

تعد الجولة الحالية للرئيس الأميركي، والتي تشمل أيضاً الحليف الياباني، الجولة الخارجية الأطول له منذ توليه الولاية الثانية. بعدها، وبحسب تقارير عدة، ينوي ترامب استضافة قادة دول آسيا الوسطى في البيت الأبيض أوائل تشرين الثاني/نوفمبر لمواجهة النفوذ الروسي والصيني في المنطقة. سيحيي المجتمعون الذكرى العاشرة لتأسيس مجموعة "سي5+1" بين دول آسيا الوسطى والولايات المتحدة، وهي منطقة كانت محسوبة على روسيا قبل أن يزداد فيها الحضور الصيني مؤخراً.

 

إذاً، هل تمثل جولة ترامب الحالية في شرق آسيا جزءاً من حقبة استراتيجية جديدة للولايات المتحدة؟ هذا ما يشير إليه إيقاع التطورات الراهنة. لكن مع ترامب، يتطلب اليقين أكثر من مجرد إشارات.


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/25/2025 1:09:00 PM
تأتي هذه الخطوة في وقت تعاني فيه العديد من المدارس السورية نقصاً حاداً في المقاعد الدراسية
شمال إفريقيا 10/27/2025 7:36:00 AM
بحسب اعترافاته، فقد قرر التخلص من الأم بعد أن "اكتشف سوء سلوكها"
مجتمع 10/27/2025 9:13:00 AM
نقتبس من كلام براك في الذكرى الخامسة عشرة لاغتيال جبران تويني: "وفي عز موسم الحاجة الى أحياء يسيرون في وداع السابقين".
الولايات المتحدة 10/27/2025 8:47:00 AM
 أجهزة إنفاذ القانون ترجّح أن منفذ الهجمات هو الشخص نفسه