بوليفيا... مرشّحان يمينيان يتأهّلان للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية
وأحدث باز الذي ينتمي إلى يمين الوسط مفاجأة غير متوقّعة بحلوله أولاً ونيله 32,15 في المئة من الأصوات.
واحتل كيروغا المركز الثاني بحصوله على 26,87، بعد فرز 92 في المئة من أصوات الناخبين.
أمّا رجل الأعمال والمليونير صامويل دوريا ميدينا الذي كان يتوقّع له أن يكون المرشّح الأوفر حظّاً، فقد حلّ في المركز الثالث بنسبة 19,86 في المئة، متقدّماً بفارق كبير على المرشّح اليساري الرئيسي أندرونيكو رودريغيز الذي يشغل منصب رئيس مجلس الشيوخ.
وأعلن دوريا على الفور دعمه لباز، باعتباره المرشّح الأبرز للمعارضة.
وهيمنت على الانتخابات أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية منذ جيل، حيث سجّل معدّل التضخّم السنوي نحو 25 في المئة في ظل شح حاد في العملات الأجنبية والوقود.
وتسدل هذه الانتخابات الستارة على 20 عاماً من حكم الحكم الاشتراكي الذي بدأ في عام 2005 مع انتخاب مزارع الكوكا إيفو موراليس رئيساً على أساس برنامج مناهض للرأسمالية بشكل جذري.
وقالت ميريام إسكوبار، وهي متقاعدة تبلغ 60 عاماً، لوكالة "فرانس برس" بعد الإدلاء بصوتها في لاباز "لقد ألحق اليسار بنا الكثير من الأذى. أريد التغيير للبلاد".
"يوم سيصنع التاريخ"
وتعهّد أبرز مرشّحي اليمين بتغيير نموذج اقتصاد الدولة في بوليفيا وتحالفاتها الدولية.
وقال كيروغا بعد الإدلاء بصوته في لاباز "هذا يوم سيصنع التاريخ في بوليفيا".
وتعهّد كيروغا بخفض الإنفاق العام وفتح البلاد أمام الاستثمار الأجنبي وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة التي تدهورت في عهد إيفو موراليس الذي استقال عام 2019 عقب احتجاجات حاشدة على خلفية مزاعم بتزوير الانتخابات.

ووصف أغوستين كيسبي، وهو عامل مناجم يبلغ 51 عاماً، كيروغا بأنّه "ديناصور"، مؤكّداً دعمه لباز الذي تعهّد خلال حملته الانتخابية بمكافحة الفساد وخفض الضرائب وتحقيق "الرأسمالية للجميع".
طيف الأرجنتين
يفيد محلّلون بأن الانتخابات تُشبه انتخابات الأرجنتين عام 2023 عندما أطاح الناخبون الحزب اليساري البيروني الذي حكم لفترة طويلة، وانتخبوا المرشّح الليبرتاري خافيير ميلي سعياً لوضع حد لأزمة عميقة.
وقالت المتخصّصة في العلوم السياسية البوليفية في المعهد الألماني للدراسات العالمية والإقليمية دانييلا أوسوريو ميشيل، لوكالة "فرانس برس": "ما يبحث عنه الناس الآن، بعيداً عن التحوّل من اليسار إلى اليمين هو العودة إلى الاستقرار".
وعلى عكس ميلي الذي كان مبتدئاً في السياسة، فإن كيروغا يخوض رابع حملة انتخابية له وشغل منصب نائب الرئيس خلال فترة الديكتاتور السابق هوغو بانزر بعد إصلاحاته، ثم شغل الرئاسة لفترة قصيرة عندما تنحّى بانزر إثر إصابته بالسرطان في 2001.
وقال في اليوم الأخير لحملته في لاباز الأربعاء "سنغيّر كل شيء، كل شيء تماماً، بعد 20 سنة ضائعة".
أصوات باطلة
شهدت بوليفيا أكثر من عقد من النمو القوي وتحسن وضع السكّان الأصليين في عهد موراليس الذي أمّم قطاع الغاز واستخدم العائدات في برامج اجتماعية قلصت نسبة الفقر المدقع إلى النصف.
لكن الاستثمار المحدود في التنقيب أدّى إلى تراجع عائدات الغاز التي بلغت ذروتها في 2013 من 6,1 مليارات دولار إلى 1,6 مليار دولار العام الماضي.
وفيما لا يزال الليثيوم، المورد الرئيسي الآخر، غير مُستغل، أوشكت العملات الأجنبية اللازمة لاستيراد الوقود والقمح والمواد الغذائية على النفاد.
وخرج البوليفيون مراراً إلى الشارع احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وطول طوابير الانتظار للحصول على الوقود والخبز والمواد الأساسية.
وقال الطالب ميغيل أنخيل ميرندا (21 عاماً) "خلال السنوات العشرين الماضية كانت لدينا مداخيل جيدة، لكن الحكومة لم تستثمر أو تقترح طرقاً جديدة لتوسيع نطاق الاقتصاد".
وهيمن موراليس الذي مُنع من الترشّح لولاية رابعة، على الحملة الانتخابية.
ودعا أنصاره سكان الأرياف إلى إبطال أصواتهم احتجاجاً على رفض السلطات السماح له بالترشّح مرّة أخرى.
وأيّدت ماتيلده تشوك أبازا، وهي زعيمة جمعية نسائية ريفية للسكّان الأصليين من أنصار موراليس، دعوته للإدلاء بـ"أصوات باطلة" وقالت "لا نريد العودة إلى القرن العشرين"، مشدّدة على أن البوليفيين المعروفين بثورتهم "سينهضون في أي وقت".
نبض