ترامب قد يُرسل صواريخ "توماهوك" إلى أوكرانيا... خطوة أميركية تُغيّر مسار الحرب؟

أوروبا 17-10-2025 | 06:52

ترامب قد يُرسل صواريخ "توماهوك" إلى أوكرانيا... خطوة أميركية تُغيّر مسار الحرب؟

صاروخ "توماهوك" هو السلاح المفضّل لعقود من الزمن للرؤساء الأميركيين الباحثين عن حلول عسكرية حاسمة.
ترامب قد يُرسل صواريخ "توماهوك" إلى أوكرانيا... خطوة أميركية تُغيّر مسار الحرب؟
صاروخ "توماهوك" يُطلق من سفينة، (رويترز).
Smaller Bigger

"تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك سيدمّر علاقة الولايات المتحدة وروسيا"... هذا ما حذّر منه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدما أعلن مسؤولون أميركيون أن واشنطن تفكر بتزويد كييف بهذه الصواريخ وقبل اجتماع مرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة في واشنطن.

صاروخ "توماهوك" الذي يفكر ترامب في تزويد أوكرانيا به والذي يسعى زيلينسكي للحصول عليه، إلى جانب أسلحة أخرى كأنظمة دفاع جوي وأنظمة صاروخية مختلفة، هو السلاح المفضل لعقود من الزمن للرؤساء الأميركيين الباحثين عن حلول عسكرية حاسمة. وقال محللون إن استعداد إدارة ترامب لمناقشة تسليم واستخدام مثل هذه الأسلحة، وهو أمر رفضته إدارة بايدن رفضاً قاطعاً، يمثّل تحوّلاً في نهج واشنطن لإنهاء الحرب. رغم تزويد إدارة بايدن أوكرانيا بأنظمة الصواريخ المعروفة باسم "أتاكمز"، لم تفكر أبداً بجدية في تزويدها بصواريخ توماهوك، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى قلقها من أن يؤدي ذلك إلى مواجهة مع موسكو قد تؤدي إلى تصعيد الحرب. ويبلغ مدى صواريخ  "أتاكمز"حوالي 190 ميلاً، وهو مدى أقصر بكثير من صواريخ توماهوك.


لماذا تريد أوكرانيا "توماهوك"؟

من شأن هذه الصواريخ تعزيز قدرة كييف على شن ضربات بعيدة المدى في روسيا بما في ذلك موسكو، وتراهن أوكرانيا على أن الضربات داخل روسيا التي تستهدف الأصول الاقتصادية مثل منشآت النفط والأهداف العسكرية مثل مصانع الأسلحة يمكن أن ترفع تكلفة الحرب على روسيا وتدفعها في النهاية نحو التوصل إلى تسوية. 

ويقول مؤيدو إرسال صواريخ "توماهوك" إنها ستوسع قدرة أوكرانيا على ضرب أهداف روسية مهمة تقع خلف خطوط الجبهة، بما في ذلك مستودعات الوقود والقواعد الجوية ومصانع الدبابات وحتى مصنع الطائرات المسيّرة الروسي الذي يصنع المسيّرات "شاهد" من تصميم إيراني.

كذلك يقول المؤيدون إن إرسالها قد يشجع دولاً غربية أخرى على تقديم المزيد من الأنظمة الطويلة المدى. وقد زوّد البريطانيون كييف بصواريخ "ستورم شادو". وزوّد الفرنسيون أوكرانيا بصواريخ "سكالب". ولم تبد برلين حتى الآن استعدادها لتزويد أوكرانيا بصواريخ "تاوروس" السويدية-الألمانية، التي يبلغ مداها 300 ميل.

 

جندي أوكراني في دونيتسك، (أ ف ب).
جندي أوكراني في دونيتسك، (أ ف ب).

 

كذلك طورت أوكرانيا صواريخ كروز خاصة بها، بما في ذلك صاروخ "فلامينغو"، واستخدمت بعضها ضد أهداف في روسيا. واستخدمت أيضاً مسيّرات طويلة المدى محلية الصنع لضرب البنية التحتية للطاقة في روسيا. لكن الطائرات بدون طيار تتحرك ببطء، ويمكن إسقاطها بسهولة أكبر، وتحمل حمولات متفجرة صغيرة.

تعتمد أوكرانيا حالياً على الصواريخ التي يوفرها الغرب، مثل ستورم شادو، والتي يبلغ مداها المحدود نحو 250 كيلومتراً. ولأغراض أبعد من ذلك، تستخدم كييف طائراتها المسيّرة وصواريخها الشبيهة بالطائرات المسيرة المنتجة محلياً لكن حمولة رؤوسها الحربية محدودة بـ50-100 كيلوغرام.

 

ما هو صاروخ "توماهوك"؟

تُعد صواريخ "توماهوك" جزءاً أساسياً من الترسانة الأميركية، ويبلغ مداها التشغيلي ما بين 1600 و2500 كيلومتر، ورأسها الحربي القوي يراوح وزنه بين 400 و450 كيلوغراماً. يمكنها الوصول إلى أهداف داخل روسيا أبعد بكثير من أي سلاح قدّمه الغرب إلى كييف حتى الآن.

صُمّمت صواريخ توماهوك لضرب الأهداف البرية العالية القيمة أو المحميّة جيداً، ويمكن إطلاقها من منصّات إطلاق أرضية، ولكنها تُطلق عادةً من السفن أو الغواصات، ويمكن تسليحها برؤوس حربية تقليدية أو نووية. أسعار هذه الصواريخ باهظة، حيث يبلغ متوسط تكلفة الصاروخ الواحد 1.3 مليون دولار أميركي.

طُوّرت لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي، ويستخدمها الجيش الأميركي، وقد اشتراها عدد من الحلفاء، بما في ذلك بريطانيا واليابان وأستراليا وهولندا.

أحدث إصدار منها، ويُسمّى توماهوك التكتيكي TACTOM، مزود بوصلة بيانات تسمح له بتغيير الأهداف أثناء الطيران. ويمكنه التحليق لساعات وتغيير مساره فوراً عند تلقي الأمر.

عادةً ما تُطلق من السفن أو الغواصات، ولكن يمكن إطلاقها أيضاً من البر، وهي الطريقة التي يُرجّح أن تستخدمها أوكرانيا ضد روسيا. ولتحقيق ذلك، ستحتاج القوات الأوكرانية إلى قاذفات خاصة، إمّا أنظمة تايفون المتوسطة المدى التابعة للجيش الأميركي أو أنظمة الإطلاق البعيدة المدى التابعة لسلاح مشاة البحرية.

هل تُغيّر مسار الحرب؟

قدّر معهد دراسات الحرب ومقرّه الولايات المتحدة (ISW) وجود ما لا يقل عن 1945 منشأة عسكرية روسية ضمن نطاق صاروخ توماهوك. وأشار تحليل المعهد إلى أن "من المرجح أن تُضعف أوكرانيا أداء روسيا في ساحة المعركة الأمامية من خلال استهداف مجموعة فرعية ضعيفة من مناطق الدعم الخلفي التي تُحافظ على عمليات روسيا في الخطوط الأمامية وتدعمها".

ومع ذلك، يشكك الخبراء في أن صواريخ "توماهوك" يمكن أن تغيّر قواعد اللعبة. عادة ما تُطلق الصواريخ من سفن أو غواصات، لا تمتلكها أوكرانيا التي تفتقر إلى قوة بحرية، والولايات المتحدة لا تمتلك سوى عدد محدود من منصات الإطلاق الأرضية. ويشيرون إلى أنها قد تكون عرضة للدفاعات الجوية الروسية.

وتتمثل المشكلة الأكبر للبيت الأبيض في تقييم كيفية رد موسكو على مثل هذا التصعيد في الدعم الأميركي لكييف. لكن اعتماد أوكرانيا على الولايات المتحدة في التدريب على النظام واستخبارات الاستهداف سيضمن لواشنطن السيطرة على كيفية استخدام الصواريخ، ما قد يقلل من خطر استخدام كييف لها ضد أهداف روسية حسّاسة قد تدفع موسكو إلى تصعيد هجماتها في أوكرانيا أو خارجها.

تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" قد يعزز قدراتها الهجومية ويضغط على روسيا للتفاوض ولكنه يشكّل خطوة محفوفة بالمخاطر كتصعيد محتمل مع موسكو وتعقيدات لوجستية وسيطرة أميركية على الاستخدام. وبينما تسعى كييف لتعزيز قدراتها، تواجه واشنطن تحدّي الحفاظ على توازن دقيق بين الدعم العسكري وتفادي صدام مباشر مع روسيا. فهل تتجاوز تبعات هذا القرار، إذا ما اتُخذ، حدود أوكرانيا؟

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

لبنان 10/16/2025 9:40:00 PM
 أكثر من 13 غارة إسرائيلية استهدفت جنوبي لبنان مساء اليوم...
سياسة 10/15/2025 10:23:00 PM
 طارق متري يستنكر تسريب جوازات السفر الخاصة بالوفد السوري الذي زار لبنان أخيراً، واصفاً هذا التصرف بأنه غير مقبول.
سياسة 10/16/2025 12:22:00 PM
وزير الداخلية من برجا: ملتزمون بسط سلطة الدولة وإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري
مجتمع 10/16/2025 7:58:00 AM
رُفعت هذه اليافطات على طريق المطار الشهر الماضي إثر قرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة