فريق مفتّشي الطاقة الذرية يغادر إيران... برّاً

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الجمعة أن فريقاً من مفتّشيها غادر إيران بسلام عائداً إلى مقرّها في فيينا بعد أن ظل في طهران طول مدّة الحرب مع إسرائيل.
وأكّد المدير العام للوكالة رافائيل جروسي عبر "إكس": "شدّدنا على الأهمية البالغة لأن تناقش الوكالة مع إيران سبل استئناف أنشطة المراقبة والتحقّق الضرورية فيها بأقرب وقت ممكن".
إلى ذلك، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة أن الوكالة الدولية أخرجت مفتّشيها من إيران بسبب مخاوف تتعلّق بالسلامة.
وقالت: "تم إيواء المفتّشين في طهران ولم يتمكّنوا من زيارة المواقع النووية منذ هجوم إسرائيل".
وأوضح مصدران للصحيفة أن "فريق المفتشين غادر إيران اليوم برّاً رغم استئناف الرحلات من المطارات الرئيسية".
ولفتت الصحيفة الأميركية أن "سحب الوكالة الدولية للطاقة الذرية مفتيشها من إيران أدّى لقطع العلاقة بين الوكالة وطهران".
وكانت إيران قد ابلغت الوكالة الدولية تعليق العمل معها بعد الضربات الإسرائيلية على طهران.
وتوعّدت إيران بمحاسبة غروسي، معتبرة أن التقرير الذي أصدرته الوكالة قبل أيام من الحرب كان أحد دوافع الهجمات الإسرائيلية.
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس الخميس إن إيران لا تزال ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي.
وأدت الضربات العسكرية التي شنّتها الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تدمير مواقع تخصيب اليورانيوم الثلاثة في إيران أو إلحاق أضرار جسيمة بها. لكن لم يتضح بعد مصير الجزء الأكبر من المخزون الإيراني الذي يبلغ تسعة أطنان من اليورانيوم المخصب، ولا سيما ما يزيد على 400 كيلوغرام جرى تخصيبها حتى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهي نسبة قريبة من درجة التخصيب اللازمة لصنع سلاح نووي.
ويشير معيار الوكالة الدولية إلى أن هذه الكمية تكفي، إذا ما جرى تخصيبها بدرجة أعلى، لصنع تسعة أسلحة نووية.
وتصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي بالكامل، لكن القوى الغربية تؤكّد أنّه لا يوجد مبرّر مدني لتخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى، وتقول الوكالة إن أي دولة وصلت إلى هذا الحد من التخصيب انتهى بها الأمر إلى تطوير قنبلة نووية.
وبوصفها من الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي، يُفترض أن تقدّم إيران تقارير عن اليورانيوم المخصب لديها والذي يخضع عادة لرقابة صارمة من قبل الوكالة، وهي الجهة المسؤولة عن تنفيذ المعاهدة والتحقق من التزامات الدول الأعضاء.
لكن قصف المنشآت الإيرانية عكر الآن صفو المشهد بأكمله.
وقال غروسي خلال مؤتمر صحافي في فيينا الأسبوع الماضي "لا يمكننا تحمّل... وقف نظام التفتيش".