بوتين يزور آسيا الوسطى في مسعى لتثبيت النفوذ الروسي ‏‏"المهدّد"‏

العالم 08-10-2025 | 12:18

بوتين يزور آسيا الوسطى في مسعى لتثبيت النفوذ الروسي ‏‏"المهدّد"‏

لم تعد روسيا وحيدة في الميدان الأمني مع آسيا الوسطى
بوتين يزور آسيا الوسطى في مسعى لتثبيت النفوذ الروسي ‏‏"المهدّد"‏
فلاديمير بوتين (أ ف ب)‏
Smaller Bigger

بعد مسؤولين أوروبيين وصينيين، يتوجه الرئيس الروسي ‏فلاديمير بوتين إلى آسيا الوسطى لعقد قمة الخميس مع قادة ‏دول المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية، حيث أصبح النفوذ ‏التقليدي لموسكو مهدداً.‏


وتستضيف دوشانبي قمة بين روسياوالجمهوريات السوفياتية ‏السابقة في آسيا الوسطى (كازاخستان، قرغيزيا، ‏أوزبكستان، طاجيكستان، وتركمانستان)، هي الثانية من نوعها ‏فقط منذ سقوط الاتحاد السوفياتي في العام 1991.‏


وتشهد علاقات هذه الدول مع الصين تقاربا، وتحتفظ بصلات ‏جيدة مع الغرب.‏


وخلال القمة الأولى في 2022، ندّد بوتين بـ"المحاولات ‏الخارجية لعرقلة تطوير التكامل (بين روسيا وآسيا الوسطى)، ‏وكسر الروابط الوثيقة والتعاون العميق الذي تشكل على مدار ‏التاريخ".‏

 

ولطالما اعتبرت القوى الغربية آسيا الوسطى منطقة هامشية ‏خاضعة حصرا للنفوذ الروسي من منتصف القرن التاسع ‏عشر حتى سقوط الاتحاد السوفياتي.‏


لكن منذ الغزو الروسي لأوكرانيا اعتبارا من شباط/فبراير ‏‏2022، أصبحت آسيا الوسطى مسرحا لنشاط دبلوماسي غير ‏معهود. واستضافت قمتين هذا العام، مع الاتحاد الأوروبي في ‏نيسان/أبريل والصين في حزيران/يونيو. كما عقدت قمة مع ‏تركيا العام الماضي.‏


وقالت وزارة الخارجية في كازاخستان لوكالة "فرانس برس" ‏‏"إن هذا النموذج (5+1) هو منصة فعالة ومفضلة للتفاعل، ما ‏يسمح لدول آسيا الوسطى بمناقشة والتعبير عن مواقفها بشكل ‏منسق بشأن القضايا الإقليمية والعالمية".‏

 

وشدد مصدر في الوزارة على "الأهمية القصوى" للقمة، ‏معتبرا أن "الاتفاقيات التي سيتم التوصل إليها ستساهم في ‏تعزيز الثقة والشراكة بين دول آسيا الوسطى وروسيا".‏


ويقوم بوتين الخميس بزيارة دولة إلى دوشانبي حيث سيلتقي ‏نظيره إمام علي رحمن، وفق المستشار الدبلوماسي الرئاسي ‏الروسي يوري أوشاكوف، على أن تبدأ قمة روسيا-آسيا ‏الوسطى بعد ظهر اليوم ذاته.‏

 

 

 

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ ف ب)‏
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ ف ب)‏

 

 

‏"اللعبة الكبرى الجديدة" ‏
وتعادل آسيا الوسطى تقريبا مساحة الاتحاد الأوروبي بدوله ‏الـ27، لكنها لا تتمتع بمنافذ بحرية وعدد سكانها 80 مليون ‏نسمة فقط. وتحاول هذه المنطقة استعادة دورها التاريخي ‏كمركز تجاري.‏

 

وتحضر الصين بقوة في المنطقة المجاورة لها منذ إطلاقها ‏‏"مبادرة الحزام والطريق" في العام 2013، وهو مشروع ‏ضخم للبنية التحتية يعيد تشكيل شبكة النقل بين آسيا وأوروبا.‏


ويرى الباحث إيليا لوماكين المقيم في قرغيزيا إن صراع ‏النفوذ الراهن هو "النسخة الأحدث من اللعبة الكبرى الجديدة ‏لآسيا الوسطى" بعد تنافس الإمبراطوريتين الروسية ‏والبريطانية عليها في القرن التاسع عشر.‏


يضيف: "إلى جانب روسيا، الشريك التقليدي، أصبحت الصين ‏والاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة مشاركين فاعلين في ‏هذه اللعبة الكبرى الجديدة"، وأنه في حين تقوم روسيا "بتوجيه ‏موارد هائلة نحو أوكرانيا، فالتوسع السريع للصين في المنطقة ‏في طور الازدياد".‏

وعلى رغم هذه المنافسة الصريحة من قبل بكين، تنفي موسكو ‏وجود تجاذب.‏


وقال بوتين العام الماضي "لا تنافس، بل تعاون فقط. هذا لا ‏يعرقل تطوير روابطنا التقليدية مع المنطقة".‏


تحاول روسيا الحفاظ على وجودها في آسيا الوسطى التي ‏تعتبرها منطقة نفوذ حيوية بالنسبة إليها، وذلك من خلال ‏اتفاقيات الطاقة، بما في ذلك شحنات الغاز وبناء محطات ‏نووية.‏


‏"احترام" ‏
ويرى لوماكين أن "الجهود المبذولة للحفاظ على هذه الروابط ‏غير كافية"، ويستغل قادة دول آسيا الوسطى ذلك للبحث عن ‏بدائل بعيدا من نفوذ روسيا.‏


وخلال قمة 2022، طلب رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن ‏‏"الاحترام" من بوتين، وهو أمر نادرا ما يحصل علنا بين ‏الحلفاء.‏


وتواجه موسكو أيضا تحديات اقتصادية.‏


ووفقا لآخر البيانات الروسية لعام 2023، ناهزت التبادلات ‏التجارية لآسيا الوسطى مع موسكو 44 مليار دولار، مقابل ‏حوالى 64 مليارا مع الاتحاد الأوروبي في 2024.‏


وباتت الصين الشريك الرئيسي لآسيا الوسطى، لكن الأرقام ‏متفاوتة، اذ تبلغ 66,2 مليار دولار في العام 2024 حسب ‏السلطات في المنطقة، مقابل 94,8 مليارا بحسب الجمارك ‏الصينية.‏


كما لم تعد روسيا وحيدة في الميدان الأمني مع آسيا الوسطى، ‏اذ باتت جيوش دول المنطقة تتسلّح من الصين وتركيا.‏

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال 10/7/2025 5:24:00 AM
سترتفع كلفة تسديد مفاعيل التعميمين من نحو 208 إلى 260 مليون دولار شهريا، بزيادة نحو 52 مليون دولار شهريا
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".
لبنان 10/7/2025 1:21:00 PM
 النائب رازي الحاج: ابتزاز علني لأهل المتن وكسروان وبيروت