
أقر رئيس الأركان الإسرائيلي المستقيل هرتسي هاليفي بتحمله "المسؤولية كاملة عن فشل الجيش في الدفاع عن مواطنينا في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023".
وقال هاليفي في في كلمة متلفزة بعد ساعات على إعلان استقالته إن "هدف الجيش حماية المواطنين وفشلنا في ذلك ومسؤوليتي عن الفشل سأحملها معي طيلة حياتي"، مضيفا: "إعادة المختطفين أحد أهم أهداف الحرب في غزة".
وأعلن أن الجيش قتل نحو "20 ألف عنصر من حماس" خلال الحرب في قطاع غزة التي اندلعت قبل أكثر من 15 شهرا.
وأكد هاليفي: "الجناح المسلح لحماس تضرر بشكل كبير"، مضيفا أن إسرائيل قتلت كبار قادة الحركة و"نحو 20 ألف عنصر من حماس".
كما قال أن "غالبية قادة حزب الله تم اغتيالهم وعلى رأسهم حسن نصر الله وقتلنا 4000 من عناصر الحزب".
وفي وقت سابق اليوم، أعلن هاليفي تقديم استقالته على أن تدخل حيز التنفيذ بدءا من 6 آذار/ مارس المقبل.
وجاء في رسالة هاليفي: "أبلغت وزير الحرب استقالتي على ضوء الاعتراف بفشلنا في 7 أكتوبر"، مضيفا: "تكبدنا خسائر فادحة بالأرواح والحرب تركت جروحا وندوبا لدى كثير من جنودنا وعائلاتهم".
وكتب هاليفي أن "الجيش الإسرائيلي بادر ونفذ عملية تحقيق واسعة وغير مسبوقة خلال الحرب، بهدف التعلم والتحسن، وتعزيز القدرات القتالية والدفاعية، وكجزء من الالتزام تجاه عائلات الضحايا والأسرى وعائلاتهم والجمهور بأكمله."
وقال إن هذه تحقيقات حاسمة وحقيقية وشاملة وصلت إلى مراحلها النهائية، وقد أتاحت بالفعل استخلاص واستيعاب دروس مهمة في استخدام وبناء قوة الجيش الإسرائيلي".
اقرأ أيضاً: مسؤولون أمنيون سابقون في إسرائيل يطالبون بإجراء انتخابات "فورية" في البلاد
كاتس سيقابل المرشحين
إلى ذلك، قالت هيئة البث العبرية إن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس سيبدأ خلال الأيام المقبلة، بمقابلة المرشحين لمنصب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي القادم، وذلك بعد استقالة هيرتسي هاليفي.
ووفق الهيئة، قال كاتس: "سأختار أفضل مرشح للقيام بالمهمة".
وأضاف: "من الأهمية بمكان اختيار المرشح الأكثر ملاءمة لقيادة الجيش الإسرائيلي خلال هذه الفترة الصعبة، وأعتزم إجراء عملية منظمة وسريعة لاختيار المرشح لمنصب رئيس هيئة الأركان المقبل".
المرشح الأبرز لخلافة هاليفي
وبعد إعلان رئيس أركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي استقالته، وما تلاها من هزة في الجيش الاسرائيلي جراء تقديم قائد الجبهة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان استقالته وتوقع أن تكر سبحة الاستقالات في الجيش بين الجنرالات، يكثر الحديث عن احتمال تسلم الضابط الاسرائيلي إيال زمير رئاسة الأركان. من يكون؟
شغل إيال زمير منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي منذ كانون الأول/ديسمبر 2018.
وذكر موقع واللاه نيوز العبري أن "زامير صاحب خبرة قيادية واسعة في الضفة الغربية والجبهة الشمالية، وتنقل في مواقعه العسكرية القتالية من لواء المظليين إلى غولاني، حتى وصل إلى درجة قائد المنطقة الجنوبية، بعد انتهاء حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد في 2014، وهو من الداعين لفكرة إقامة الجدار التحت أرضي شرق قطاع غزة، وأنشأ وحدة عسكرية خاصة للكشف عن الأنفاق، والعثور عليها".
وزامير يعتبر أصغر أعضاء هيئة الأركان سنا، فهو لم يتجاوز 52 عاما، لكنه يحظى بثقة الكثير من المحيطين به، وبتقدير المستوى السياسي".
صحيفة يديعوت أحرونوت قالت إن "الفضل يعود إلى زامير في إقامة العائق المادي لمواجهة أنفاق حماس بكلفة مالية تقدر بأربعة مليار شيكل، ما يعادل 1.4 مليار دولار، على طول 64 كيلومترا على حدود قطاع غزة، وحتى الآن تم استكمال ثلث المسافة المطلوبة".
وأضافت أن "زامير أقام وحدة متخصصة من الخبراء بفرقة غزة أسماها "المقصلة"، التي لا تنتظر خروج المقاتلين الفلسطينيين من الأنفاق لاختراق التجمعات الاستيطانية الإسرائيلية المحاذية بغلاف غزة، وهي مزودة بإمكانيات تكنولوجية متقدمة، وقدرات استخبارية، ومعدات عملياتية، ونجحت حتى الآن في اكتشاف عشرة أنفاق تابعة لحماس والجهاد الإسلامي، حفر بعضها بعد انتهاء حرب غزة الأخيرة"
حول المنصب
ومنصب رئيس هيئة الأركان العامة هو أعلى منصب عسكري في الجيش الإسرائيلي، وغالبا ما يعتبر أحد أبرز الأدوار المؤثرة في تشكيل السياسات الأمنية والاستراتيجية لإسرائيل ويُعيَّن بقرار حكومي بناءً على توصية وزير الدفاع.
والمنصب يكون لمدة 3 سنوات تمدد لسنة واحدة فقط. وكان تولى هاليفي مهماته عام 2023 باعتباره الرئيس الـ23 للأركان.
ويُعتبر رئيس الأركان القائد الفعلي للجيش والمُنفذ الرئيسي لاستراتيجيات الحكومة الإسرائيلية في المجالات الأمنية والعسكرية. يحدد الخطط الاستراتيجية ويقود العمليات العسكرية الكبرى، مثل الحروب والعمليات الخاصة.
ويعمل كمستشار أمني لرئيس الوزراء ووزير الدفاع ويشارك في صنع قرارات الدولة الأمنية الأكثر حساسية.
أكثر من نصف رؤساء الأركان السابقين انخرطوا في السياسة بعد انتهاء خدمتهم العسكرية، وشغلوا مناصب رئيسية مثل رئيس الوزراء أو وزير الدفاع.