ما هي حصيلة استهداف إسرائيل منشآت النفط والغاز الإيرانية حتى الآن؟

دمّرت موجة الهجمات الأخيرة التي شنّتها إسرائيل على إيران المستودع الرئيسي للغاز في طهران ومصفاة النفط المركزية في مناطق متفرقة من العاصمة، مما أدى إلى تصاعد الدخان والنيران في سماء المدينة فجر الأحد.
"شهران"
وقالت وزارة النفط الإيرانية إن مستودع "شهران" للوقود والبنزين، الذي يضم ما لا يقل عن 11 خزاناً للتخزين، تعرّض لقصف مباشر وتحوّل إلى كتلة من اللهب أثناء الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ ليل السبت.
ويقع "شهران" في حيّ راقٍ مليء بالأبراج الفاخرة.
"شهر ري"
وفي منطقة أخرى جنوب العاصمة، تعرّضت "شهر ري"، وهي إحدى أكبر مصافي النفط في البلاد، لضربة جوية أيضاً، بحسب وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.
ويمثّل استهداف إسرائيل منشآت الطاقة الإيرانية التي تعد مصدراً حيوياً للاستهلاك المحلي، تصعيداً كبيراً في حملتها العسكرية ضد طهران.
حقل "بارس الجنوبي"
كذلك قصفت إسرائيل السبت موقعين أساسيين للطاقة في إيران، من ضمنها جزء من حقل "بارس" الجنوبي للغاز، أحد أكبر حقول الغاز في العالم والمصدر الأساسي لإنتاج الطاقة في إيران.
استهداف "قلب صناعة الغاز الإيراني"
وفي أول ضربة للبنية التحتية للطاقة، أعلنت وسائل إعلام إيرانية أن إسرائيل استهدفت منشآت حقل بارس الجنوبي للغاز في ميناء كنغان في محافظة بوشهر، والذي يعد الحقل الأكبر جنوب إيران.
وذكرت أن طائرة مسيّرة انتحارية إسرائيلية أصابت أحد مصافي المرحلة الرابعة عشرة في حقل بارس الجنوبي.
قلب صناعة الغاز الإيراني
ويُعد حقل "بارس الجنوبي" بمثابة القلب النابض لصناعة الغاز في إيران، فهو الجزء الذي يقع ضمن المياه الإقليمية الإيرانية من أكبر حقول غاز طبيعي في العالم، والذي تتقاسمه طهران والدوحة.
وفقاً لوكالة الطاقة الدولية IEA، يحتوي الحقل على ما يُقدر بـ 1800 تريليون قدم مكعب (51 تريليون متر مكعب) من الغاز الطبيعي في الموقع وحوالي 50 مليار برميل (7.9 مليار متر مكعب) من مكثفات الغاز الطبيعي.
ويمتلك الحقل احتياطيات قابلة للاستخراج تعادل تقريباً احتياطيات جميع الحقول الأخرى مجتمعة، وله تأثير جيوستراتيجي كبير.
ويُعتبر الحقل أكبر تجمع للهيدروكربونات التقليدية في العالم.
يعادل احتياطي الغاز القابل للاستخراج في الحقل حوالي 215 مليار برميل (34.2 مليار متر مكعب) من النفط، كما يحتوي على حوالي 16 مليار برميل (2.5 مليار متر مكعب) من المكثفات القابلة للاستخراج، أي ما يعادل حوالي 230 مليار برميل (37 مليار متر مكعب) من الهيدروكربونات القابلة للاستخراج المكافئة للنفط.
ويبلغ معدل استخلاص الغاز في الحقل حوالي 70%، أي ما يعادل حوالي 1,260 تريليون قدم مكعب (36×1012 متر مكعب) من إجمالي احتياطيات الغاز القابلة للاستخراج، وهو ما يمثل حوالي 19% من احتياطيات الغاز العالمية القابلة للاستخراج.
36 % من احتياطيات الغاز
تشير تقديرات القسم الإيراني إلى وجود 500 تريليون قدم مكعب (14×1012 متر مكعب) من الغاز الطبيعي في الموقع، وحوالي 360 تريليون قدم مكعب (10×1012 متر مكعب) من الغاز القابل للاستخراج، وهو ما يمثل 36% من إجمالي احتياطيات الغاز الإيرانية المؤكدة، و5.6% من احتياطيات الغاز العالمية المؤكدة.
وبدأت إسرائيل فجر الجمعة، هجوماً واسعاً على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وقال عبدالله باباخاني، خبير في قطاع الطاقة الإيراني مقيم في ألمانيا لـ"نيويورك تايمز": "لقد دخلنا المرحلة الثانية من الحرب، وهي شديدة الخطورة والتدمير".
وبثت الانفجارات الهائلة التي استهدفت منشآت الوقود والطاقة في محيط العاصمة الرعب بين السكان.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن امرأة إيرانية تقطن قرب مستودع البنزين في شمال طهران، إن الجيران كانوا يتصلون ببعضهم البعض بذعر يسألون عمّا يجب فعله. وأضافت أن الانفجار كان عالياً لدرجة أن والدتها فقدت وعيها، وأن زوجها بات قلقا من نقص في الوقود والبنزين بعد الهجوم.
وأضافت: "إسرائيل تقصف في كل اتجاه، ليست الأهداف عسكرية فقط". كما أعربت عن غضبها من الحكومة الإيرانية لعدم تقديمها أي إرشادات أو ملاجئ للمدنيين العالقين وسط تبادل النار.
وقال حميد حسيني، عضو لجنة الطاقة في غرفة تجارة إيران، إن البلدية ناقشت منذ سنوات نقل مستودع شهران من المنطقة السكنية في شمال طهران، خوفا من أن يؤدي أي هجوم أو حادث إلى كارثة.
وبحسب مسؤول في وزارة النفط، أدّى الهجوم إلى سلسلة انفجارات ضخمة، إذ كانت الخزانات تنفجر واحدة تلو الأخرى، ما شكّل تهديدا كبيرا للأحياء السكنية المجاورة.
وأشار المسؤول إلى أن المستودع يستقبل حوالي 8 ملايين ليتر من البنزين يوميا، ويكفي لتغطية احتياجات طهران من الوقود لثلاثة أيام تقريبا.
إقرأ أيضاً- بالفيديو - حريق هائل في طهران إثر هجمات إسرائيلية استهدفت منشأة نفطية