نتنياهو يفتعل الأزمات ويتّهم "حماس" بالتنصّل... الائتلاف أولى من عودة الأسرى

اسرائيليات 17-01-2025 | 07:15

نتنياهو يفتعل الأزمات ويتّهم "حماس" بالتنصّل... الائتلاف أولى من عودة الأسرى

لم يكن صعباً التأكد من صحة الأخبار والبيانات التي يضخها مكتب نتنياهو بين الفينة والأخرى، ويقف وراءها مدير مكتبه ومستشاروه، الكثير من الأخبار الوهمية والكاذبة، إذ يخترع أزمات ومطالب جديدة ويبحث عن الخلاص.
نتنياهو يفتعل الأزمات ويتّهم "حماس" بالتنصّل... الائتلاف أولى من عودة الأسرى
اسرائيليون متطرفون يقطعون طريقا في القدس احتجاجا على اتفاق وقف النار في غزة (أ ف ب)
Smaller Bigger

قبل أن يبدأ اجتماع المجلس الأمني-السياسي المصغر "الكابينيت" واجتماع الحكومة الإسرائيلية الموسع لإقرار اتفاق التبادل مع حركة "حماس"، تأجل كلّ شيء وبدأ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  إصدار البيانات التي تتهم الحركة بأنّها وضعت شروطاً جديدة في اللحظات الأخيرة.

 

وقال المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أمير  إيتينغر إن المعضلة تكمن إلى حد كبير في كيفية إرضاء زعيم حزب "الصهيونية الدينية" وزير المالية بتساليئيل سموتريتش وإعطائه ضمانة مسبقة بأن الجيش الإسرائيلي سيعود إلى القتال بعد الانتهاء من تطبيق المرحلة الأولى، وهو ما يتناقض ظاهرياً مع بنود الاتفاق الذي ينص على أنه ستكون هناك مفاوضات في شأن المرحلة الثانية ونهاية الحرب، ويبدو أن سموتيرتش غير راض عن الوعود التي يقدّمها له نتنياهو في الغرف المغلقة.

لم يكن صعباً التأكّد من صحة الأخبار والبيانات التي يضخّها مكتب نتنياهو بين الفينة والأخرى، ويقف وراءها مدير مكتبه ومستشاروه، الكثير من الأخبار الوهمية والكاذبة، إذ يخترع أزمات ومطالب جديدة ويبحث عن الخلاص، بعد أن نفى عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق الإشاعات ورد قائلاً: "حماس ملتزمة اتّفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الوسطاء".
 نتنياهو يشعر أنّه محاصر من الأميركيين، وتحديداً من الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي  نجح في أن يفعل ما لم يفعله سلفه جو بايدن الذي تهاون وترأف بنتنياهو وحكومته.  

ضغوط ترامب
 القناة 12 ذكّرت بأن ترامب كان أول من "أعلن رسمياً إنجاز الصفقة، حتى قبل أن يتم التوقيع عليها وإعلانها من جانب الوسطاء، وكتب بإسهاب عنها باعتبارها صفقة منتهية، الأمر الذي لم يترك أمام الحكومة الإسرائيلية مجالاً  كبيراً للندم".

 

وتابعت القناة أن "ترامب لا يريد الحروب، ودفع إلى إنجاز الاتفاق، وأراد أن تحدث لحظة يشبهه العالم فيها بـالرئيس الأسبق رونالد ريغان -المعجب به شخصياً- وأن يذكر اللحظة التي تم فيها إطلاق سراح 52 رهينة أميركية كانوا محتجزين في السفارة الأميركية في طهران بعد الثورة الإيرانية ولمدة 440 يوماً، بعد دقائق من أداء ريغان اليمين الدستورية في 20 كانون الثاني/يناير 1981.

 

وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن ترامب يدرك في الواقع أن لا إسرائيل ولا "حماس" ستتمكنان من التوصل إلى اتفاق أفضل من هذا، كما أنه يرى أن هناك فرصة عظيمة لإبرام اتفاق تطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وكان ينبغي إنجازه خلال ولايته الأولى. كما يهتمّ ترامب كثيراً بالفوز بجائزة نوبل للسلام عن الاتفاقات الإبراهيمية وإتمام التطبيع مع السعودية.
وخلصت القناة إلى أنه ليس سرّاً أن ترامب يؤمن بـ"السلام من خلال القوة"، فهو شعاره الذي كرره مبعوثه ستيف ويتكوف أكثر من مرة، وهناك الكثير من التهديدات لكنه في الواقع يريد السلام، كل هذه الأسباب مجتمعة جعلته يضغط على حماس وأيضاً على الحكومة الإسرائيلية".

 

دراما اللحظات الأخيرة

إلى ذلك، كتب الصحافي المعارض لنتنياهو بن كاسبيت في صحيفة "معاريف":"أمس شهدنا جميعاً الدراما المتوقعة في اللحظة الأخيرة، عندما أعلن المتحدث باسم نتنياهو عن أزمة مفاجئة في المحادثات، وترك الجميع في حالة من التوتر لمدة نصف ساعة أخرى، ثم أعلن أن "الأزمة تم حلها"،وقد رضخت "حماس" واستسلمت لشروط نتنياهو في ما يتعلق بمحور فيلادلفيا".
وأضاف كاسبيت:" في الواقع هذا لم يكن موجوداً وتم خلقه، كانت هذه خدعة شريرة أخرى من شركاء الإنتاج التابعين لبيبي، لإقناع بن غفير وسموتريتش بأننا فزنا حقاً في فيلادلفيا وبأن حماس انهارت حقاً. المشكلة هي أن تفاصيل الصفقة تم الكشف عنها لاحقاً، وليس هناك أي تناقضات فيها، ستخلي إسرائيل هذا المحور في اليوم الثاني والأربعين من الاتفاق، فلماذا يستحق هذا الحدث الذي يبدو هامشياً التغطية الإعلامية؟ ببساطة لأنه يوضح لنا مرة أخرى أن قوة الشر الحقيقة هي أن بعض خبراء العلاقات العامة الذين يحاولون إنقاذ جزء من تفويض نتنياهو من النار التي تحرق الوشاح، على استعداد لوضع عائلات الأسرى والمحتجزين في جحيم غير ضروري في آخر الطريق إلى الصفقة". 

 

ورأى كاسبيت أن "كل شيء مسموح به، كل شيء حلال، كل شيء ممكن عندما يتعلق الأمر بهؤلاء الأسرى. ستصل الزهور إلى ترامب، صنم اليمين الإسرائيلي، مخلص المستوطنين، الرجل الذي كانت القاعدة بأكملها تنتظره حتى نتمكن من الحصول على إذن رسمي لمواصلة حربنا (العادلة)، لكنه لم يفعل. العكس تماماً، إذ قلب الطاولة على نتنياهو، وأفواهه الفارغة، ويمينه المتطرف والمسيحاني، وعلى القناة 14، وعلى أحزاب اليمين. تماماً كما حدث مع الضم التاريخي لـ"يهودا والسامرة" الاسم التوراتي للضفة الغربية، والذي لم يحدث. لكن ليس من المؤكد حقاً أنه لو فازت كاميلا هاريس في الانتخابات الأميركية، لكان من الممكن التوصل إلى اتفاق اليوم لإعادة الأسرى والمحتجزين إلى عائلاتهم". 

 

 وخلص كاسبيت إلى القول: "نحن مضطرون للتعايش مع حقيقة مفادها أن محور فيلادلفيا لم يعد الأساس الذي يقوم عليه وجودنا، وأن ذلك الممر المائي بين جنوب قطاع غزة وشماله لا يستحق في واقع الأمر أرواح عشرات الناس. 

 

مئة مرة نقول أنه سيكون من المستحيل العودة إلى القتال إذا كان هناك وقف لإطلاق النار، وأن مليون فلسطيني سيعودون إلى شمال قطاع غزة".

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 11/22/2025 12:24:00 PM
حرّر محضر بالواقعة وتولّت النيابة العامة التحقيق.
اقتصاد وأعمال 11/20/2025 10:55:00 PM
الجديد في القرار أنه سيتيح للمستفيد من التعميم 158 الحصول على 800 دولار نقداً إضافة إلى 200 دولار عبر بطاقة الائتمان...
سياسة 11/20/2025 6:12:00 PM
الجيش اللبناني يوقف نوح زعيتر أحد أخطر تجّار المخدرات في لبنان
سياسة 11/22/2025 12:00:00 AM
نوّه عون بالدور المميّز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عموماً وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصاً، محيّياً ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطّة الأمنية والذين بلغ عددهم 12 شهيداً.