‏"يمسّ القيم الدينية"... صدامات في اسطنبول بسبب رسم مسيئ للنبي محمد

تركيا 01-07-2025 | 07:31

‏"يمسّ القيم الدينية"... صدامات في اسطنبول بسبب رسم مسيئ للنبي محمد

اندلعت الصدامات بعد أن أمر المدّعي العام في إسطنبول باعتقال ‏محرّرين في مجلة ليمان التركية الساخرة
‏"يمسّ القيم الدينية"... صدامات في اسطنبول بسبب رسم مسيئ للنبي محمد
صدامات في اسطنبول بين محتجّين على رسم كاريكاتوري والشرطة ‏التركية (أ ف ب)‏
Smaller Bigger

دارت صدامات في اسطنبول مساء الإثنين بين محتجّين على رسم ‏كاريكاتوري اعتبروه مسيئا للنبي محمد والشرطة التي حاولت تفريقهم ‏بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، في حين ‏اعتقلت قوات الأمن صاحب الرسم وثلاثة من زملائه الصحافيين.‏


واندلعت الصدامات بعد أن أمر المدّعي العام في إسطنبول باعتقال ‏محرّرين في مجلة ليمان التركية الساخرة لنشرهم رسما كاريكاتوريا ‏‏"يُسيء صراحة إلى القيم الدينية"، في اتهام نفته المجلة.‏


وسارع وزير الداخلية علي يرلي كايا إلى إعلان توقيف رسام ‏الكاريكاتور ومدير المجلة ورئيس تحريرها ومصمّم الغرافيك فيها.‏


ونشر الوزير على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثّق قيام ‏عناصر من قوات الأمن بتوقيف الرجال الأربعة واقتيادهم من منازلهم ‏في الليل وبعضهم حفاة.‏

وكتب الوزير على منصة إكس "لقد تم القبض على المدعو د. ب. الذي ‏رسم هذا الرسم الكاريكاتيري المنحطّ واحتجازه".‏


وأضاف أنّه تمّ كذلك اعتقال رئيس تحرير المجلة ومديرها ومصمم ‏الغرافيك فيها بتهمة "ارتكاب جريمة رسم النبي".‏


وشدّد الوزير على أنّ "هؤلاء الأشخاص العديمي الحياء سيُقدّمون ‏للعدالة".‏


وأتت سلسلة منشورات الوزير بعيد إعلان مكتب المدّعي العام أنه "فتح ‏تحقيقا في نشر رسم كاريكاتوري في عدد 26 حزيران/يونيو 2025 من ‏مجلة ليمان يُسيء صراحة إلى القيم الدينية، وقد صدرت مذكرات توقيف ‏بحقّ المتورطين".‏


وما أن انتشر خبر هذا الرسم حتى هاجم عشرات المتظاهرين الغاضبين ‏حانة يرتادها موظفو ليمان في وسط مدينة إسطنبول، ما أدّى إلى اندلاع ‏صدامات بينهم وبين الشرطة التي حاولت التصدّي لهم، بحسب ما أفاد ‏مراسل لوكالة "فرانس برس".‏


وسرعان ما تصاعدت وتيرة الصدامات إذ شارك فيها ما بين 250 ‏و300 شخص.‏


وأظهرت نسخة من الرسم الأبيض والأسود نشرت على وسائل التواصل ‏الاجتماعي مدينة تتعرض للقصف وفي سمائها رجلان يطيران بجناحين ‏ويتصافحان، فيعرّف أولهما عن نفسه بالقول "السلام عليهم أنا محمد"، ‏ليجيبه الآخر "وعليكم السلام، أنا موسى".‏


وفسّر كثيرون هذا الرسم على أنّه يصوّر حوارا بين النبيين محمد وموسى.‏


لكنّ رئيس تحرير المجلة، تونجاي أكغون، أكّد لوكالة "فرانس برس" أنّ ‏الرسم فُسِّر بشكل خاطئ.‏


وقال "هذا الرسم ليس بتاتا رسما كاريكاتوريا للنبي محمد. في هذا العمل، ‏هو اسم رجل مُسلم قُتل خلال القصف الإسرائيلي؛ كان اسمه محمد؛ إنه ‏خيال. أكثر من 200 مليون شخص في العالم الإسلامي يحملون اسم ‏محمد".‏


أضاف "لا علاقة للأمر بالنبي محمد. ما كنّا لنخاطر أبدا".‏


وعلى منصة إكس، دافعت ليمان عن رسمها الكاريكاتوري، معتبرة أنّه ‏أُسيء تفسيره عمدا.‏


وقالت المجلة "لقد أراد رسام الكاريكاتور إظهار استقامة المسلمين ‏المضطهدين عبر تصوير رجل مسلم قتلته إسرائيل، ولم يقصد أبدا ‏الإساءة إلى القيم الدينية".‏

وأضافت "لا نقبل الوصمة التي فرضت علينا لأنه ليس هناك تمثيل ‏لنبينا. يتعيّن أن يكون المرء خبيثا جدا لكي يفسّر الرسم الكاريكاتوري ‏بهذه الطريقة".‏


وتابعت ليمان "نعتذر لقرّائنا ذوي النوايا الحسنة الذين نعتقد أنّهم كانوا ‏ضحايا استفزازات".‏

 

 

صدامات بين الشرطة التركية ومحتجين على رسم كاريكاتوري (أ ف ‏ب)‏
صدامات بين الشرطة التركية ومحتجين على رسم كاريكاتوري (أ ف ‏ب)‏

 

 

من جهته، أعلن وزير العدل يلماظ تونج فتح تحقيق بتهمة "إهانة القيم ‏الدينية علنا".‏


وكتب تونج على حسابه في تويتر أنّ "ازدراء معتقداتنا أمر غير مقبول ‏على الإطلاق"، محذّرا من أنّ أيّ تمثيل بصري للنبي محمد "لا يقوّض ‏قيمنا الدينية فحسب، بل يقوض السلم الاجتماعي أيضا".‏


بدوره، ندّد محافظ إسطنبول، داود غول، "بهذه العقلية التي تسعى إلى ‏استفزاز المجتمع من خلال مهاجمة قيمنا المقدّسة".‏


وأضاف "لن نصمت في وجه أيّ عمل حقير يستهدف عقيدة أمتنا".‏


وصحيفة "ليمان" التي تأسست في 1991 اعتُبرت على الدوام هدفا ‏للمحافظين، لا سيّما بعد دعمها مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الأسبوعية ‏الساخرة إثر الهجوم الجهادي الذي استهدف مكاتبها في باريس في ‏‏2015 وأسفر عن مقتل 12 شخصا.‏


وجاء الهجوم على المجلة الفرنسية بعد نشرها مرارا رسوما كاريكاتورية ‏للنبي محمد.‏

 

 

إقرأ أيضاً-    تركيا... أمر بتوقيف صحافيين بسبب رسم يصور النبي محمد

الأكثر قراءة

العالم العربي 12/7/2025 2:40:00 PM
ضابط سوري سابق: "بدا الأمر كأنه معدّ مسبقاً. لكنه كان مفاجئاً لنا. كنّا نعرف أن الأمور ليست على ما يرام، لكن ليس إلى هذا الحد"...
سياسة 12/7/2025 9:18:00 AM
"يديعوت أحرونوت": منذ مؤتمر مدريد في أوائل التسعينيات، لم يتواصل الدبلوماسيون الإسرائيليون واللبنانيون مباشرةً
سياسة 12/7/2025 2:02:00 PM
عاد حوالي 2000 جنديّ من جنوب لبنان إلى أوطناهم حتى الآن، منهم حوالي 280 جنديّاً من جنود قوّة "اليونيفيل" المنتشرة بحراً...