نتنياهو يستعين بالصليب الأحمر لرعاية الرهائن في غزة... وحماس توافق بشروط
وقال الناطق باسم القسام أبو عبيدة في بيان إن "كتائب القسام مستعدة للتعامل بإيجابية والتجاوب مع أيّ طلب للصليب الأحمر بإدخال أطعمة وأدوية لأسرى العدو، ونشترط لقبول ذلك فتح الممرات الإنسانية بشكل طبيعي ودائم لمرور الغذاء والدواء لعموم أبناء شعبنا" في القطاع.
كما اشترطت القسام "وقف الطلعات الجوية للعدو بكل أشكالها في أوقات استلام الطرود للأسرى".
وشدد أبو عبيدة على أن القسام "لا تتعمد تجويع الأسرى (الإسرائيليين)"، لافتا الى أن الرهائن الإسرائيليين الأحياء "يأكلون مما يأكل منه مجاهدونا وعموم أبناء شعبنا، ولن يحصلوا على امتياز خاص في ظل جريمة التجويع والحصار".
وفي وقت سابق اليوم، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساعدة الصليب الأحمر "لتأمين الطعام" و"تقديم العلاج الطبي" للرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء أن "نتنياهو تحدث مع رئيس بعثة اللجنة الدولية في منطقتنا (إسرائيل والأراضي الفلسطينية) جوليان لاريسون".
وبحسب البيان: "طلب (نتنياهو) منه تأمين الطعام لرهائننا وتأمين علاج طبي فوري لهم".
وأظهرت ثلاثة فيديوهات بثتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي الرهينتين روم براسلافسكي وإفياتار دافيد، نحيلين ومتعبين، الأمر الذي أثار ضجّة في الشارع الإسرائيلي وأجّج الدعوات لضرورة التوصّل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن للإفراج عن الرهائن.
ويُعد بريسلافسكي ودافيد من بين 49 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة منذ هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي أشعل شرارة الحرب في قطاع غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 27 من هؤلاء لقوا حتفهم.
وتم إطلاق سراح معظم الرهائن الـ251 الذين خطفوا في الهجوم، خلال هُدنتين في الحرب، مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل.

عشرات الضحايا
إلى ذلك، قتل 31 فلسطينيا على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة الأحد، بينهم 20 أثناء انتظار المساعدات، وفق ما أعلن الدفاع المدني في القطاع.
وأفاد الناطق باسم الجهاز محمود بصل بسقوط "تسعة شهداء وعشرات المصابين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز المساعدات في شمال غرب رفح" بجنوب القطاع، مشيرا الى أنهم نقلوا إلى مستشفى ناصر في خان يونس.
وقتل ستة أشخاص من منتظري المساعدات بنيران الجيش قرب مفترق موراغ في رفح (جنوب) حيث كانوا ينتظرون مع مئات آخرين وصول شاحنات تدخل القطاع من معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، بحسب المصدر ذاته.
وأضاف بصل أنه تم نقل "خمسة شهداء قرب مركز المساعدات قرب جسر وادي غزة" في وسط القطاع.
ومنذ أواخر أيار/مايو، تتكرر بشكل شبه يومي التقارير عن سقوط فلسطينيين بنيران إسرائيلية أثناء انتظارهم المساعدات، خصوصا قرب مراكز تابعة لـ"مؤسسة غزة الانسانية" المدعومة من الولايات المتحدة والدولة العبرية.
وأعلن مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الجمعة أن 1373 فلسطينيا قُتلوا منذ 27 أيار/مايو، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي، أثناء انتظارهم المساعدات.
وفي ساعة مبكرة من صباح الأحد تجمع آلاف الأشخاص قرب مراكز المساعدات في خان يونس ورفح، وقرب جسر وادي غزة. وبحسب شهود عيان، أطلق الجنود الإسرائيليون النار باتجاه مئات اقتربوا من نقطة حراسة عسكرية قرب بوابة مركز مساعدات في شمال غرب رفح.
وقال جبر الشاعر (31 عاما) إن الجنود أطلقوا النار "على الناس، أنا كنت هناك. لم يشكل أحد أي خطر على الجنود. إنهم فقط يريدون القتل، هم (الجنود) يعرفون أننا نريد مساعدات غذائية لنطعم أطفالنا".
وأشار إلى أن عددا من الطائرات المسيرة حلّقت على ارتفاع منخفض.
وأفادت وزارة الصحة التي تديرها حماس عن تسجيل ست حالات وفاة جديدة "نتيجة المجاعة وسوء التغذية، جميعهم من البالغين"، لافتة الى أن ذلك يرفع الى "175 بينهم 93 طفلا" عدد الذين لقوا حتفهم بسبب ذلك، في ظل تحذير الأمم المتحدة ومنظمات دولية من خطر مجاعة في القطاع المحاصر والمدمّر.

قتيل من الهلال الأحمر
وقتل 11 شخصا على الأقل في ضربات إسرائيلية على أنحاء عدة من القطاع، من بينهم موظف في الهلال الأحمر الفلسطيني، بحسب ما أفاد بصل.
وكانت الجمعية أعلنت "استشهاد موظف في الهلال الأحمر الفلسطيني واصابة ثلاثة آخرين عقب استهداف قوات الاحتلال مقر الجمعية في مدينة خان يونس".
واعتبرت القصف "انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية التي تضمن حماية المنشآت الإنسانية والإغاثية، ويهدد استمرارية الخدمات التي تقدمها".
وأفاد الجيش الإسرائيلي فرانس برس بأن الحادث "قيد التحقيق".
وأفاد بصل أن أربعة أشخاص قتلوا في غارة من مسيّرة إسرائيلية في حي الشجاعية في شرق مدينة غزة.
إلى ذلك، أفادت إدارة مستشفى حمد في مدينة غزة في بيان بوصول خمسة قتلى جراء قصف إسرائيلي لمجموعة من الفلسطينيين في شمال القطاع.
اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة وعمليات عسكرية أسفرت عن مقتل 60839 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وجرح أكثر من 149 ألفا وفق أحدث حصيلة أصدرتها وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
نبض