أعلن الكرملين اليوم الخميس أن أي خطة بريطانية لإرسال قوات إلى أوكرانيا في إطار مهمة حفظ سلام محتملة ستكون غير مقبولة بالنسبة لروسيا، مضيفاً أنّه يتابع بقلق تصريحات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.

وذكر المتحدّث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن الاقتراح غير مقبول لأنّه ينطوي على مشاركة قوّات من دولة عضو في حلف شمال الأطلسي وبالتالي سيكون له تداعيات على أمن روسيا نفسها.

وقال بيسكوف للصحافيين في إفادة يومية "هذا يثير قلقنا لأننا نتحدّث عن إرسال وحدات عسكرية، عن إرسال محتمل في نهاية المطاف لوحدات عسكرية من دول حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا".

وأضاف "هذا الأمر له معنى مختلف تماما من منظور أمننا. ونحن نراقب هذا الأمر عن كثب".

ولفت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذا الأسبوع إلى أن موسكو ترى "تهديداً مباشراً" في فكرة وجود قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي على الأرض في أوكرانيا حتى لو كانت تلك القوّات تنتشر هناك تحت علم مختلف.

كان ستارمر قد قال إنّه "مستعد وراغب" في نشر قوات بريطانية على الأرض في أوكرانيا كضمان أمني في حالة التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين موسكو وكييف.

وذكرت صحيفة "تيليغراف" أن ستارمر يخطط لطرح خطة على الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإرسال أقل من 30 ألف جندي أوروبي إلى أوكرانيا مقابل الحماية الأميركية للقوات.

إقرأ أيضاً - بوتين: المفاوضات مع الأميركيين "خطوة أولى" لاستعادة العلاقات

الحوار مع واشنطن...

في السياق، أكّد الكرملين أنّه قرّر مع واشنطن استئناف الحوار في "كل المجالات" وسط تقارب دبلوماسي بين روسيا والولايات المتحدة بشأن تسوية النزاع في أوكرانيا.

وأوضح بيسكوف خلال مؤتمر صحافي شاركت فيه وكالة "فرانس برس": "اتُخذ القرار بالمضي قدماً في استئناف الحوار الروسي الأميركي في كل المجالات".

وجاء ردّه في سياق إجابته على سؤال بشأن احتمال حصول عملية تبادل أسرى جديدة بين موسكو وواشنطن. وقال بيسكوف "هذا الموضوع مدرج في جدول أعمال علاقاتنا الثنائية، ولا يمكن استبعاده".

وفي العودة إلى موضوع الحرب في أوكرانيا، قال بيسكوف إن الكرملين "يتّفق تماماً" مع موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن ضرورة وضع حد سريع للنزاع غداة انتقادات لاذعة متبادلة بين كييف وواشنطن.

وقال "يتحدّثون عن ضرورة إحلال السلام في أسرع وقت ممكن والقيام بذلك عبر التفاوض. وقد لاحظنا أيضاً أن هذا الموقف مؤاتٍ لنا أكثر من موقف الإدارة السابقة. ونحن نتّفق كلّياً مع الإدارة الأميركية" الحالية.

واعتبر بيسكوف أن الولايات المتحدة "كانت ولا تزال ... المحرك الرئيسي" الذي يقدّم "أكبر مساهمة مالية في تأجيج" الصراع في أوكرانيا.

وجدّد اتهاماته إلى إدارة جو بايدن السابقة بالرغبة في "مواصلة الحرب حتى (القضاء على) آخر أوكراني" وإنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين للقيام بذلك.

لكنه لفت إلى أنه في الوقت الحالي، هناك "قليل من الأشياء الملموسة" للتوصل إلى تسوية للصراع، ويعود ذلك خصوصا إلى "خلافات بين واشنطن وكييف".

ومن المقرّر أن يستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المبعوث الأميركي الخاص كيث كيلوغ الخميس بعدما واجه انتقادات شديدة من دونالد ترامب.

ووصف ترامب زيلينسكي بأنه "ديكتاتور من دون انتخابات" وقال إن موسكو الآن "في موقع قوة" في المفاوضات.