خطّة بريطانية لحماية القواعد العسكرية من خرق المسيّرات

ذكرت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن وزير الدفاع البريطاني جون هيلي يعتزم إعلان خطّة جديدة لحماية المواقع العسكرية الحسّاسة.
وستتضمّن تفويضاً للجنود بإسقاط الطائرات المسيّرة المجهولة التي تشكّل تهديداً مباشراً، وسط اتّهامات متزايدة موجّهة إلى روسيا باستخدامها للمسيّرات في أجواء القارة الأوروبية.
ووفقاً للصحيفة، تهدف الخطّة الجديدة إلى تبسيط الإجراءات البيروقراطية التي تعوق قدرة الجيش على التعامل مع الطائرات المسيّرة المجهولة، ما يتيح اتخاذ إجراءات أكثر حسماً.
وأشارت إلى أن السلطات العسكرية البريطانية كانت قد رصدت العام الماضي طائرات مسيّرة مجهولة في 4 قواعد جوّية تستخدمها القوّات الأميركية، ما دفع إلى نشر 60 جندياً بريطانياً لحمايتها.
وتستخدم القوّات الأميركية قواعد "لاكنهيث" و"ميلدنهال" بمقاطعة سوفولك في شرق بريطانيا، و"فيلتويل" في نورفولك، و"فيرفورد" في جلوسترشاير بجنوب غرب البلاد.
بحسب "التلغراف"، ستطبّق الصلاحيات الجديدة مبدئياً في المواقع العسكرية فقط، لكن الحكومة البريطانية لا تستبعد توسيعها لتشمل مواقع أخرى مثل المطارات.
مخاوف أوروبية
إلى ذلك، ذكرت أن وزير الدفاع سيعلن أن بلاده "تعمل على وضع تشريعات جديدة في قانون القوّات المسلّحة تسمح بإسقاط أي طائرة مسيّرة مجهولة تحلق فوق المواقع العسكرية".
تتهم دول في الاتحاد الأوروبي موسكو بالمسؤولية عن اختراقات جوية متكرّرة، كان أبرزها دخول 19 طائرة الأجواء البولندية الشهر الماضي، إلى جانب رصد مسيرات في الدنمارك والنروج وألمانيا.
ووفق الصحيفة البريطانية، سيحذّر وزير الدفاع خلال الخطاب السنوي للدفاع والأمن الذي ينظّمه اللورد مايور في لندن، من أن التهديد الروسي يتسع في جميع أنحاء أوروبا، ويقول: "في الشهر الماضي، رأينا 19 طائرة مسيّرة تعبر الحدود البولندية، وبعدها بأيّام انتهكت المقاتلات الروسية أجواء إستونيا، فيما شنّت موسكو حملة منظّمة للتأثير في انتخابات مولدوفا".
تزايد التهديدات
في السياق، أشارت "التلغراف" إلى أن تقديرات المخابرات الدفاعية البريطانية، المقرّر نشرها الإثنين، تؤكّد أن روسيا زادت بشكل كبير من استخدام الطائرات المسيّرة في هجماتها على أوكرانيا، رغم الجهود الجارية لإحلال السلام بقيادة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وذكرت الصحيفة أن روسيا أطلقت قرابة 5500 طائرة مسيّرة هجومية على أوكرانيا خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي وحده، فيما تجاوز عددها 3 آلاف طائرة منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
ولفتت إلى أن موسكو باتت قادرة على إنتاج 2700 طائرة من طراز "شاهد" شهرياً، وأكثر من مليون طائرة صغيرة تُستخدم في الهجمات على الخطوط الأمامية.
وفي مواجهة هذا التصعيد، نشرت بريطانيا خبراء من سلاح الجو الملكي في الدنمارك للمساعدة في مواجهة هجمات الطائرات المسيّرة التي استهدفت مطاراتها، فيما تستعد لإرسال خبراء عسكريين آخرين إلى مولدوفا لدعم قوّاتها في تطوير قدرات مكافحة المسيّرات.
تخطط المملكة المتحدة وأوكرانيا لبدء إنتاج مشترك لطائرات مسيّرة اعتراضية، بهدف التصدي لهجمات الطائرات المسيّرة من طراز "شاهد" التي تطلقها روسيا يومياً.
في الموزاة، أفادت "التلغراف" بأن مراجعة الدفاع الاستراتيجية البريطانية التي نُشرت في حزيران/يونيو، خصّصت مليار جنيه إسترليني (1.3 مليار دولار) لتطوير أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي الداخلية، إضافة إلى إنشاء قيادة جديدة للأمن السيبراني والحرب الإلكترونية، واستثمار 4 مليارات جنيه (5.3 مليار دولار) في أنظمة عسكرية ذاتية التشغيل خلال الدورة البرلمانية الحالية.