اختطاف عبر الحدود ومعركة حضانة... ما علاقة الموساد؟
لأكثر من 50 عاماً، كانت سلسلة مطاعم "بلوك هاوس" من أشهر مطاعم شرائح اللحم في ألمانيا، لكنها في الأشهر الأخيرة تصدرت عناوين الصحف، ولكن ليس بسبب جودة المنتجات التي تُقدمها.
تدور معركة حضانة شرسة على نحو غير معتاد بين مالكة السلسلة، كريستينا بلوك، وطليقها، على اثنين من أطفالهما الأربعة. يشارك، بحسب هيئة البث الإسرائيلية "كان" في الوساطة عميلان سابقان في الاستخبارات الإسرائيلية - على ما يبدو الموساد - بالإضافة إلى الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية الألماني (BND - الموساد الألماني).
وصل النزاع، الذي كان يدور سراً حتى الآن، وبشكل رئيسي في مكاتب المحاماة، إلى قاعة المحكمة في هامبورغ. تُحاكم كريستينا بلوك حالياً في محكمة هامبورغ الجزئية، بتهم اختطاف طفلة، وإيذاء جسدي خطير، واحتجاز غير قانوني، إلى جانب عدد من المتهمين الآخرين، بمن فيهم العميلان الإسرائيليان تال ساسون وديفيد باركاي.
سيتم الاستماع إلى 140 شاهداً على مدار 40 يوماً من الجلسات المقررة.
تتمحور القضية حول مزاعم استئجار بلوك لشركة أمنية دولية لتنفيذ عملية اختطاف عنيفة عبر الحدود لطفليها الصغيرين. وفي حال إدانتها، تواجه عقوبة تصل إلى عشر سنوات سجناً. ويمثل أمام المحكمة الصحافي الرياضي السابق غيرهارد ديلينغ، أحد أشهر المذيعين الرياضيين في ألمانيا وشريك بلوك منذ عام 2021. وهو متهم بمساعدتها في عملية الاختطاف المزعومة.

خصوصية ضباط المخابرات السابقين محمية
وتُعقد جلسات المحكمة في قاعة محكمة شديدة الحراسة، مخصصة عادةً لمحاكمات الإرهاب، نظراً لطبيعة الجلسات وضرورة الحفاظ على سرية عملاء الاستخبارات الإسرائيلية السابقين.
ووفقاً للتهم، تُتهم بلوك بالاستعانة بالشركة الخاصة لنصب كمين لزوجها السابق، ستيفان هينسل، وطفليهما الصغيرين، اللذين كانا يبلغان من العمر آنذاك 10 و13 عاماً، أثناء مشاهدتهم عرضاً للألعاب النارية ليلة رأس السنة، 2023، في منزل هينسل في جنوب الدنمارك، بالقرب من الحدود الألمانية.
زُعم أن العميلين الإسرائيليين السابقين، ساسون وباركاي، فاجآ هينسيل، ثم جرّا ابنه وابنته إلى الغابة، وعبرا جدولاً ووضعاهما في سيارة. كُمّ فاها الطفلين بشريط لاصق، ورُبط أحدهما. وزُعم أنهما هُددا: "اصمتا وإلا قتلناكما".
استُدعيت الشرطة الدنماركية، فذهبت لملاحقة الخاطفين، الذين لم يكونوا على علم بأن والد أحد الأطفال قد زوده بجهاز تتبع. نُقل الطفلان إلى مزرعة في بادن-فورتمبيرغ جنوب ألمانيا، واحتُجزا في مقطورة حتى جاءت بلوك لأخذهما بعد يومين، ونقلتهما إلى فيلتها في هامبورغ. تدخلت الشرطة بعد ذلك وأعادتهما إلى والدهما في الدنمارك. ينفي كل من بلوك وشريكها، ديلينغ، التهم الموجهة إليهما.
من بين المتواطئين المزعومين في القضية، أوغست هانينغ، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الألماني (BND)، الذي يقول الادعاء إنه ربط بلوك بشركة المخابرات الإسرائيلية التي يُزعم أنها نفذت عملية الاختطاف. وهانينغ، التي دافعت علناً عن بلوك، تنفي أي تورط لها في عملية الاختطاف.
وقالت بلوك إن شركة الأمن تصرفت طواعيةً، وإن والدتها، التي توفيت قبل تسعة أشهر تقريباً من الاختطاف، هي التي موّلت العملية، التي قيل إنها كلفت مئات الآلاف من اليورو، وخُطط لها لأشهر.
نبض