أرامكو تدعو إلى إعادة النظر في تحوّل الطاقة... الخطط الحالية فشلت
يطرح كلام الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو النفطية السعودية أمين الناصر خلال أسبوع النفط "سيرا ويك" في هيوستن الأميركية، عن "ضرورة إعادة التفكير في خطط التحوّل في مجال الطاقة والتوقف عن مضاعفة عناصر التحوّل التي فشلت"، سؤالاً أساسياً عن مصير مؤتمرات البيئة، تحديداً COP21 واتفاق باريس البيئي للحد من الانبعاثات الكاربونية إلى ١،٥ درجة وتمويل الدول النامية من أجل تقليص التغيّر البيئي والبدء بتحوّل الطاقة إلى صفر انبعاثات.
لقد شرح الناصر بصراحة وواقعية في هيوستن أن "استمرار الخطة الحالية التي أثبتت فشلها وتركز فقط على نموّ الطاقة المتجددة والبديلة وتنظر سلباً بطريقة تشريعية غير عادلة إلى الطاقة التقليدية، سيتطلب من العالم استثماراً إضافياً سنوياً بين ٦ و٨ تريليونات دولار وأن استمرار هذه الخطة من دون تغييرها من شأنه أن يشكل مساراً نحو مستقبل مظلم، معتبراً أن من الوهم الاعتقاد بإمكان الاستغناء عن الطاقة التقليدية. وأوضح الناصر أن المصادر الجديدة للطاقة لا تستطيع حتى تلبية مقدار النموّ في الطلب، ودعا إلى الاتفاق على نموذج عالمي جديد يقوم على ٣ ركائز: الأولى أن تؤدي كل المصادر دوراً في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة بطريقة متوازنة، بما فيها مصادر الطاقة الجديدة والبديلة التي ستكمل دور الطاقة التقليدية، وإلى المزيد من الاستثمارات في كل مصادر الطاقة وتخفيف القيود التنظيمية على نطاق واسع وتقديم حوافز أكبر للمؤسسات المالية لتوفير تمويل غير متحيّز لاستثمارات الطاقة التقليدية. والركيزة الثانية أن يراعي النموذج خدمة حاجات الدول المتقدمة والنامية على حدّ سواء. والركيزة الثالثة هي التركيز على تقديم نتائج حقيقية على أرض الواقع. وأكد الناصر أنه ينبغي أن يظلّ خفض انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري في أعلى سلّم الأولويات الممكنة، أي إعطاء الأولوية للتقنيات التي تعمل على تعزيز كفاءة الطاقة.
هذا الموقف السعودي برز في معظم مؤتمرات الـCOP التي كثيراً ما دعت إلى الابتعاد عن الطاقة الأحفورية التقليدية. وموقف أرامكو اليوم يتماشى مع دعوة ترامب الشركات النفطية إلى زيادة الاستثمار في التنقيب والإنتاج. إلا أن زيادة الإنتاج الأميركي وإنتاج دول أخرى من خارج تحالف أوبك + قد تؤدي إلى انخفاض أسعار برميل النفط إلى مستويات لا تحبّذها دول تحالف أوبك وفي طليعتها السعودية. فالاستثمار في الطاقة التقليدية قد يزيد التنافس بين المصدّرين، خصوصاً بين السعودية، الدولة المصدّرة الأولى في العالم، والولايات المتحدة، الدولة المنتجة الأولى للنفط والتي بدأت تصدّره وأصبحت من بين أكبر مصدري الغاز الطبيعي. موقف أرامكو طبيعي لشركة عالمية عملاقة، لكن حماية مستوى سعر النفط تصبح أصعب في ظل منافسة أكبر . ترامب يريد أسعار نفط منخفضة ولكن تحالف "أوبك" يختلف معه في ذلك، فالدعوة إلى زيادة الاستثمارات لزيادة إنتاج الطاقة التقليدية ينبعي ألّا تكون على حساب موازنات الدول النفطية.
نبض