خسائر وهجمات وتقديرات متباينة: إيران لا تزال تحتفظ بسرّ التخصيب

اسرائيليات 26-06-2025 | 06:00

خسائر وهجمات وتقديرات متباينة: إيران لا تزال تحتفظ بسرّ التخصيب

لا تزال إيران تحتفظ بالمعرفة التقنية الكاملة لتخصيب اليورانيوم.
خسائر وهجمات وتقديرات متباينة: إيران لا تزال تحتفظ بسرّ التخصيب
إيرانيون يحتفلون بـ"الانتصار على إسرائيل" في طهران. (أ ف ب)
Smaller Bigger

من المبكر تأكيد نتائج الهجوم الإسرائيلي - الأميركي على إيران، إلا أن التباين في التقديرات بات واضحاً، خصوصاً بعد الغارات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية ليل السبت – الأحد.
من جهة، أشارت تقديرات الاستخبارات الأميركية إلى أن الهجمات لم تُحدث سوى تأخير موقت للبرنامج النووي الإيراني، لا يتعدّى بضعة أشهر. وقالت مصادر إسرائيلية لشبكة "إيه بي سي"  إن نتائج الهجوم على فوردو "ليست جيدة"، إذ لا يزال من غير الممكن تحديد كمّية اليورانيوم التي تم إخراجها من الموقع قبل الضربات، أو معرفة عدد أجهزة الطرد المركزي المتضررة أو العاملة، وهو ما قد يستغرق أشهراً لتقييمه بدقة.
ولكن، من جهة أخرى، جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأكيد "الضرر الهائل والشامل" الذي أصاب منشأة فوردو، كاشفاً أمام الكاميرات أن عملاء للموساد تمكنوا من دخول الموقع المستهدف. وشارك ترامب في هذا التقييم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إفي ديفرين، الذي شدّد على أن "حجم الضرر كبير"، وأن التقديرات تفيد بأن الهجمات "أعادت البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء"، رغم الإقرار بأن من المبكر الجزم بالنتائج.



الموقف الأميركي الحازم
وتناولت وسائل إعلام عبرية ما وصفته بـ"صدمة" المؤسسة السياسية في إسرائيل من موقف ترامب الحازم، بعدما طالبها علناً بعدم الرد على إيران بعد خرقها التهدئة، مهدّداً باعتبار أيّ ردّ إسرائيلي "انتهاكاً خطيراً"، وطالب بإعادة الطائرات إلى قواعدها.
ورغم عدم وجود اتفاق رسمي بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي لوقف إطلاق النار، ثمة تفاهمات شفهية تقضي بوقف الهجمات المتبادلة مقابل استئناف المحادثات النووية برعاية أميركية.
ورأى حاييم ليفنسون، في صحيفة "هآرتس"، أن ترامب يصوّر نفسه كمن قدّم "خدمة كبيرة" لإسرائيل، وسيسعى إلى استثمار ذلك سياسياً، سواء في مفاوضات وقف إطلاق النار مع إيران أو في صفقة التبادل المرتقبة مع "حماس". وقد أصرّ ترامب على الترويج لوقف إطلاق نار "موقت" بين إسرائيل وإيران، دون أيّ تفاهمات مستقبلية واضحة.
في هذا الإطار، من المتوقع أن تستأنف الولايات المتحدة وإيران مفاوضاتهما النووية الأسبوع المقبل، بالتوازي مع استمرار المباحثات بين إسرائيل و"حماس"، وسط ضغوط دولية متزايدة للتوصّل إلى اتفاقات.

 

مبنى مدمر جراء صاروخ إيراني استهدف منطقة رامات أفيف في تل أبيب. (أ ف ب)
مبنى مدمر جراء صاروخ إيراني استهدف منطقة رامات أفيف في تل أبيب. (أ ف ب)

 

معرفة... ومعدّات تقنية
بحسب "هآرتس"، لا تزال إيران تحتفظ بالمعرفة التقنية الكاملة لتخصيب اليورانيوم، ما يعني أن فرصة إيقاف برنامجها النووي ضاعت على الأرجح. فلا توجد "مجموعة مفاتيح" من العلماء يمكن استهدافها لشلّ البرنامج، ولا يمكن استبعاد امتلاك طهران للمعدّات الضرورية لمواصلة التخصيب.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كانت إيران تمتلك قبل الهجمات ما لا يقلّ عن 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%. ويُرجّح الخبراء أن إيران أخرجت كمّيات كبيرة من هذه المادّة ونقلتها إلى أماكن آمنة.
ويؤكد المختصّون أن تخصيب اليورانيوم من 60 إلى 90% (وهي النسبة اللازمة لإنتاج سلاح نووي) يمكن إنجازه باستخدام عدد قليل من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، داخل موقع صغير، ومن دون الحاجة إلى بنية تحتية معقدة، بل إن مصنعاً صغيراً يضم نحو 10 أجهزة طرد يمكنه إنتاج كمّية تكفي لقنبلة نووية واحدة.



خسارة ركيزة استراتيجية
من جهة أخرى، رأت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن النظام الإيراني خسر أهم ركائز استراتيجيته التي استمرّت لعقود، والمبنيّة على تجنّب الحرب وإبقاء المواجهات خارج حدود البلاد. فبعد الضربات المكثفة التي طالت قادة بارزين ومنشآت نووية ومراكز قيادة، وجّه المرشد الأعلى علي خامنئي تعليماته بالردّ عبر "إذلال إسرائيل" بهجمات مؤلمة تُجبرها على التراجع.
ومنذ خلافته روح الله الخميني عام 1989، يعتبر خامنئي بقاء النظام الإسلامي مهمّته الأساسية، وقد خاض معارك داخلية مع الإصلاحيين، وخارجية، ضد "محاولات إسقاط النظام"، وهو يرى في الولايات المتحدة وإسرائيل أدوات لتفكيك النظام عبر الاختراقات الثقافية والسياسية.


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 12/3/2025 12:22:00 PM
لا بد من تفكيك شبكات التمكين الإسلامية داخل الجيش السوداني، وعزل قادته الموالين للإخوان... فهذا شرط أساسي لأي دعم دولي لعملية السلام.
المشرق-العربي 12/3/2025 12:18:00 PM
ياكواف كاتس، وهو أحد مؤسسي منتدى السياسة MEAD، والباحث البارز في JPPI، ورئيس تحرير السابق لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، يجيب عن هذه الأسئلة في مقال له، ويشير إلى الفوارق بين الماضي والحاضر.
المشرق-العربي 12/3/2025 2:17:00 AM
يطالب القرار إسرائيل بالانسحاب الكامل من الجولان
سياسة 12/4/2025 10:43:00 AM
أمرت الحكومة العراقية بتجميد جميع أموالهم وأصولهم...