عاد سكان مبنى في تل أبيب دمره صاروخ إيراني أمس الأحد إلى الموقع في اليوم التالي لانتشال متعلقاتهم من بين الأنقاض وسط حسرة على فقدان المأوى.

وسقط الصاروخ على حي رامات أفيف المكتظ بالسكان والواقع في شمال تل أبيب، مما أدى إلى تضرر المبنى والمنازل المتاخمة ودمار جزء من الواجهة الخارجية لدار رعاية مسنين.

وذكرت الشرطة ومسعفون أن ما لا يقل عن 20 شخصا أصيبوا. وكان دار الرعاية قد أخلي مسبقا، بينما كان من تبقى في غرف آمنة أو ملاجئ وقت الحادث.

ولم تكن أوسنات شتاينبرyر، وهي رسامة تبلغ من العمر 68 عاما من قاطني المبنى المدمر، في منزلها عندما ضرب الصاروخ نافذتها مباشرة.

وقالت لرويترز اليوم الاثنين: "كل ذكرياتي، وكل أثاثي، وكل صوري، وأعمالي الفنية.. كل شيء دُمر".

ودُمرت جدران المبنى الخارجية. ولم يبق من المنازل سوى أكوام من الأنقاض والمعادن الملتوية في غرف مدمرة يتناثر فيها الأثاث والأغراض الشخصية.

وكان الجنود وعمال الإنقاذ ينتشلون ما يجدونه. وشوهدت متطوعات يرتدين خوذات حمراء يحملن صناديق وأكواما من الكتب وأكياسا بلاستيكية مليئة بالأغراض وبساطا.

وقالت إيلانا بن آري، وهي مقيمة أخرى، إن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تتأقلم مع خسارتها.

وأضافت: "في الدقيقة الأولى، عندما يحدث الأمر، تُصاب بالصدمة وتُنكر الأمر نوعا ما. لا تُدرك ما حدث حقا. تراه فقط بعينيك. لكن الأمور تبدأ بالتكشف بعد ذلك".

مبنى مدمر في تل ابيب جراء قصف ايراني (ا ف ب)

"لا جدوى من هذه الحرب"
بدأت إسرائيل هجومها على إيران في 13 حزيران/يونيو، قائلة إنها تهدف إلى تدمير قدرات عدوها اللدود النووية. وأدت ضرباتها إلى مقتل مئات الإيرانيين وقيادات عسكرية عليا وإلحاق أضرار بمنشآت نووية وعسكرية.

وردت إيران على إسرائيل بإطلاق وابل من الصواريخ أودى بحياة 24 مدنيا ودمر مئات المباني. واستهدفت طهران مرارا تل أبيب، مركز إسرائيل الاقتصادي والتجاري والثقافي الذي يضم أيضا مواقع عسكرية قريبة من التجمعات السكنية.

ودخلت الولايات المتحدة الحرب في مطلع الأسبوع، إذ قصفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية رئيسية، مما أثار المخاوف من مزيد من التصعيد.

ويسكن منطقة تل أبيب الكبرى أربعة ملايين شخص من إجمالي سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين.

وقالت شتاينبرغر وبن آري وغيرهما من سكان رامات أفيف إنهم يريدون عودة السلام في أسرع وقت ممكن.

وأضافت شتاينبرغر: "أعتقد أنه لم يعد هناك هدف ولا جدوى من هذه الحرب، لذا آمل أن يوافق الإيرانيون على الحوار، وأن يكون هناك أخيرا وقف إطلاق نار بين إيران (وإسرائيل)، وبالطبع بين غزة وإسرائيل".

مبنى مدمر في تل ابيب جراء قصف ايراني (ا ف ب)