حصيلة جديدة للضحايا انفجار الميناء... إيران: الحادث لا علاقة له بأنشطة قطاع الدفاع (صور)

ارتفعت حصيلة القتلى جراء الانفجار الضخم الذي وقع في أكبر ميناء تجاري في إيران السبت، فيما تمت السيطرة على الحريق المندلع في المكان من دون إخماده حتى الآن، في وقت لا تزال أسباب الانفجار غير معروفة وتتجدّد النيران بين الحين والآخر.
وأفاد الهلال الأحمر الإيراني بارتفاع حصيلة الضحايا إلى 28. وقال مدير الهلال الأحمر الإيراني بيرحسين كوليفاند في مقطع فيديو نُشر على موقع الحكومة الإلكتروني "للأسف، قُتل 28 شخصاً"، مشيراً إلى وجود "20 شخصاً في العناية المركّزة".
كذلك، ذكر الهلال الأحمر في الحصيلة الجديدة، أنه أصيب أكثر من ألف شخص بجروح.
وذكر وزير الداخلية إسكندر مؤمني للتلفزيون الرسمي خلال زيارة لموقع الانفجار أن 80 بالمئة من الحريق الناجم عنه تم إخماده بحلول صباح اليوم الأحد، وستستمر جهود مكافحة النيران لبضع ساعات أخرى.
وقالت منظّمة إدارة الأزمات الإيرانية إن من بين 752 شخصاً تلقوا العلاج لإصاباتهم، لا يزال 190 شخصاً يتلقّون العلاج في المراكز الطبية.
وحصل الانفجار الذي سُمع دويه على بعد عشرات الكيلومترات، السبت قرابة الظهر (8,30 بتوقيت غرينتش) على رصيف ميناء الشهيد رجائي، حيث تمر 85 في المئة من البضائع الإيرانية.
ويقع الميناء على مسافة نحو 23 كيلومتراً غرب بندر عباس، وعلى مضيق هرمز الذي يمر عبره خُمس إنتاج النفط العالمي.
وأوردت وكالة "إرنا" الرسمية أنه "أكبر وأكثر موانئ الحاويات في إيران تطوراً ويضم 12 رصيف حاويات و30 رافعة وأنواع التجهيزات المتطورة، ويؤدي دورا محوريا في الاقتصاد البحري للبلاد".
ونقلت وكالة "تسنيم" عن رئيس السلطة القضائية في محافظة هرمزكان (جنوب) مجتبى قهرماني حيث يقع الميناء، قوله "قُتل 25 شخصاً على الأقل"، بينما أفاد التلفزيون الرسمي في حصيلة سابقة عن مقتل 18 شخصاً وإصابة 800 آخرين بجروح.
واستؤنفت أيضاً بعض العمليات في أجزاء من قطاع الشهيد رجائي التي لم تتأثّر بالحريق أو تتضرّر.
وأمر الرئيس مسعود بزشكيان بإجراء تحقيق في أسباب الكارثة.
ونقل الإعلام الرسمي عن هيئة الجمارك في الجمهورية الإسلامية أن "الانفجار وقع على الأرجح بسبب تخزين مواد خطرة ومواد كيميائية في منطقة الميناء".
بدوره، رفض المتحدّث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني ابراهيم رضائي الشائعات بشأن الأصل العسكري للانفجار قائلاً: "وفقاً للتقارير الأولية، فإن ما اشتعلت فيه النيران في حادث ميناء الشهيد رجائي ليس له صلة بقطاع الدفاع في البلاد".
من جانبها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدر مرتبط بالحرس الثوري، طلب عدم كشف هويته لأسباب أمنية، قوله إنّ الانفجار نجم عن مادة بيركلورات الصوديوم، وهي مادة تدخل في تركيبة الوقود الصلب للصواريخ.
حداد لثلاثة أيام
وتشارك في إخماد الحريق طائرات قاذفة للمياه ومروحيات بينما يستخدم عناصر الإطفاء على الأرض خراطيم مياه ضخمة.
وقال مسؤول جهاز الطوارئ في المحافظة مهرداد حسن زاده إن "المدارس والمكاتب والجامعات في بندر عباس ستغلق الأحد".
وحثّت وزارة الصحة في بيان، السكان على البقاء في منازلهم "حتى إشعار آخر" ووضع كمامات إذا كانوا مضطرّين للخروج.
كذلك، أُطلق نداء للتبرّع بالدم.
وأعلنت السلطات في محافظة هرمزكان الحداد ثلاثة أيام اعتباراً من الأحد.
ولم يُعرف فورا عدد الموظفين الذين كانوا في الميناء لحظة وقوع الانفجار السبت، وهو أول يوم عمل في الأسبوع في الجمهورية الإسلامية.
شاحنات تحوّلت إلى حطام
وأظهرت صور نشرتها وكالة "إرنا"، مسعفون يتوجّهون إلى مكان الحادث، بينما غطّت بقع دماء إحدى السيارات التي دفعها عصف الانفجار إلى الاصطدام بشاحنة.
وكان عصف الانفجار شديدا لدرجة أنه أطاح بصف من الشاحنات التي تحولت إلى حطام، بحسب صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي صور أخرى ملتقطة جوّاً، بدا الدخان الأسود كثيفاً في ما يُعتبر مؤشراً على اندلاع حرائق في مواقع عدّة.
وأكدت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع المشتقات النفطية أن الانفجار "ليست له علاقة بالمصافي أو خزانات الوقود أو أنابيب النفط المرتبطة بالشركة في تلك المنطقة".
ووقع الانفجار في وقت اختتمت الوفود الإيرانية والأميركية جولة ثالثة من المفاوضات في سلطنة عمان بشأن البرنامج النووي الإيراني، بعد مناقشات سابقة وصفها البلدان بأنها بنّاءة.
وأشارت وكالة "فارس" إلى أن دوي الانفجار سُمع على مسافة 50 كيلومترا من موقع الميناء، ونقلت عن شهود قولهم إن الأرض اهتزت جراء شدته.
وذكرت وكالة "تسنيم" أن "قوة موجة الانفجار كانت شديدة لدرجة أنها دمرت بالكامل مبنى إداريا قرب موقع الانفجار وسحقت العديد من السيارات في المنطقة".
ولم تشر السلطات الإيرانية إلى احتمال أن يكون الانفجار ناجماً عن عمل تخريبي.
ومنذ سنوات، تشنّ إسرائيل حربا خفية على إيران لمواجهة نفوذها الإقليمي، في وقت تشتبه فيه بأنّ طهران تسعى للحصول على السلاح النووي.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية ذكرت أنّ إسرائيل نفذت في أيار/مايو 2020 هجوما إلكترونيا على ميناء الشهيد رجائي.
وقدمت وزارة الخارجية السعودية تعازيها بضحايا الانفجار مبدية "استعدادها لتقديم أي عون".
وجاء في بيان للخارجية الإماراتية أن أبوظبي تبدي "تضامنها وصادق تعازيها في انفجار ميناء بندر عباس"، مقدمة "خالص التعازي والمواساة لجمهورية إيران الإسلامية وشعبها الجار ولأهالي ضحايا هذا المصاب الأليم".
من جهتها عبّرت حركة "حماس" في بيان عن "تضامنها الكامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قيادةً وحكومة وشعبا، في أعقاب الانفجار المؤسف".
وفي حين أن الحوادث والحرائق في المصانع والمعامل ليست أمرا غير معتاد في إيران، إلا أن وقوع انفجار بهذا الحجم يبقى أمرا نادر الحدوث.
ومطلع نيسان/أبريل، قتل سبعة أشخاص جراء تسرب للغاز في منجم للفحم في محافظة سمنان شرق طهران.
وفي أيلول/سبتمبر، أدى انفجار في منجم للفحم في طبس في محافظة خراسان الجنوبية، إلى مقتل أكثر من 50 شخصا.
وفي 2017، قُتل 43 عاملاً في انفجار في منجم في مدينة آزادشهر بشمال إيران، ما أثار موجة غضب ضد السلطات.