الخارجية الإيرانية: كلام ماكرون عن دور طهران في الشرق الأوسط "تكهّنات"

دعت وزارة الخارجية الإيرانية باريس إلى مراجعة نهجها "غير البناء" قبل أيام قليلة من عقد طهران جولة جديدة من المحادثات بشأن برنامجها النووي مع الدول الأوروبية الكبرى.
وأكدت إيران الأربعاء أن كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أن طهران تشكل التحدي الأمني والاستراتيجي الرئيسي في الشرق الأوسط، "لا أساس له".
ووصف الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي هذا الكلام بأن "لا أساس له ومتناقض ويستند إلى تكهنات".
ودعا المتحدث فرنسا إلى "إعادة النظر في مقارباتها غير البناءة حيال السلام والاستقرار" في المنطقة.
ورأى كذلك أن تصريحات ماكرون حول الملف النووي الإيراني "مخادعة"، مؤكدا أن البرنامج الإيراني "سلمي ويندرج في إطار القانون الدولي".
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على إكس اليوم الأربعاء: "الادعاءات الكاذبة التي تسوقها حكومة رفضت نفسها الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي ولعبت دورا رئيسيا في حيازة (إسرائيل) للأسلحة النووية خادعة ومبالغ فيها".
ومن المقرّر أن يعقد دبلوماسيون فرنسيون وألمان وبريطانيون اجتماع متابعة مع نظرائهم الإيرانيين في 13 كانون الثاني (يناير) بعد اجتماع انعقد في تشرين الثاني (نوفمبر) لمناقشة إمكان إجراء مفاوضات جادة في الأشهر المقبلة لنزع فتيل التوتر مع طهران، قبيل عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني (يناير).
وكانت فرنسا وألمانيا وبريطانيا من الدول الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015 والذي وافقت فيه إيران على الحد من تخصيب اليورانيوم، الذي يعتبره الغرب جهدا مستترا لتطوير القدرة على صنع أسلحة نووية، في مقابل رفع العقوبات الدولية.
وكان ماكرون قال الثلاثاء أمام السفراء الفرنسيين في الأليزيه "إيران هي التحدي الإستراتيجي والأمني الرئيسي لفرنسا والأوروبيين والمنطقة بكاملها وأبعد من ذلك بكثير".
وحذر من أن "تسارع برنامجها النووي يقودنا إلى نقطة الانهيار" مشددا على أن موضوع إيران سيكون من الأولويات في الحوار الذي سيباشره مع الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترامب.
وتؤكد طهران أنّ برنامجها النووي مخصّص للأغراض المدنية فقط وتنفي أن تكون لديها أي نية بامتلاك أسلحة ذرية.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنّ إيران هي الدولة الوحيدة التي لا تملك أسلحة نووية وقامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، القريبة من نسبة 90 في المئة اللازمة لصناعة سلاح نووي.
وتصاعدت التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني بعدما انسحبت واشنطن، خلال ولاية ترامب الأولى، من جانب واحد من الاتفاق النووي الذي نصّ على تخفيف العقوبات الغربية على طهران في مقابل الحد من طموحاتها النووية.