متقاعدة وطبيبة وطالبة يروين تجربة توقيفهن بسبب دعم منظمة ‏‏"فلسطين أكشن"‏

أوروبا 07-08-2025 | 12:05

متقاعدة وطبيبة وطالبة يروين تجربة توقيفهن بسبب دعم منظمة ‏‏"فلسطين أكشن"‏

يعدّ الانتماء إلى مجموعة محظورة بموجب قانون مكافحة الإرهاب في ‏بريطانيا أو تأييدها فعلاً إجرامياً يعاقب عليه بالسجن
متقاعدة وطبيبة وطالبة يروين تجربة توقيفهن بسبب دعم منظمة ‏‏"فلسطين أكشن"‏
مارجي مانسفيلد وزهرة علي وأليس كلاك (أ ف ب)‏
Smaller Bigger

لم تكن مارجي مانسفيلد تتصوّر أنها ستتّهم يوما بدعم "الإرهاب"، غير ‏أن هذه المتقاعدة والجدّة لسبعة أحفاد، أوقفت في مطلع تموز/يوليو ‏لتظاهرها احتجاجا على حظر بريطانيا منظمة "فلسطين أكشن" المؤيدة ‏للفلسطينيين.‏

واستند قرار الحظر الذي يسري منذ تموز/يوليو، إلى قانون مكافحة ‏الإرهاب في بريطانيا، بعدما اقتحم نشطاء في الحركة قاعدة جوّية في ‏جنوب إنكلترا ورشّوا طلاء أحمر على طائرتين فيها، متسبّبين بأضرار ‏بقيمة 7 ملايين جنيه استرليني (9,55 ملايين دولار).‏


ومذاك، تنظّم مجموعة "ديفيند أور جوريز" تظاهرات تنديداً بالحظر ‏الذي اعتبرته الأمم المتحدة "غير متناسب".‏


وتقرّ مانسفيلد بأن "اتهامي بأنني إرهابية محتملة (شكّل) صدمة كبيرة".‏


في الخامس من تموز/يوليو، أوقفت الشرطة هذه المرأة البالغة 68 عاما ‏خلال تظاهرة في لندن. وفي المجموع، أوقف أكثر من مئتي شخص ‏لمشاركتهم في تجمّعات مماثلة، بحسب تيم كروسلاند من "ديفيند أور ‏جوريز"، والذي أوضح أن الاتهام لم يوجّه رسميا إلى أيّ منهم.‏

 

ويعدّ الانتماء إلى مجموعة محظورة بموجب قانون مكافحة الإرهاب في ‏بريطانيا أو تأييدها، فعلا إجراميا يعاقب عليه بالسجن لمدّة قد تصل إلى ‏‏14 عاما.‏


ومن المرتقب تنظيم احتجاج السبت في لندن يتوقّع القيّمون عليه أن ‏يستقطب 500 شخص. وحذّرت الشرطة من حملة توقيفات قد تطال ‏المتظاهرين.‏


‏"مذعورة" ‏
وتؤكّد الحكومة البريطانية أن المتضامنين مع "فلسطين أكشن"، "لا ‏يدركون الطبيعة الفعلية" للمجموعة. وقالت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر ‏الثلاثاء إن المجموعة "ليست منظمة غير عنيفة"، مشيرة إلى حيازتها ‏‏"معلومات مثيرة للقلق" حول مشاريعها.‏


وقرار الحظر هو موضع طعن أمام القضاء قدّمته هدى عموري إحدى ‏مؤسِسات "فلسطين أكشن" التي أنشئت عام 2020 كـ"شبكة أفعال ‏مباشرة" الهدف منها التنديد بـ"التواطؤ البريطاني" مع إسرائيل، لا سيما ‏في ما يخصّ بيع الأسلحة للدولة العبرية. ويتوقع عقد جلسة في هذا ‏الخصوص في تشرين الثاني/نوفمبر.‏


وتعرب مانسفيلد منذ سنوات عن تضامنها مع القضية الفلسطينية، ‏وخصوصا منذ الحرب في غزة التي اندلعت إثر هجوم حماس على ‏الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي نتجت ‏عنها "مدارس مدمرّة" و"أطفال باتوا بلا مأوى"، على قول الجدّة.‏


ودفع حظر "فلسطين أكشن" هذه المستشارة المصرفية السابقة إلى ‏التحرّك. وهي تقرّ بأنها كانت "مذعورة" عشيّة التظاهرة.‏


وظهرت مانسفيلد في مشاهد تداولتها وسائل الإعلام وهي تُرفع من عدّة ‏شرطيين بعدما رفضت النهوض، وإلى جانبها سيّدة في الثالثة والثمانين ‏من العمر.‏

 

ثمّ وضعت في الحبس الاحتياطي "لحوالى 12 أو 13 ساعة" قبل ‏إخضاعها لمراقبة قضائية شديدة يحظر عليها بموجبها المشاركة في ‏تظاهرات أخرى والتوجّه إلى وسط لندن. وتقول مانسفيلد متأسفة "لم يعد ‏في وسعي اصطحاب أحفادي إلى متحف التاريخ الطبيعي".‏


وتؤكّد "نحن مجرّد أناس عاديون من بيئات مختلفة... ولسنا إرهابيين".‏

 

 

متقاعدة وطبيبة وطالبة تم توقيفهن لدعمهن منظمة
متقاعدة وطبيبة وطالبة تم توقيفهن لدعمهن منظمة

 

 

‏"مسؤولية" ‏
وبالرغم مما آلت إليه الأمور، ليست مانسفيلد نادمة على مشاركتها في ‏الاحتجاجات، شأنها في ذلك شأن أليس كلاك (49 عاما) طبيبة التوليد ‏التي أوقفت في لندن في التاسع عشر من تموز/يوليو.‏


وتقول كلاك "لا يريد أحد التعرّض للتوقيف. لكنني أشعر بكلّ بساطة ‏بمسؤولية" التظاهر "لمن تسنّى له القيام بذلك"، مندّدة بحظر "ينتهك ‏حرّياتنا العامة".‏

وتكشف الطبيبة التي سبق لها أن تعاونت مع منظمة "أطباء بلا حدود"، ‏لوكالة فرانس برس، عن "الاشمئزاز" و"الروع" اللذين ينتاباها عندما ‏ترى مشاهد الأطفال المصابين بالهزال.‏


وتؤكّد أنها "تحضّرت" لتوقيفها، لكنها تقرّ بأن احتجازها لاثنتي عشرة ‏ساعة كان شاقا. وتكشف "كنت على وشك البكاء أحيانا لكنني تمالكت ‏نفسي بمجرّد التركيز على سبب إقدامي على هذه الخطوة".‏


وفي حال توجيه الاتهام للطبيبة النسائية، قد تخسر رخصة مزاولة ‏المهنة.‏


‏"شخص عادي" ‏
زهرة علي طالبة تدرس التاريخ في سنتها الأولى أوقفت هي أيضا في ‏‏19 تموز/يوليو، قبل الإفراج عنها بوضعها تحت المراقبة القضائية.‏


وتقول الشابة البالغة 18 عاما في تصريحات لوكالة فرانس برس "بلغنا ‏حدّا باتت فيه المجاعة في غزة مثيرة للاشمئزاز. وحكومتنا لا تحرّك ‏ساكنا".‏


وتشدد الطالبة على أن دخول السجن في سنّها "مسألة جلل بالنسبة إلي... ‏‏(لكن) إذا ما كان في وسع أشخاص في الثمانين من العمر تحمّل الأمر، ‏فأنا أيضا يمكنني تحمّله".‏

 

ولا تعتبر زهرة علي نفسها ناشطة، لكن "مجرّد شخص عادي... يعتبر ‏أن ما تقوم به حكومتنا مجحف".‏

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/31/2025 2:00:00 PM
أشقاء الشرع.. مسؤولان بارزان في الحكومة وثالث "معاقَب"
شمال إفريقيا 10/31/2025 9:38:00 PM
 مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار ينص على أن تتمتع الصحراء الغربية بحكم ذاتي تحت سيادة المغرب
ثقافة 10/30/2025 10:50:00 PM
بعد صراع طويل مع المرض...
اقتصاد وأعمال 10/31/2025 4:25:00 AM
استقرّ مؤشر الدولار بالقرب من أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر مقابل العملات الأخرى ما يجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.