في جريمة هزّت الرأي العام الروسي والدولي، اعترف رجل بيلاروسي بمحاولة قتل طفل يبلغ من العمر عاماً ونصف العام، فور وصوله إلى مطار شيريميتيفو في موسكو.

وذكرت وسائل إعلام أن الطفل كان قد فرّ مع والدته من الحرب في إيران.

إلّا أن السفير الإيراني لدى روسيا، كاظم جلالي، نفى ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حول هوية الطفل، مؤكداً أن الضحية ليس إيرانياً كما أُشيع، بل يرجح أنه من أصل أفغاني.

وقال جلالي: "نُشر مقطع فيديو صادم يظهر رجلاً يُسقط طفلاً صغيراً أرضاً بطريقة وحشية ولا إنسانية، وقد قيل إن الجاني يهودي، لكني لا أملك تأكيداً بذلك".


وأضاف السفير الإيراني أن وزارة الخارجية الإيرانية تواصلت فوراً مع نظيرتها الروسية للتحقق من جنسية الطفل المصاب، بعدما شاع أنه مواطن إيراني.



وأكد السفير الإيراني، أن السلطات الروسية أكدت أن التحقيقات تُدار حالياً من قبل الجهات المعنية بالأفغان، وأن الطفل الذي يرقد في غيبوبة يعود لعائلة أفغانية تقيم في روسيا.

الحادثة كما نقلتها وسائل الإعلام: 

المتهم، فلاديمير فيتكوف (31 عاماً)، وهو عامل في مشروع محطة نووية، قام بحمل الطفل يزدان ورماه بعنف على أرض صالة الوصول في المطار، مما أدى إلى إصابته بجراح خطرة في الجمجمة والعمود الفقري، وفق ما أفادت وسائل إعلام روسية.

وانتشر فيديو للواقعة، مأخوذاً من كاميرا مراقبة في المطار، على مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهر الشاب وهو يقوم برفع الطفل ورميه بقوة على أرض المطار بشكل وحشي.

WATCH: A Jewish Belarusian man, Vladimir Vitkov, violently assaulted an 18-month-old Iranian toddler at Moscow’s Sheremetyevo Airport, slamming him headfirst onto the floor.

The child, who had fled war-torn Iran with his pregnant mother, is in a coma with skull and spinal… pic.twitter.com/p0HFIeXnBE

— Clash Report (@clashreport) June 25, 2025

وكان الطفل قد وصل قبل دقائق إلى روسيا قادماً من إيران برفقة والدته، هرباً من القصف الذي تشهده البلاد، حسب ما أشار موقع "إن دي تي في".

التقارير أفادت بأن فيتكوف كان على نفس الرحلة مع الأم وطفلها، حيث كان في طريق عودته إلى روسيا.

خلال التحقيقات، اعترف فيتكوف بجريمته قائلاً للشرطة: "حاولت قتل طفل في مطار شيريميتيفو"، مضيفاً أنه لا يعرف سبب فعلته لأنه كان "تحت تأثير المخدرات".

السلطات الروسية أكدت العثور على مخدر الحشيش بحوزته، كما أظهرت التحاليل وجود آثار للمادة في دمه. كذلك أفادت منصة Mash الروسية بأنه كان قد شرب ثلاث زجاجات من الكحول.


الدكتورة تاتيانا شابوفالينكو، رئيسة مركز "روتشال" للأطفال في موسكو، قالت إن الطفل نُقل إلى المستشفى مصاباً بكسر في عظام الجمجمة، ونزيف في الدماغ، وكسور في قاعدة وقبة الجمجمة.


المفوّضة المعنية بحقوق الأطفال في منطقة موسكو، كسينيا ميشونوفا، وصفت الجاني بـ"الوحش المدمن"، قائلة: "لا يمكنني تسميته إنساناً. يجب أن يُحكم عليه بأقصى درجات العقاب، مع الأشغال الشاقة حتى يُهلكه العمر".

 وتابعت: "الإدمان ليس مرضاً، إنه جريمة عندما يؤدي إلى محاولة قتل طفل بريء".

الأم، وهي تُدعى سهَر حاجي زاده، تعيش حالة من الصدمة والذعر منذ وقوع الحادث، وقد نقلت المفوّضة تساؤلاتها المتكررة للأطباء: "هل سيتعافى طفلي؟"، وسط تطمينات حذرة من الطاقم الطبي.

القضية لا تزال قيد التحقيق، فيما يطالب ناشطون بمحاكمة الجاني على وجه السرعة، وتشديد الإجراءات الأمنية في المطارات، لحماية اللاجئين والأطفال الهاربين من النزاعات.