إيران تريد "الانتقام" من حرب حزيران... فهل تكون لها "جبهة إسناد لبنانية"؟
إيران تهدّد. وإسرائيل أيضاً وتتحرّك وتترقّب "الانتقام"! ما هو مؤكّد أن حرب 13 حزيران/يونيو لم تنتهِ. 12 يوماً من القتال خاضتها الدولتان إلّا أن نهايتها لم تأتِ بنتائج، على ما يبدو، تُرضي الطرفين.
بين التصريحات الإيرانية والإسرائيلية الحرب على أوجّها، تل أبيب تُبلغ واشنطن أنّها ستضرب إيران إذا استأنفت برنامجها النووي. أمّا في طهران النقاشات مكثّفة بين قادة سياسيين وأمنيين بشأن تنفيذ ضربة استباقية ردّاً على التهديدات المتكرّرة من تل أبيب.
كان واضحاً المسؤول السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) العقيد جاك نيريا في قوله: "ما من شك في أن جولة حربية أخرى ستحصل بين إسرائيل وإيران، ففي طهران بدأت فكرة الانتقام تنضج (...)". على أهمية هذا التحليل، ينقل الإعلام العبري في الآونة الأخيرة أن "انتقام المرشد الأعلى علي خامنئي يقترب".
من الديبلوماسية إلى العسكر، إيران تهدّد. الموقف نفسه: في حال شنّت إسرائيل هجوماً جديداً علينا ستتلقّى ضربة أشد قسوة، مع التشديد على أن في حرب الـ12 يوماً لم تستخدم القوّات الإيرانية أسلحتها المتطوّرة إلّا أن في هذه الجولة قواعد اللعبة ستتغيّر.
حتّى في الصحف، لا يغيب الحديث عن هذا الطرح، باعتبار أن "إيران تملك فرصة إبقاء خيار الضربة الاستباقية مطروحاً كوسيلة ردع".
ووفق تقرير إسرائيلي في صحيفة "يسرائيل هيوم"، حذّرت صحيفة "وطن إمروز" الإيرانية من أن "إسرائيل تعد لهجوم جديد، ودعت الحكومة إلى توجيه ضربة استباقية قبل ساعات أو حتى ساعة واحدة فقط من بدء الهجوم الإسرائيلي"، وقالت: "إيران لم توافق رسمياً على وقف إطلاق النار، وإّنما علّقت هجماتها فقط شرط توقف الهجمات الإسرائيلية، ما يرفع مخاطر سوء التقدير والتصعيد المفاجئ".
التهديدات الإسرائيلية أمام هذا المشهد: وزير الدفاع يسرائيل كاتس يهدّد خامنئي. رئيس الأركان إيال زامير يهدّد بشن هجوم جديد. فيما تعتبر مصادر أمنية في تل أبيب أن "إسرائيل لم تعد تؤمن بانتظار العدو حتى يضربها، تدرس إمكانية القيام بضربة استباقية قاسية لإيران". فمن سيسبق: الإيراني أو الإسرائيلي؟ وماذا ستكون النتائج هذه المرّة؟

إيران وأركان النظام...
يوضح الخبير العسكري رياض قهوجي أن "انضمام حزب الله في أي ضربة إيرانية على إسرائيل غير واردة حالياً، لأن الحزب في موقع آخر. إن فتح الجبهة اللبنانية لمصلحة إيران دفاعاً أو هجوماً تُنهيه شيعياً. ففي هذه المرحلة، هناك جهد كبير لإظهار دوره وحاجة السلاح بأنّها لسلامة الشيعة في لبنان. وكما هو واضح الآن، هناك انقسام داخل الطائفة الشيعية بشأن الحزب وسلاحه. فالمشاركة في أي هجوم تُنهي سردية السلاح لحماية الشيعة ولبنان. إلى ذلك، فإنّ مشروع وحدة الساحات فشل فشلاً ذريعاً".
لا يربط قهوجي، في حديث لـ"النهار"، هجوم إيران، في حال حصل، بالاتّفاق الأمني الذي من الممكن أن توقّعه إسرائيل وسوريا، ويقول: "إن مشروع إنجاح نظام الرئيس السوري أحمد الشرع من قبل أطراف إقليمية ودولية هو لإبقاء الطريق مقطوعاً أمام إيران باتجاه حزب الله، وهذا في المقابل هدف أساسي من قبل الجانب الإيراني وحلفائه لإسقاطه وإفشال هذه المهمّة. أمّا المفاوضات السورية الإسرائيلية فلها أهدافها الخاصّة".
ويرى قهوجي أن "تفعيل آلية العقوبات الدولية (سناب باك) هو ضغط اقتصادي دولي سيزيد من مشاغل إيران الاقتصادية والضغط على داخلها، ما يجعل أي حرب مقبلة إسرائيلية على إيران تساهم في إسقاط نظامها لأن الضغط الاقتصادي مع التصعيد العسكري يؤثّر على أركان النظام الإيراني بشكل كبير جدّاً"، متابعاً: "اليوم، التهديدات جدّية من قبل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بإعادة سناب باك نظراً لعدم تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومخالفتها الاتّفاق الموقّع عام 2015".
وعن الضوء الأخضر الأميركي لإسرائيل، يعتبر قهوجي أن هذا القرار يأتي عندما يقرّر الأميركي أن المفاوضات فاشلة مع إيران ولن تؤدّي إلى نتائج، بالتالي يجب توجيه ضربة أخرى لها، متوقّعاً أن تكون الضربة المقبلة إسرائيلية فقط وستحدث عندما يصبح الإسرائيلي جاهزاً بقدرات جديدة بعد سد الثغرات التي وجدها في الدفاع مع بنك أهداف جديد. كل الخطوات مرهونة بالتوقيت والجهوزية لأي جولة حرب مقبلة.
انتقام إيران تحت المراقبة. فهل تكون المبادِرة وجاهزة لهذا السيناريو وتداعياته؟
نبض