إيران: لا خطط حالیاً للتفاوض مع الأوروبیین

أعلن المتحدّث باسم الخارجية الإيرانيةإسماعيل بقائي، اليوم الإثنين، أنّه "في الوقت الراهن لا توجد لدینا أي خطط لإجراء مفاوضات جدیدة مع الأوروبيين. نحن نرکّز على دراسة تبعات وخلفیات إجراءات الدول الأوروبیة الثلاث والولایات المتحدة. ومن الطبیعي أن تستمرّ الاتّصالات الدبلوماسیة بالمعنى العام لتبادل وجهات النظر..
وعن تفعیل "آلیة الزناد"، قال: "إن موقف الدول الأوروبیة الثلاث، ولا سیما خلال الأشهر الثلاثة الماضیة، کان موقفاً غیر مسؤول ومدمّراً. فقد استغلّوا عملیاً آلیة تسویة الخلافات لفرض مطالب الولایات المتحدة. الشروط الثلاثة التي وضعها الأوروبیون کانت غیر منطقیة، ورغم ذلك قرّرنا الدخول فی حوار مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة. وقد توصّلنا إلى تفاهم لتأسیس آلیة جدیدة للتعاون نالت رضا الوکالة، لكنّهم رفضوها لاحقاً، ثم طُرحت مسائل أخرى".
وتابع: "إن شروط الدول الأوروبیة الثلاث للدخول في حوار مع أميركا کانت غیر منطقیة، کما أنّها لم تُظهر نفسها کطرف یمتلك الإرادة السیاسیة المستقلة؛ ولذلك ستكون الظروف المقبلة مختلفة. نحن نؤمن بأن طریق الدبلوماسیة لا تُغلق أبداً، ومتى ما وجدنا أن الدبلوماسیة مثمرة فلن نتردّد في استخدامها، غیر أن الدول الأوروبیة الثلاث أثبتت أن الدبلوماسیة معها غیر مجدیة".
وأوضح بقائي بأن "إیران لا تعتبر أن مجلس الأمن قد اتّخذ أي قرار جدید"، مشیراً إلى أن "ما حدث هو مجرّد تحرّك من الدول الأوروبیة الثلاث لإعادة العمل بقرارات العقوبات السابقة"، وقال: "لقد أبلغنا الأمین العام بموقفنا هذا، ونؤکّد أن قرارات مجلس الأمن المتعلّقة بالملف النووي الإیراني ستنتهي في موعدها المقرّر فی (18 تشرین الأول/أکتوبر)، والإجراء الأوروبي یفتقر إلى الأساس القانوني بل ویسبّب ارتباکاً على الصعید الحقوقي".
وأردف: "لیس واضحاً ما الذي تمت إعادته فعلاً. ویبدو أن هذا التحرّك الأوروبي مجرّد عنادٍ استجابةً لمطالب أميركا، من دون مراعاة مصالح أوروبا نفسها. ونعتقد أن ما قامت به الأمانة العامة للأمم المتحدة لا یمتلك أي شرعیة قانونیة، کما أن موقف إیران یحظى بدعم واضح من روسیا والصین، اللتین أکّدتا صراحة عدم قانونیة الإجراء الأوروبي. وقد سجّلنا اعتراضنا رسمیاً، ونرى أن خطوة الدول الأوروبیة الثلاث لا تُنشئ أي التزام على الحکومات، ونتوقّع من الدول الأخرى أن تمتنع عن الالتزام بهذا الإجراء غیر القانوني".
ملف السجناء
إلى ذلك، لفت بقائي إلى أن طهران تبحث في إطلاق سراح فرنسيين اثنين معتقلين منذ أيار/مايو 2022 مقابل إيرانية محتجزة في فرنسا.
وأضاف أن باريس لم تبلغ طهران مطلقاً بأسباب احتجاز مهدية إسفندياري، وهي طالبة إيرانية تعيش في مدينة ليون بفرنسا، كانت اعتقلت هذا العام بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي مناهضة لإسرائيل.
وتطرّق بقائي إلى قضیة السجناء الإیرانیین والفرنسیین قائلاً: "جرى توقیف مواطنین فرنسیین فی إیران بتهم محدّدة وواضحة، في حین أن اعتقال المواطنة الإیرانیة في فرنسا جاء بشکل غیر قانوني ولم تقدَّم لنا أي مبررات بشأنه".
وأضاف: "نحن نتابع قضیة إسفندیاري باعتبارها من مسؤولیاتنا القانونیة، وقد التقى بها السفیر الإیراني قبل نحو 10 أیام. وما زال ملفها قید التحقیق. ومن أجل تهیئة الظروف المناسبة، نعمل على تسهیل إطلاق سراح السجینین الفرنسیین مقابل إطلاق سراح إسفندیاري، ونتمنّى أن یتم ذلك قریباً عبر القنوات المختصّة".
عن غزة...
وعن مفاوضات غزة، رأى المتحدّث الإيراني أن "على الرغم من الادّعاءات المتعلّقة بإرساء السلام، فإن الفلسطینیین الأبریاء ما زالوا عرضة للقتل، سواء بالقصف أو بسبب المجاعة المفروضة علیهم. ووفقاً للإحصاءات خلال العامین الماضیین، قُتل نحو 80 ألف إنسان بريء وجُرح ضعف هذا العدد".
وأضاف: "من المؤسف أن مجلس الأمن یقف عاجزاً عن اتخاذ أي إجراء لوقف هذه الإبادة الجماعیة، بسبب الدعم الأميركي الشامل لإسرائیل. کما أن اعتقال ما یقرب من 500 من نشطاء أسطول الصمود یُعدّ بحد ذاته عملاً إرهابیاً وجریمة حرب تهدف إلى ضمان استمرار هذه الإبادة الجماعیة الممنهجة".