ايران 01-10-2025 | 06:00

إسرائيل وإيران على شفا مواجهة عسكرية... هل تندلع حرب ثانية؟

تركز إيران الآن على تحديث ترسانتها الصاروخية وتعزيز دفاعاتها، مع تجارب شبه يومية للصواريخ، والتأكيد على استعدادها لضرب استباقي إذا شعرت بأن إسرائيل ستهاجم
إسرائيل وإيران على شفا مواجهة عسكرية... هل تندلع حرب ثانية؟
أضرار لحقت بمنازل سكنية عقب هجوم صاروخي من إيران على إسرائيل، في تل أبيب، في 16 حزيران 2025، (رويترز).
Smaller Bigger

أفادت وسائل إعلام اسرائيلية بأن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط تشير إلى أن  إسرائيل وإيران تتجهان نحو مسار تصادمي جديد، قد يكون أشد تدميراً وعنفاً من النزاعات السابقة.
وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم" في تقرير لها إن وصول الجهود الديبلوماسية إلى طريق مسدود يعزز احتمال اندلاع حرب جديدة، فيما يجب على إسرائيل ألا تستهين بالقوة المستترة للجمهورية الإسلامية، التي أثبتت على مر التاريخ الحديث أنها أكثر صلابة مما يعتقد الكثيرون. وذكرت الصحيفة أنه لا ينبغي الاستهانة بإيران خصوصاً مع وصول المفاوضات النووية إلى طريق مسدود، وإعادة فرض العقوبات عليها، حيث تبدو إيران أقل خوفاً من حرب جديدة، ويعتقد قادتها أنهم قادرون على تحقيق مكاسب إضافية.
وتركز إيران الآن على تحديث ترسانتها الصاروخية وتعزيز دفاعاتها، مع تجارب شبه يومية للصواريخ، والتأكيد على استعدادها لضرب استباقي إذا شعرت بأن إسرائيل ستهاجم.  كما تتطلع طهران للحصول على أنظمة دفاع جوي متطورة من موسكو وبكين لتعويض الخسائر السابقة.
ويقول الكاتب والصحافي المختص بالشان الاسرائيلي نهاد أبو غوش لـ"النهار": "يبدو أن التصريحات بشأن استئناف الحرب بين إسرائيل وإيران جدية جداً، وهي لم تتوقف منذ نهاية حرب الـ12 يوماً في 24 حزيران/ يونيو الماضي، وذلك يعود لأسباب راهنة وتكتيكية، وكذلك لأسباب استراتيجية تتصل بنظرة إسرائيل إلى إيران كخطر وجودي على إسرائيل". 
ويضيف: "في المدى المباشر ، تشير التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية والأميركية على السواء إلى أن الضربات الإسرائيلية لإيران لم تنجح في القضاء على البرنامج النووي الإيراني، ربما أعاقته أو عطلته لأشهر أو سنوات قليلة ولكنها لم تقضِ عليه".

 

مبنى مدمر في إسرائيل جراء قصف إيراني (وكالات)
مبنى مدمر في إسرائيل جراء قصف إيراني (وكالات)

 

خلال عملية "الأسد الصاعد"، تمتعت إسرائيل بميزة المفاجأة، ونشرت قدرات متقدمة، ووجهت ضربات قاصمة، بدعم أميركي غير مسبوق. ولفتت الصحيفة إلى أن الجولة المقبلة قد تختلف تماماً، فاستعداد إيران على مستوى متقدم، وانشغال الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأزمات متعددة من فنزويلا إلى أوكرانيا، يجعل الدعم الأميركي لإسرائيل أقل وضوحاً.
وقد يضع الجمع بين الاستعداد الإيراني والشكوك حيال التدخل الأميركي تل أبيب أمام تحديات كبرى، مع احتمال انزلاق الصراع إلى حرب استنزاف طويلة، حيث قد تتحمل إسرائيل خسائر فادحة نتيجة عمق إيران الجغرافي وخبرتها العسكرية الطويلة.
ويقول المحلل العسكري رياض قهوجي لـ"النهار": "إيران جاهزة للحرب دائماً ولا تزال التهديدات موجودة، وبالتالي من الطبيعي أن تجهز نفسها لاحتمالية الحرب الثانية"، مشيراً إلى أن "مسؤولين إيرانيين يتوقعون أن إسرائيل تحضر لحرب ثانية، لذلك هي تستعد لهذه الاحتمالية تحديداً بموضوع الدفاع الجوي لأنه كان أكبر نقطة ضعف عندها". 
ويضيف قهوجي: "لا تحبذ إيران الدخول بحرب ويفضل الجيش الإيراني اليوم أن يتم حل الأمور دبلوماسياً لتجنب الحرب، ما يخوّله أن يعمل على نقاط ضعفه". 
ويلفت إلى أن خلال الحرب الأخيرة، لم يكن لإيران القدرة على الدفاع الجوي وبالتالي كان لإسرائيل السيطرة الجوية التامة والحرية بقصف أينما تشاء في إيران وما تشاء، ويرى أن إسرائيل "ستركز أكثر على الرد المضاد أي الصواريخ البالستية لأن طهران قد تعتمد آلية الاستنزاف، وتعمل على أن تكون قادرة على اختراق الدفاعات الإسرائيلية لقصف منشآتها وبالتالي الضغط عليها لوقف الحرب". 
ويفيد قهوجي بأن الجانب الإسرائيلي منذ انتهاء الحرب يعمل على تجديد مخزونه من الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية، مشيراً إلى أن المنظمة الأمنية الإسرائيلية أدخلت منظومة الليزر بشكل أكبر ضمن منظومة الدفاع ضد الصواريخ والمسيرات والتي طبعاً سيكون لها دور بأي حرب ثانية مع إيران.
وأفادت "إسرائيل هيوم" بأن الحرب الأخيرة علّمت إسرائيل أن النظام الإيراني أكثر صموداً مما يبدو، وعلى الصعيد النووي، لا يُتوقع أن تُلحق حملة عسكرية ضرراً دائماً بالقدرات الإيرانية، فالمعرفة والمواد المخزنة تتيح لطهران الاستمرار في برنامجها النووي إذا رغبت بذلك.
ويقول أبو غوش في هذا الصدد: "احتفظت إيران بكميات كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب، علاوة على احتفاظها بقدراتها الصاروخية، إلى جانب نفوذها الإقليمي وبخاصة على لبنان واليمن".
انهيار الديبلوماسية وإصرار إيران على استئناف برنامجها النووي واستعداد إسرائيل المعلن لهجوم جديد يرفع التوتر إلى أعلى المستويات. ومع تزايد التحضيرات العسكرية من الجانبين، تتضاءل فرص التهدئة، ما يضع الشرق الأوسط أمام سيناريوات قاتمة. فالحرب المقبلة، إن اندلعت، لن تكون كسابقاتها من حيث المدى والدمار.


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/29/2025 5:14:00 PM
"نحن أمام مشروع ضخم بحجم الطموح وبحجم الإيمان بالطاقات"
تحقيقات 9/30/2025 4:06:00 PM
تقول سيدة فلسطينية في شهادتها: "كان عليّ مجاراته لأنني كنت خائفة"... قبل أن يُجبرها على ممارسة الجنس!
ثقافة 9/28/2025 10:01:00 PM
"كانت امرأة مذهلة وصديقة نادرة وذات أهمّية كبيرة في حياتي"
اقتصاد وأعمال 9/30/2025 9:12:00 AM
كيف أصبحت أسعار المحروقات في لبنان اليوم؟