أوكرانيا: روسيا رفضت عرضاً لوقف إطلاق نار غير مشروط في محادثات اسطنبول

انتهت المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني بوساطة تركية في اسطنبول بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية التركية.
وأعلن المتحدث باسم الوزارة اونجو كيسيلي "انتهى الاجتماع. لم ينته بشكل سلبي". واستمرت المحادثات أكثر من ساعة بقليل.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقد عقب المحادثات "واصل الجانب الروسي رفض مقترح وقف إطلاق النار غير المشروط".
في السياق، أعلن النائب الأول لوزير الخارجية الأوكراني سيرغي كيسليتسيا الإثنين أن روسيا رفضت عرض كييف بوقف غير مشروط لإطلاق النار خلال جولة المحادثات المباشرة في إسطنبول.
وقال رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري يرماك إن المفاوضين الأوكرانيين سلموا مسؤولين روس لائحة أطفال "تم ترحيلهم بشكل غير قانوني" من جانب موسكو وطالبوا بإعادتهم.
وأضاف يرماك على وسائل التواصل الاجتماعي "اليوم خلال محادثات اسطنبول، سلّم الجانب الأوكراني رسميا الجانب الروسي لائحة الأطفال الأوكرانيين المطلوب إعادتهم" مؤكدا "نحن نتحدث عن مئات الأطفال الذين رحلتهم روسيا بشكل غير قانوني، أو نقلتهم قسرا أو احتجزتهم في أراض محتلة موقتا".
اعتبرت تركيا الاثنين أن الدعم الأميركي للمفاوضات الروسية الأوكرانية "مهم للغاية"، عقب بدء المحادثات بين كييف وموسكو في إسطنبول برعاية تركية.
وقال وزير الخارجية التركية هاكان فيدان "نعتبر أنّ إيمان الولايات المتحدة ودعمها لهذه المحادثات أمران مهمان جدا"، مضيفا أن "عزيمة (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب على إحلال السلام أوجد فرصة جديدة".
في السياق، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ بلاده مستعدّة "لاتخاذ الخطوات الضرورية من أجل تحقيق السلام"، قبل محادثات بين كييف وموسكو في اسطنبول الإثنين.
ويلتقي وفدان روسي وأوكراني الإثنين في مدينة اسطنبول التركية لإجراء جولة ثانية من المباحثات المباشرة غداة هجوم شنته كييف بمسيرات على مطارات حربية في روسيا يعتبر الأوسع منذ بدء النزاع.
وكانت موسكو وكييف عقدتا مباحثات مباشرة أولى في 16 أيار/مايو في اسطنبول، لكنّها لم تفض إلى نتيجة تذكر، إذ التزم الجانبان فقط عملية لتبادل الأسرى.
ويعقد هذا اللقاء الذي يبدأ عند الساعة 13,00 ظهراً بالتوقيت المحلي (10,00 بتوقيت غرينتش) في قصر تشيراغان العثماني الذي حُوّل الى فندق فخم برعاية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
وقال زيلينسكي خلال اجتماع مع قادة حلف شمال الأطلسي في ليتوانيا، "نحن على استعداد لاتخاذ الخطوات الضرورية من أجل تحقيق السلام"، مشيرا إلى أنّه إذا قوّضت روسيا محادثات اسطنبول ولم تسفر عن نتيجة، ستكون "هناك حاجة ماسة إلى فرض عقوبات جديدة" عليها.
وقال مصدر من الوفد الأوكراني لوكالة فرانس برس إنه يأمل أن يرى المبعوثين الروس "مستعدين للمضي قدما"، من دون "تكرار المطالب نفسها" التي سبق لموسكو أن تحدثت عنها، وأبرزها تخلّي أوكرانيا عن مسعاها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والموافقة على خسارة الأراضي التي تحتلها روسيا حالياً.
وقبل المباحثات المقرّرة مع موسكو، التقى أعضاء الوفد الأوكراني في اسطنبول ممثلين لإيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة، حسبما أفادت وزارة الخارجية الأوكرانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غورغي تيخيي عبر إكس، إنّ "النائب الأول لوزير الخارجية سيرغي كيسليتسيا وعضو الوفد الأوكراني أولكسندر بيفز التقيا ممثلي شركاء أوكرانيا الأوروبيين، ألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة"، مضيفا أنّ "الأطراف نسّقت مواقفها قبل اجتماع اليوم" مع الوفد الروسي.
وأعلنت روسيا من جهتها أنها ستقدم "مذكرة" تتضمن شروطها لعقد اتفاق سلام، فيما رفضت عرضها مسبقا على أوكرانيا كما طالبت كييف.
ويأتي هذا اللقاء غداة هجوم منسق واسع شنّته كييف على الأراضي الروسية استهدف أربعة مطارات عسكرية روسية، وعشرات الطائرات بينها قاذفات استراتيجية.
وأفاد الجيش الروسي صباح الاثنين بأنه أسقط 162 مسيّرة أوكرانية غالبيتها في منطقتي كورسك وبيلغورود الحدوديتين مع أوكرانيا.
وكانت المحادثات المرتقبة محور حديث هاتفي الأحد بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ماركو روبيو، على ما نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية.
- ضمانات أمنية ملموسة -
والجانبان بعيدان عن التوصل إلى اتفاق، سواء كان هدنة أو تسوية طويلة الأمد.
وأكد زيلينسكي عبر منصات التواصل الاجتماعي الأحد، أنّ أولويات أوكرانيا هي "وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط" و"عودة الأسرى" وأطفال أوكرانيين تتّهم كييف موسكو بخطفهم، مبديا رغبته في عقد لقاء مباشر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما سبق للكرملين أن رفضه مرات عدة.
وترفض موسكو "وقف إطلاق النار غير المشروط" الذي تطالب به كييف والغرب، وتشدد على حلّ ما تسميه "الأسباب الجذرية" للصراع، في إشارة إلى سلسلة من المطالب المتطرفة.
وتطالب روسيا أوكرانيا بالتخلّي نهائيا عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والتنازل لها عن المناطق الخمس التي تقول إنّها ضمّتها.
غير أنّ أوكرانيا تؤكد أنّ هذه الشروط غير مقبولة وتطالب في المقابل بانسحاب القوات الروسية من أراضيها.
وتريد أوكرانيا أيضا ضمانات أمنية ملموسة مدعومة من الغرب، مثل حماية من حلف شمال الأطلسي أو انتشار قوات غربية على أراضيها، وهو ما تستبعده روسيا.
وقد خلفت الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات عشرات آلاف القتلى من المدنيين والعسكريين الروس والاوكرانيين.
- الحرب مستمرة -
سيكون المفاوض الروسي الرئيسي في اسطنبول فلاديمير ميدينسكي، وهو مستشار متشدد لبوتين قاد محادثات 2022 الفاشلة وأعدّ كتبا مدرسية تتضمّن تبريرات للغزو وشكك في حق أوكرانيا في الوجود.
وسيرأس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف الذي يعتبر مفاوضا ماهرا لكن وزارته لا تزال غارقة في الفضائح.
وقال ناطق باسم الحكومة الألمانية في برلين الأحد إن "مستشارين دبلوماسيين" من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا "سيكونون على الأرض (...) بالتنسيق الوثيق مع فريق التفاوض الأوكراني".
وأعلنت أوكرانيا الأحد أنها استهدفت حوالى 40 طائرة عسكرية روسية بضربات على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها، مشيرة إلى أنّ الخسائر تقدر ب7 مليارات دولار.
ونُفّذت هذه العملية واسعة النطاق باستخدام طائرات مسيرة تسللت إلى روسيا ثم استهدفت قواعد عسكرية.
على الأرض، تواجه كييف صعوبات مع إحراز القوات الروسية تقدّما خلال الأيام الأخيرة، خصوصا في منطقة سومي الأوكرانية (شمال شرق).
وقد تسعى موسكو لإقامة منطقة عازلة لمنع أي توغل أوكراني كما حدث الصيف الماضي في كورسك الروسية الواقعة قبالة منطقة سومي.